إصابات النجوم تخيم على نهائي دوري الأبطال بين قطبي العاصمة الإسبانية

تخيم إصابات النجوم الكبار في صفوف فريقي أتليتكو مدريد وغريمه ريـال مدريد على نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم المقرر السبت المقبل في لشبونة. ويعاني أتليتكو مدريد من إصابة المهاجم الخطير دييغو كوستا وصانع اللعب أردا توران، فيما غاب كل من كريستيانو رونالدو وغاريث بيل وكريم بنزيمة وبيبي عن تدريبات الريـال الأخيرة للإصابة ويخشى غيابهم عن النهائي. ولم يفقد دييغو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد الأمل في تعافي مهاجمه كوستا ليشارك في نهائي دوري أبطال أوروبا رغم استمرار معاناته من إصابة في الفخذ. وقال بيان للنادي إن «المهاجم الذي سجل 36 هدفا، والذي لعب دورا بارزا في تتويج أتليتكو بطلا لدوري الدرجة الأولى الإسباني، قد تعرض لإصابة شديدة في عضلات الفخذ خلال المباراة الختامية للموسم في الدوري ضد برشلونة السبت الماضي. وهذه ثالث مرة في الأشهر الأخيرة التي يعاني فيها كوستا من إصابات في الفخذ، لكنها أول مرة يصاب فيها بتمزق وليس بشد».
ورغم أنه لا يتوقع أن يكون اللاعب جاهزا لمواجهة الريـال في النهائي فإن سيميوني لا يزال يحتفظ بالأمل. وقال المدرب الأرجنتيني في مؤتمر صحافي «هناك أيام كثيرة قبل المباراة ولن نتوقع شيئا الآن.. الوقت لا يزال مبكرا جدا. إنه لاعب مهم لكنه يحتاج لأن يكون جاهزا». ويعيش أتليتكو الذي اقتنص لقب الدوري بالتعادل (1 – 1) مع برشلونة الأيام الأخيرة في موسم تاريخي، لكن حدة المنافسة أصابت أردا توران الذي يحوم شك حول مشاركته في النهائي. وقال سيميوني «سننتظر لنرى حالة أردا وكوستا في نهاية الأسبوع. بالنظر للموقف فإنهما الآن ليسا مستعدين.. نبحث عن بدائل».
وأنهى كوستا الموسم الحالي في المركز الثالث في قائمة هدافي الدوري الإسباني برصيد 27 هدفا بفارق هدف واحد خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة وأربعة أهداف خلف البرتغالي رونالدو هداف ريـال مدريد. ويرى سيميوني أن الفرص ستكون متساوية خلال المباراة النهائية. وقال سيميوني: «لديهم لاعبون أفضل على المستوى الفردي، يذهبون إلى هناك برغبة كبيرة، ونحن ذاهبون إلى هناك بحافز هائل، ستكون مباراة متساوية تماما، وسيكون لخط الوسط دور في منتهى الأهمية».. وأوضح سيميوني أنه ما زال هناك عدة أيام متبقية ولن نقرر الآن، لأن الأمر ما زال مبكرا جدا. وتحدث سيميوني بشيء من الحذر، ولكنه اعترف أنه بصرف النظر عمن سيشارك في مباراة السبت، لكن ينبغي أن يكون في قمة مستواه. وأكد المدرب الأرجنتيني أنها ليست مباراة يمكن أن تظهر خلالها بـ80 في المائة من مستواك الحقيقي، نحتاج إلى لاعبين لائقين.
وشدد سيميوني على ضرورة طي الصفحة بعد الاحتفالات الصاخبة التي عاشها الفريق عقب تتويجه بلقب الدوري، داعيا الجميع إلى التركيز على موقعة نهائي دوري الأبطال. وقال مدرب أتليتكو: «سنواجه فريقا قويا يمتلك الكثير من الخيارات ولاعبين مؤثرين». وتابع: «النهائي وحده محفز، ولا ينبغي النظر إلى الخصم بل إلى نفسك، ينبغي أن نركز فقط على المباراة».
