رحيل نيمار... هل أخرج قطار برشلونة عن القضبان؟

تكتنف برشلونة مشاعر القلق والريبة في بداية مشواره في الموسم الجديد في ظل الهيمنة المطلقة لغريمه التاريخي ريال مدريد الذي سيطر على لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني في الموسم الماضي، بجانب خسارة النادي الكتالوني جهود نجمه البرازيلي نيمار لصالح باريس سان جيرمان. وفشل إرنستو فالفيردي المدرب الجديد لبرشلونة في تعويض خسارته أمام ريال مدريد 1 - 3 على ملعب كامب نو في ذهاب كأس السوبر الإسباني، وخسر صفر - 2 على ملعب سانتياغو برنابيو في مباراة الإياب ليتفوق النادي الملكي 5 - 1 في مجموع اللقاءين.
مهمة فالفيردي المدرب السابق لأتلتيك بيلباو هي الحفاظ على فلسفة برشلونة في اللعب الجماعي وحيازة الكرة، بعد أن اضمحلت طريقة اللعب المميزة للفريق نوعا ما تحت قيادة المدرب السابق لويس إنريكي. واستفاد إنريكي من المثلث الهجومي الشرس لبرشلونة بوجود الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز ونيمار، وهو ما قلص أهمية وتأثير خط الوسط.
فالفيردي بعد رحيل نيمار إلى سان جيرمان في الصفقة القياسية ينبغي عليه تسكير الثقوب في الجدران، حيث لم يبرم برشلونة حتى الآن أي صفقة قوية باستثناء ضم البرازيلي باولينيو من غوانغتشو الصيني. الطريقة التي خسر بها برشلونة كأس السوبر أمام الريال ترجح أنه سيواجه صراعا شاقا هذا الموسم.
وقال جيرارد بيكيه: «في الأعوام التسعة التي قضيتها هنا؛ هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بأننا أقل من ريال مدريد». وأضاف: «لا نعيش أفضل أوقاتنا على مستوى الفريق أو النادي». وفي بداية الصيف تعاقد برشلونة مع جيرارد دولوفيو من إيفرتون بجانب ضم نيلسون سوميدو من بنفيكا قبل أن يستقدم باولينيو. ولكنه صيف «الإحباط» بالنسبة للجماهير الكتالونية في سوق الانتقالات، حيث ذكرت تقارير صحافية أن المفاوضات مع هيكتور بيليرين لاعب آرسنال وماركو فيراتي لاعب سان جيرمان قد فشلت، بينما تسير المفاوضات مع الصفقات المستهدفة الأخرى بشكل بطيء.
العنصر الإيجابي الوحيد في فترة الإعداد للموسم الجديد تمثلت في موافقة ميسي على تمديد عقده حتى 2021، لكنه لم يوقع بعد على العقد الجديد الذي تم الاتفاق عليه في يوليو (تموز) الماضي. ورغم أن تحقيق 4 انتصارات والتعادل مرة واحدة في فترة الإعداد للموسم الجديد رجحت أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، فإن رحيل نيمار «أخرج القطار عن القضبان».
وقال فالفيردي: «بالنسبة لرحيل نيمار، لدي كثير من اللاعبين على أهبة الاستعداد للمشاركة. عليك أن تنظر إلى الأمام وليس الخلف». ولكن فالفيردي سيشعر بالاطمئنان إذا تعاقد برشلونة مع أحد الأسماء الرنانة قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية بنهاية الشهر الحالي. فالفيردي سيجد نفسه سريعا تحت المجهر إذا لم يستطع برشلونة مجاراة الريال في قمة جدول الترتيب، وفي سبتمبر (أيلول) المقبل قد يصبح الوضع أكثر صعوبة للنادي الكتالوني عندما تبدأ منافسات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
لويس إنريكي حصد الثلاثية في أول موسم له بينما تعرض سلفه تاتا مارتينو للإقالة بعد فشله في الفوز بأي لقب. الحد الفاصل بين النجاح والفشل واهن، وفالفيردي يواجه معضلة البقاء في الجانب الصحيح، خصوصا أن بعض نجوم الفريق دخلوا إلى مرحلة الاندثار. القائد آندريس إنييستا (33 عاما) لم يعد على حالته المعهودة، ميسي وسواريز وبيكيه جميعهم بلغوا الثلاثين من العمر، بينما فشل الصف الثاني في برشلونة في إثبات وجوده في الموسم الماضي، ليبقى في النهاية الحرس القديم مضطرا لخوض المعركة مجددا.