لافروف: سنواصل مساعينا لدعم الوساطة الكويتية لحل أزمة قطر

جددت روسيا، أمس، دعمها لجهود الوساطة الكويتية في أزمة قطر الدبلوماسية، مشددة على أهمية حل الخلاف عن طريق الحوار، مع دعوة دول مجلس التعاون الخليجي للتوحد، حيث قال سيرغي لافروف، خلال زيارته للدوحة، إن قوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ضرورية للتعامل مع المشكلات الكثيرة في المنطقة.
وأبدى الوزير الروسي قناعته بضرورة البحث عن حل للأزمة القطرية، على أساس مقاربات مقبولة للجميع، مع التخلي عن الخطاب العدائي الهدام، وأن ذلك البحث يجب أن يتم عبر الحوار والقبول بحلول وسط، مشيراً إلى أن الطريق الأنسب هو تسوية الأزمة في إطار مجلس التعاون الخليجي، وقال: «نحن لا نتولى مهمات الوساطة، فهناك الوساطة الكويتية».
وذكر لافروف، في مؤتمر صحافي عقد البارحة في العاصمة القطرية الدوحة مع نظيره القطري، أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد عرض خدماته للوساطة، وأكد أن موسكو سترحب، إذا تكللت الجهود الأميركية بالنجاح، وأضاف: «أما نحن، فلم نقترح أي أفكار تختلف عن مقترحات الكويت والولايات المتحدة، ولا نرى داعياً لذلك». وأوضح لافروف أن المقترحات المتوفرة تعتبر أساساً كافياً لبدء الحوار، وأكد أن الجانب الروسي سيواصل نشاطه في الاتصالات مع دول المنطقة كافة، في أوائل سبتمبر (أيلول) المقبل، عندما سيزور السعودية والأردن.
وشدد الوزير الروسي، الذي زار الكويت والإمارات، أيضاً على دعمه للوساطة الكويتية بين أطراف الأزمة، مؤكداً على أن موسكو تتطلع إلى بقاء مجلس التعاون الخليجي «متحداً وقوياً».
من جهته، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، إن الوضع ذاته منذ 90 يوماً، مدعياً دعم بلاده لمهمة الوساطة التي يتولاها أمير الكويت، وقال: «سنكون مستعدين للمساهمة في رفد هذه الجهود، إذ اعتبرت الأطراف ذلك أمراً مفيداً». ولفت إلى أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء الأزمة، لكنه لم يرَ أي مؤشر على أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، التي فرضت عقوبات على الدوحة، مستعدة للتفاوض، وقال إنه بحث مع نظيره الروسي والوفد المرافق له تطورات الأزمة الخليجية، مبدياً ترحيبه بجهود الدول الصديقة كافة، التي تدعم الدور الكويتي لحل الأزمة في إطار دول مجلس التعاون الخليجي.
وبالعودة إلى لافروف فقد بين أن موسكو لا تملك معلومات عن وجود خطط لدى أي دولة في الشرق الأوسط لمهاجمة إسرائيل، ردا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال أول من أمس، إن إيران تبني منشآت في سوريا ولبنان لنشر صواريخ عالية الدقة لضرب إسرائيل.
وأكد أن التعاون العسكري بين سوريا وإيران لا يجوز أن يثير قلق أي جهة، فقال: «إذا كان تعاونهما الثنائي في أي مجال يجري دون انتهاك للأحكام الأساسية للقانون الدولي، فلا يجوز أن يثير ذلك أي أسئلة لدى أحد».
وفي الوقت نفسه، أكد لافروف أنه إذا كانت جهة ما في الشرق الأوسط أو في منطقة أخرى بالعالم، تخطط لانتهاك القانون الدولي عن طريق زعزعة سيادة ووحدة أراضي دولة ما، ولا سيما أي من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهو أمر يستحق الإدانة.
وقال لافروف إن محادثات الدوحة مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجيته، تناولت حزمة واسعة من المسائل الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك الأزمات في سوريا وليبيا واليمن.
من جهته، قال وزير خارجية قطر إن محادثاته مع لافروف شهدت نقاشاً مطولاً عن الأزمة السورية، مؤكداً دعم بلاده لعملية آستانة الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار وتخفيف التوتر، وكذلك للعملية السياسية في جنيف التي يقودها المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وللجهود الرامية إلى توحيد المعارضة، تمهيداً لإطلاق الحوار بينها وبين الحكومة السورية.
وأكد الوزير القطري موقف بلاده فيما يتعلق بضرورة أن تكون هناك عملية انتقال سياسي في سوريا، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي الدولة السورية واستقلالها، وتطبيق العدالة، نصرة لحقوق الشعب السوري.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي إنه بحث، الأربعاء، في الدوحة، مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، مختلف المسائل الإقليمية والدولية، إضافة إلى العلاقات الثنائية، وأوضح لافروف: «لقد بحثنا مع الشيخ تميم هذه المسائل».