وبعدما أنفق النادي عددا هائلا من ملايين الدولارات على تدعيم صفوفه في السنوات الماضية بحثا عن حلم التتويج بلقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا، ستكون الفرصة سانحة أمام ريـال مدريد الإسباني لتحقيق هذا الحلم. وفي 2002، فاز الريـال بلقبه التاسع (رقم قياسي) في البطولة بعد التغلب على باير ليفركوزن الألماني (2 / 1) في المباراة النهائية للبطولة، وبدا المستقبل ورديا بالنسبة للنادي الملكي، حيث كان هذا هو اللقب الثالث للفريق في البطولة في غضون خمس سنوات. كما ضاعف من تفاؤل الفريق وقتها ما يوجد ضمن صفوفه من نجوم عمالقة، مثل الفرنسي زين الدين زيدان، والبرتغالي لويس فيغو، ونجم الهجوم الإسباني راؤول غونزاليس.
كما كان على رأس هذا الفريق رئيس طموح بشكل هائل هو فلورنتينو بيريز الذي كان على استعداد دائم للإنفاق ببذخ من أجل الإبقاء على الريـال في قمة الكرة العالمية. وبدا الفريق قادرا على إحراز اللقب العاشر له في دوري الأبطال ولم يتوقع بيريز أو أي شخص آخر في 2002 أن ينتظر الفريق 12 عاما متتالية دون أن يحرز هذا اللقب. وقالت إذاعة «ماركا» الإسبانية، بشأن المباراة النهائية للبطولة: «يعد انتظارا أطول مما توقعه أي مشجع مدريدي.. كانت الأعوام الـ12 الماضية فترة إحباط للنادي حيث وعد فلورنتينو كثيرا بالنجاح وانتظر المشجعون ولكنهم رأوا آمالهم تتحطم عاما بعد الآخر».
وفي عام 2006، انهار فريق النجوم العمالقة الذي بناه بيريز. وجاء هذا ربما بسبب، تعاقد النادي مع البرازيلي رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكام والإيطالي أنطونيو كاسانو. واضطر بيريز، الذي واجه الانبعاث الجديد لبرشلونة تحت قيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد، إلى الاستقالة من رئاسة النادي. وبدا أن مسيرة بيريز مع كرة القدم انتهت، كما كان مثار ضحك لمحاولته بناء فريق غير متوازن من النجوم. ولكن بيريز عاد إلى رئاسة النادي في 2009 ووعد بأن يقود رونالدو، الذي ضمه من مانشستر يونايتد في صفقة قياسية، الفريق الملكي للفوز باللقب العاشر في دوري الأبطال.
وألهم رونالدو فريق الريـال، تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، ووصل مع الفريق للمربع الذهبي في دوري الأبطال ثلاثة مواسم متتالية من 2011 إلى 2013 ولكنه لم يتوج معه باللقب. وعندما أعلن النادي قبل ثمانية أشهر عن تمديد عقد رونالدو، قال بيريز: «ريـال مدريد سيفوز باللقب تحت قيادة رونالدو».وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، قاد رونالدو الفريق بالفعل للفوز بلقب كأس ملك إسبانيا مرتين والدوري الإسباني. ولكن هذا اللاعب، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2013، يرغب في تتويج مسيرته مع الفريق هذا الموسم بلقب دوري الأبطال بعدما حقق رقما قياسيا في البطولة هذا الموسم بتسجيل 16 هدفا ليصبح أكبر رصيد من الأهداف لأي لاعب في موسم واحد بالبطولة على مدار تاريخها. وكان الإنجاز الرئيس لبيريز منذ عودته إلى رئاسة النادي في 2009، هو زيادة حجم عائدات النادي لتصل إلى هذا الحد الذي بلغته الآن. ويتصدر الريـال قائمة مؤسسة «ديلويت» للأندية الأعلى دخلا في العالم، حيث بلغ الدخل السنوي للنادي 6.‏512 مليون يورو (702 مليون دولار). كم ارتفع بيريز بعدد أعضاء النادي إلى 97 ألف عضو وجدد استاد سانتياغو برنابيو مطورا شكل الاستاد وأنشأ ملعبا جديدا للتدريبات يتسم بالأبهة في ضواحي مدريد الشمالية.
ورغم هذا، ما زالت «الكأس المقدسة» أو الكأس العاشرة للفريق في دوري الأبطال هي الحلم الذي يراود بيريز. ويقدر عدد مشجعي الريـال بأنهم أكثر من ضعف مشجعي أتليتكو، كما يحظى النادي الملكي بوضع مالي أقوى بشكل هائل من جاره. ولكن هل يكون هذا كافيا ليتفوق الريـال على فريق أتليتكو القوي، بقيادة مديره الفني سيميوني يوم السبت المقبل؟