رئيس «مايكروسوفت»: سندعم خطة السعودية للتحول إلى الاقتصاد الرقمي

أكد رئيس «مايكروسوفت» العالمية، التزام الشركة، بتنفيذ خطة السعودية الاستراتيجية للتحوّل للاقتصاد القائم على المعرفة، مبينا أن مبيعاتها في الربع الأخير من عام 2013، ارتفعت بنسبة 10 في المائة، لتبلغ قيمتها 12.7 مليار دولار، متوقعا زيادة نموها في عام 2014.
وقال جان فيليب كورتوا رئيس مايكروسوفت العالمية لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نجدد التزامنا بتوفير فرص عمل لثلاثمائة مليون شاب حول العالم بحلول عام 2017، وذلك من خلال مبادرة (شعلة الشباب)».
وأوضح أن «مايكروسوفت» تعتزم الانتقال بالدول لتصبح أكثر قدرة على المنافسة وتوفير بيئة مبتكرة، مبينا أنها تعمل بشكل خاص على تطوير مفهوم ريادة الأعمال لدى الشباب وتطوير مهاراتهم التقنية، بما يمكنهم من الحصول على وظائف وبناء مستقبل وظيفي مجزٍ.
وأكد كورتوا أن السعودية أسرع الأسواق نموا لدى «مايكروسوفت» على مستوى الشرق الأوسط، بسبب توجهها نحو تنفيذ بنية تحتية معلوماتية، تؤدي إلى تحولها إلى اقتصاد المعرفة، مشيرا إلى التزام «مايكروسوفت»، بتوفير حلول الحوسبة السحابية لـ1.2 مليون فرصة اتصال وتعاون في الجامعات بالمملكة.
وقال: «الآن تتحول السعودية إلى الحوسبة السحابية، حيث نطلق أكاديمية بشأنها، توفر برنامجا تدريبيا مخصصا، كجزء أساسي من بيئة العمل العصرية والتنافسية»، مشيرا إلى بيع عشرات الآلاف من المقاعد في القطاع التجاري وأكثر من 1.2 مليون مقعد في قطاع التعليم.
إلى تفاصيل الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط»، مع كورتوا عبر الهاتف والبريد الإلكتروني بمقرّه بأميركا، من مكتبها بالرياض.

* ما تقييمكم للسوق السعودية؟
- تعتبر السعودية من أهم أسواق منطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت نموا اقتصاديا قويا وأوجدت فرصا للتنمية في مجالات متعددة، وبشكل خاص فإننا نعتقد أن هناك إمكانية لنمو المملكة في مجالات التعليم وبناء اقتصاد المعرفة وتطوير خدمات الحكومة الإلكترونية، في ظل توافر فرص كبيرة لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة وللشباب مستقبلا بالمملكة، فضلا عن ذلك فإن السعودية، تعد من أهم الأسواق العالمية التي تحقق فيها «مايكروسوفت» نموا متصاعدا، ومن أسرع أسواقها نموا في الشرق الأوسط، وأعتقد أن ذلك ينبع من رغبة المملكة في تنفيذ بنية تحتية معلوماتية، تؤدي إلى تحولها إلى اقتصاد المعرفة، ولتحقيق ذلك نفذت الجامعات على امتداد البلاد، نشر حلول الحوسبة السحابية Office365، لتتيح لطلاب وأساتذة جامعيين يفوق عددهم 1.2 مليون شخص فرصة الاتصال والتعاون بشكل أفضل، فعلى سبيل المثال، قررت جامعة طيبة إلغاء تعاونها مع مزود الخدمة السابق والاستفادة من حل السحابة المشتركة «العامة والخاصة»، الذي يوفره Office365 وتطبيق Exchange لتوفر الدعم لطلابها الذين يبلغ عددهم مائة ألف طالب، إضافة إلى ذلك، سيمكن هذا الحل الطلاب من تعزيز مهاراتهم في تقنية المعلومات، وبالتالي تحسين فرصهم للتوظيف في المستقبل، ومن هنا تكمن أهمية توسع «مايكروسوفت» في السوق السعودية، لتقدم خبراتها في الدعم لتسريع هذه التحولات على مستوى العالم، حيث لديها الفرصة لإضافة قيمة على مسار هذه المرحلة المهمة التي تسير المملكة عبرها.
