الحكومة الفلسطينية تنتقد مشاركة مسؤولين إسرائيليين في افتتاح «كنيس» في القدس الشرقية

انتقدت الحكومة الفلسطينية مشاركة مسؤولين إسرائيليين في افتتاح «كنيس» في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وعدت ذلك عدواناً جديداً على مدينة القدس ومساً خطيراً بالوضع الطبيعي والمعالم العربية الإسلامية للمدينة.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان، إن «حكومة الوفاق الوطني تعتبر إقامة (الكنيس) في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك يأتي لأسباب سياسية محضة تتعلق بطبيعة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو جزء من الاستيطان ولا علاقة له بالدِين». وأضاف أن «الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تتورع عن استخدام الرموز والمجازات والاستعارات التي وردت في الكتب والأسفار ولها صفات التعاليم الدينية استخداماً سياسيا يخدم المخططات والأهداف الاستعمارية في الوقت الراهن عن طريق اختلاق رواية أخرى غريبة وتشويه ومحاولة طمس الرواية الحقيقية».
وحذّر من أن إصرار حكومة الاحتلال على الاعتداء على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، سيشكل استجابة للحروب التي ترتدي «الأقنعة الدينية والطائفية التي فُرضت على المنطقة». وجدد التذكير بتحذيرات الحكومة الفلسطينية من أن سياسة الحكومة الإسرائيلية من شأنها أن تقود إلى «حروب دينية لا يرغب فيها أحد»، مطالباً المجتمع الدولي والعالم الحر بالتدخل لوضع حد فوري للتوتر والعمل الجاد على إحلال السلام والأمن في كامل المنطقة.
وكان نحو 300 مستوطن، بينهم أعضاء في الكنيست، شاركوا في احتفالية أقامتها مجموعة من اليهود المتشددين، بمناسبة إدخال كتاب توراة جديد إلى كنيس مزعوم في حي سلوان بالقدس الشرقية، وسط حراسة مشددة من قوات الشرطة الإسرائيلية. ومن بين الشخصيات البارزة التي شاركت في الحفل، وزير الزراعة أوري أريئيل، وعضو الكنيست موطي يوغيف من حزب «البيت اليهودي» الذي يرأسه نفتالي بينت، وكلاهما (أرئيل وبينت) يدعمان بشكل كبير الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
والكنيس محل الخلاف مقام في منزل بملكية فلسطينية وتم طرد سكانه منه بعدما كسبت جميعة «عطرات كوهانيم» اليمينية الاستيطانية دعوى قضائية جاء فيها أنه في الموقع ذاته كان هناك كنيس لليهود من أصول يمنية نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين.
وجاء التوتر على خلفية الكنيس فيما تستعد الشرطة الإسرائيلية لخطة أخرى يمكن أن تثير مزيداً من العنف. وستبدأ الشرطة الأسبوع المقبل بالسماح لنواب الكنيست بـ«دخول» باحات المسجد الأقصى. وكشف مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أنه سيسمح لأعضاء الكنيست بزيارة المسجد الأقصى في القدس الشرقية ليوم واحد على سبيل الاختبار. وأوضح المسؤول أن «نتنياهو اتخذ قراره بعد التشاور مع الأجهزة الأمنية على ضوء الهدوء وتحسن الوضع الذي يسود موقع جبل الهيكل» وهي التسمية التي يطلقها الإسرائيليون على المسجد الأقصى.
ويأتي موعد الزيارة قبل أيام من عيد الأضحى المبارك الذي يصادف الجمعة الأول من سبتمبر (أيلول)، وهو الأمر الذي يمكن أن يثير توتراً كبيراً.