* ما حجم النمو في مبيعات مايكروسوفت على المستوى العالمي وعلى مستوى السعودية؟
- تكشف بياناتنا المالية للربع الرابع من عام 2013 أن عائداتنا ارتفعت بنسبة 10 في المائة لتبلغ 12.7 مليار دولار، وعلى الرغم من أننا لا نكشف عن نتائج المبيعات حسب الدول، فإنني أؤكد أن «مايكروسوفت» تحقق نجاحا مذهلا في المملكة، حيث تعاونا مع الكثير من العملاء هناك، مثل الخطوط الجوية العربية السعودية، ووفرنا لهم الدعم لنمو أعمالهم من خلال الاستفادة من التقنية، حيث نفذت نشر نظام ذكاء الأعمال (Business Intelligence)، الذي مكنها من الوصول إلى قطاع عريض من بيانات الشركات واتخاذ قرارات مبنية على المعرفة، ما أدى إلى تحسين قدرة شركة الطيران على المنافسة وتحقيق أرباح، وفي المملكة الكثير من شركائنا يقدمون أداء متميزا، مثل وزارة المالية التي نفذت توسيع نظام الدفع الإلكتروني «سداد» ليقدم خدماته لنحو 29 مليون مواطن، حيث تستخدم الوزارة طبقة «مايكروسوفت بيزتولك» (Microsoft BizTalk) وبرنامج قواعد البيانات «SQL Server».
* تحولت «مايكروسوفت» إلى شركة تقدم الأجهزة والخدمات.. ما أسباب هذا التحوّل؟
- إننا نعتبر تلك الخطوة تحولا استراتيجيا، يعبر عن احتياجات العملاء ورؤيتنا للمستقبل، ونحن نقدم تحسينات وتطويرات مستمرة وبشكل سريع الاستجابة، حيث مرّت الطريقة التي يتفاعل بها الشخص العادي مع التقنية بتحول رئيس، إذ إن الخدمات المتنقلة والحوسبة السحابية، تفتح الباب لإمكانات جديدة ومذهلة، كما أن الخط الفاصل بين العمل والحياة الشخصية يتضاءل يوما بعد يوم، وبالتالي فإن هناك ضرورة لأن تعمل الأجهزة بشكل مستمر وأن تكون متصلة بشكل مستمر، وهذه التطورات دفعتنا لتطوير معظم منتجاتنا الجديدة، التي تشمل Office للآيباد، وتحديث8.1 Windows وواجهة (Microsoft Azure) الجديدة (UI)، وفي جانب الأعمال بشكل خاص، هناك نمو في الطلب على الأجهزة التي يستخدمها الأفراد في العمل ليتوافر لهم الوصول بشكل متواصل لموارد الشركة، ونحن نعتقد أن المنشآت بحاجة لمساعدة منسوبيها للعمل من أي مكان وعبر أي جهاز وبشكل آمن يصلهم بالفرق والأنظمة، وإلى جانب ذلك، فإن توجهات القدرة على التنقل لدى الشركات لا تزال تحقق تطورا، ويجب على المنشآت الاستفادة من هذه الفرص الجديدة لتعزيز الإنتاجية وتحقيق النمو، وفي الوقت نفسه حماية معلومات الشركة القيمة وأصولها عبر المنصات كافة.
* ما البرامج التي توفرها «مايكروسوفت» لتطوير سوق تقنية المعلومات وتوفير فرص عمل بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص؟ وفي حال تطبيق هذه البرامج ما توقعاتكم لحجم العائدات الاقتصادية والنسبة المئوية للنمو في قطاع الأعمال؟
- أعلنت «مايكروسوفت» قبل عام ونصف العام من الآن عن التزامها القوي بالمساعدة على توفير فرص عمل لثلاثمائة مليون شاب حول العالم على مدى خمسة أعوام، وذلك من خلال مبادرة أطلقنا عليها اسم (YouthSpark) وتعمل «مايكروسوفت» بشكل خاص على تطوير مفهوم ريادة الأعمال لدى الشباب وتطوير مهاراتهم التقنية، بما يمكنهم من الحصول على وظائف وبناء مستقبل وظيفي مجزٍ، وعلى مستوى السعودية حققنا تطوير مجموعة من البرامج من أجل دعم هذا الغرض، وتشمل هذه البرامج «مايكروسوفت إتقان» ITCAN الذي يسعى إلى تزويد القوى العاملة السعودية، بمتخصصين يتمتعون بمهارات متفوقة في تقنية المعلومات، حيث حصل 95 في المائة، ممن شاركوا في ITCAN على فرص عمل بعد مشاركتهم في البرنامج، ونحن نعتبر المعلمين والطلاب مجموعتين مهمتين، نسعى لمساعدتهما على مستوى العالم والمملكة، كما أننا ملتزمون تماما بالتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمعات والمدارس والمعلمين للاستفادة من طاقة تقنية المعلومات، من أجل توفير الخدمات والبرامج التي تتيح للجميع فرصا للتعلم، وضمن التزام «مايكروسوفت» نحو التعليم، استثمرنا 750 مليون دولار لمساعدة المعلمين ليتمكنوا من تأهيل الطلاب لوظائف المستقبل بشكل أفضل، وقمنا منذ عام 2003 بتدريب 11 مليون معلم ومسؤول في المدارس بأنحاء العالم كافة، وتمكنا من الوصول إلى 190 مليون طالب من خلال برنامج مكتب مساعدة الطلاب وغيره من الموارد، كذلك دربنا أكثر من 16 ألف معلم في المملكة، ونحن فخورون ببرنامجنا «المعلمون الخبراء» (Expert Educators) الذي يكافئ المعلمين ممن يستخدمون التقنية لمساعدة الطلاب في التعلم وتأهيلهم للعمل، وأذكر هنا عايدة العتيبي ونورة الشويخ، وهما المعلمتان الفائزتان اللتان شاركتا بمنتدى مايكروسوفت التعليمي العالمي في برشلونة خلال العام الحالي.
* ما أفكاركم بشأن انتقال السعودية إلى الحوسبة السحابية؟ وما دور «مايكروسوفت» في هذا الجانب؟
- الآن تتحول السعودية إلى الحوسبة السحابية، ولذلك فإن زيارتي الأخيرة للمملكة، تتضمن إطلاق أكاديمية الحوسبة السحابية من خلال شراكة مع «نيوهورايزونز»، وتهدف هذه المبادرة إلى إطلاق برنامج تدريبي مخصص عن تقنيات الحوسبة السحابية المقدمة لشركات تقنية المعلومات والطلاب، حيث أصبحت مهارات الحوسبة السحابية جزءا أساسيا من بيئة العمل العصرية والتنافسية، وهذا البرنامج التدريبي يؤكد التزام «مايكروسوفت» على المدى البعيد تجاه الحوسبة السحابية وتجاه المملكة، كذلك طورنا حلولا متقدمة للشركات من خلال هذه المزايا، ووقعنا مذكرة تفاهم مع صندوق المئوية ضمن سعينا لتمكين الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة من الاستفادة من طاقة الحوسبة، عبر خدمات مثل Office365 التي تقدم حزمة «مايكروسوفت أوفيس» و«خدمة مايكروسوفت» (Microsoft SharePoint Online) ومايكروسوفت (Lync) كمجموعة برامج إنتاجية متوافرة بشكل مستمر على الإنترنت، ويحقق Office365 انتشارا جيدا في المملكة، حيث تم بيع عشرات الآلاف من المقاعد في القطاع التجاري وأكثر من 1.2 مليون مقعد في قطاع التعليم، وتحقق المملكة كذلك تقدما نحو الحوسبة السحابية، وذلك من خلال تطبيق الحوسبة السحابية الخاصة في قطاعات سيادية والحوسبة السحابية العامة في قطاعات أخرى، ولا نزال ننفذ بناء مراكز البيانات التابعة لنا في أنحاء العالم كافة، بجانب نقل الكثير من العملاء إلى نظام (Windows Azure)، وبذلك نساعد على انتقال الدول لتصبح أكثر قدرة على المنافسة وتوفير بيئة مبتكرة، علاوة على ذلك، أعلنت «مايكروسوفت» في 10 أبريل (نيسان) أن الجهات المنظمة للسرية والخصوصية في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وهي 28 دولة، قررت أن عقودنا في مجال الحوسبة السحابية للشركات تلبي المعايير العالية لحماية الخصوصية التي تتضمنها لوائح حماية البيانات في أوروبا، ولا بد من الإشارة إلى أن «مايكروسوفت» هي الشركة الوحيدة حتى الآن التي تحصل على هذا الاعتماد الذي جاء بعد فحص شامل، استنادا إلى قرار المجموعة 29 التابعة للمفوضية الأوروبية، وعلى ضوء هذا الاعتماد فإن «مايكروسوفت» ستلتزم بعناصر الحماية لجميع عملائها في مختلف أنحاء العالم، كما أنها ملتزمة بمعايير حماية الخصوصية والسرية الأوروبية الصارمة، بغض النظر على موقع حفظ البيانات.
* هل ترحب «مايكروسوفت» بتبني اللغة العربية في تطبيقاتها الجديدة؟ وهل هناك أي اتفاقيات أو أمثلة خطط لها؟
- من أهم أهداف «مايكروسوفت»، أن نجعل أجهزتنا وخدماتنا متاحة للجميع من مختلف الخلفيات ومختلف الثقافات، وفي مختلف أنحاء العالم، ونحن نطبق طرقا متعددة لتحقيق ذلك الهدف، ومن بينها جعل البرامج متاحة لعملائنا كافة بلغاتهم المحلية، مثل العربية التي ندعمها في برامجنا منذ أعوام طويلة، حيث أنشأنا معمل التقنيات المتقدمة (ATL) في القاهرة، وهو معمل للأبحاث التطبيقية يهتم بشكل خاص باستكشاف واحتضان اللغات وخدمات المحتوى بهدف تحسين التجارب التقنية للمستخدمين الناطقين باللغة العربية في أنحاء العالم كافة، وتركز المجموعة بشكل خاص على المحتوى العربي، حيث ابتكرت في 2012 باقة معالجة اللغة العربية (NLP) لحزمة 2013Office وهذه الباقة هي أداة لمعالجة النص المكتوب، وتشمل البحث عن النصوص وإدارة المستندات والترجمة الآلية.
* ما أهم التحديات التي تواجه «مايكروسوفت» فيما يتعلق بانتهاك الملكية الفكرية؟ وما البرامج والمنتجات الرئيسة التي تتعرض لهذا الانتهاك؟ وما حجم الخسائر التي تتعرض لها جراء ذلك؟ وهل هناك برامج وقائية لحماية منتجاتكم من القرصنة والاحتيال والسرقة؟
- من خلال دراسة رعتها «مايكروسوفت»، اكتشفنا أن العلاقة وثيقة بين البرامج المقرصنة وقضايا أمن المعلومات الناتجة عن البرمجيات الخبيثة التي تشكل خطرا داهما على المستخدمين والشركات والبلدان، ففي واقع الأمر توصلت الدراسة إلى أنه إذا استخدمت الشركات برامج مقرصنة، فإن ثلث هذه الشركات ستكون معرضة للبرمجيات الخبيثة التي تؤثر على أنظمتها، بل إن 46 في المائة من المستخدمين لا يقومون بتثبيت التحديثات الأمنية، وإن 10 في المائة من الشركات التي شملتها الدراسة، عطلت خاصية التحديثات الأمنية التلقائية، وعليه لدينا الكثير من البرامج التي تهدف إلى حماية منتجاتنا من القرصنة والاحتيال والسرقة، فعلى سبيل المثال، يعمل مركز مايكروسوفت للحماية من البرمجيات الخبيثة (MMPC) على مساعدة عملائها للمحافظة على أمن أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم، ويظل هذا المركز متأهبا لمكافحة المخاطر التي تنشأ من خلال الاستمرار في جمع وتحليل البيانات والتعاون مع المنشآت داخل وخارج مايكروسوفت، ونحن ملتزمون بحماية الملكية الفكرية، حيث يتمثل هذا الالتزام في مركز مايكروسوفت لمحاربة الجرائم الإلكترونية الذي افتتحناه أخيرا بمقرنا الرئيس في الولايات المتحدة، ونحن نعمل في هذا المركز وفي أماكن أخرى بالعالم على التعاون مع الحكومات وتشجيع التعليم والتوعية بأهمية حماية الملكية الفكرية، وتحارب «مايكروسوفت» القرصنة عن طريق التحديث، وذلك لأن البرامج القديمة، مثل Windows XP، تعتبر هدفا للجرائم الإلكترونية الضارة، ومن هذا المنطلق توقفنا عن دعم Windows XP اعتبارا من 8 أبريل (نيسان)، ونطلب من الجهات الحكومية والشركات كافة التأكد من أنهم يقومون بحماية بياناتهم وملكياتهم الفكرية من هجمات البرمجيات الخبيثة التي تختبئ في البرامج المقرصنة، ويمكنهم ضمان ذلك بسهولة بالانتقال إلى Windows 8.1.
* ما الإنجازات التي حققتها «مايكروسوفت» فيما يتعلق بحماية أمن وخصوصية المستخدمين؟
- «مايكروسوفت» ملتزمة بحماية أمن وخصوصية مستخدميها، ففي عام 2002 أطلقت مبادرة الحوسبة الموثوقة (Trustworthy Computing) التي أحدثت تحولا في ثقافتنا، بحيث أصبحنا نضع أولوية لدمج خصائص الأمن والخصوصية ببرامجنا، وكانت النتيجة الأكثر أهمية لتلك المبادرة هي نظام «دورة حياة التطويرات الأمنية (SDL) التي تدمج ممارسات تطوير الخصوصية في منتجاتنا كافة، وعلى سبيل المثال، قمنا بتدريب مطورينا ومسؤولي الاختبارات ومديري البرامج ليتمكنوا من بناء شفرة برامج أكثر أمانا، حتى نضمن دمج خصائص الأمن في منتجاتنا كافة منذ البداية، ونحن فخورون بأن شركات مثل «أدوبي» و«سيسكو» تبنت دورات تطوير الأمن استنادا إلى نظام «مايكروسوفت»، «دورة حياة التطويرات الأمنية»، وكنا من أوائل الشركات التي تنشر معايير الخصوصية للمطورين وتقدم للمستخدمين ملاحظات بشأن الخصوصية.
* هناك منشآت حساسة مثل القطاع العسكري والنووي والكيميائي والحيوي والسياسي تواجه هجمات أمنية وهجمات من المتطفلين أو من الفيروسات عند استخدامها لمنتجات «مايكروسوفت».. ما تقييمكم لعوامل الخطورة وكيف تتعاملون معها؟
- نظرا لمدى الصعوبات في بيئة التهديدات لأمن المعلومات، تطبق «مايكروسوفت» أسلوبا متعدد الطبقات، لضمان أمن منتجاتنا التي نقدمها للجهات الحكومية وغيرها من المنشآت الحساسة، أولا، نحن نؤمن تماما بأن على البلدان وضع استراتيجية وطنية لمحاربة الجرائم الإلكترونية، ونحن من جانبنا سنوفر الدعم للحكومات التي تطبق هذه الإجراءات من أجل حماية معلوماتها وأنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات الخاصة بها، بما يدعم الأمن الوطني والاقتصاد والسلامة العامة، إضافة إلى ذلك فإن «مايكروسوفت» ملتزمة بدعم الحوار بشأن تطوير معايير الجرائم الإلكترونية، وحيث إن الكثير من الحكومات وغيرها من المنشآت الحساسة تقوم بتطبيق حلول الحوسبة السحابية، فإننا نعتبر حماية أمن معلومات العملاء من أهم أولوياتنا، ولذلك فإننا نستخدم تقنيات وإجراءات أمنية للمساعدة على حماية المعلومات الخاصة بالعملاء من الوصول إليها واستخدامها أو كشفها من قبل غير المرخص لهم، علاوة على ذلك، تعمل فرق «مايكروسوفت» لتقديم الخدمات الأمنية عبر الإنترنت وتتعاون مع المراجعين الداخليين والخارجيين من أجل ضمان التزامنا بالمعايير والإجراءات التنظيمية في الأسواق التي نعمل بها كافة.
* ما مشاريع «مايكروسوفت» المستقبلية التي يتوقع أن تحدث قفزة هائلة في عالم التطبيقات؟ وهل هناك موعد محدد لإطلاق هذه التطبيقات؟
- «مايكروسوفت» لا تقدم معلومات محددة بشأن مشاريعها التي تقوم باختبارها ولا بشأن الموعد الزمني المتوقع لإطلاقها، ولكننا على أي حال نعمل بشكل مستمر لتطوير نطاق عريض من الأجهزة والخدمات التي تفيد عملاءنا وتلبي احتياجاتهم بشكل أفضل، فعلى سبيل المثال، تقوم مشاريع واجهة المستخدم الطبيعية (NUI) التي هي جزء من أنشطتنا في مركز «مايكروسوفت» للأبحاث بـ«كمبردج»، بدراسة المصاعب التي تواجه أجهزة الكومبيوتر وذلك لجعل الأجهزة أكثر فائدة للمستخدم، ولا نزال في مرحلة التطوير الابتدائي، لما يمكن أن تقدمه أجهزة الكومبيوتر لنا، ولا تزال التقنيات الحاسوبية الأساسية، مثل المعالجة وقدرات الشبكة والتخزين والرسوميات، مستمرة في النمو بمعدل مذهل، فجهاز الكومبيوتر يشهد عملية تغير، وسيكون شكله في المستقبل مختلفا تماما مقارنة بتصورنا له في الوقت الحاضر.
* إلى أي مدى يمكن لـ«مايكروسوفت» أن ترتب لاتفاقيات دولية أو ثنائية من أجل محاربة غسل الأموال والإرهاب وتجارة المخدرات ومنظمات المافيا؟
- الجرائم الإلكترونية لها تأثيرات شخصية ومالية كل عام على ملايين المستخدمين، كما أنها تسبب خسائر ضخمة للشركات والحكومات والاقتصاد في مختلف أنحاء العالم، ولمواجهة هذه المشكلة المتنامية، أنشأت «مايكروسوفت» مركز محاربة الجرائم الإلكترونية، وهو مركز متطور أنشئ من أجل تعزيز الحرب العالمية على الجرائم الإلكترونية، ويضم هذا المركز خبراء قانونيين وفنيين، كما أنه مجهز بأحدث المعدات والتقنيات ليمثل حقبة جديدة في مساعينا لمحاربة الجرائم على الإنترنت بشكل فعال، ويساعد هذا المركز على ضمان استخدام البشر للخدمات والأجهزة بأمان تام من خلال التعاون مع العملاء والجهات الأكاديمية والجهات المنفذة للقانون وغيرها، فقد أردنا بإطلاق هذا المركز جمع الخبراء في مجالات محاربة الجريمة الإلكترونية والبرمجيات الخبيثة والجرائم المتعلقة ببروتوكول الإنترنت واستغلال الأطفال باستخدام التقنية، ليجتمعوا تحت مظلة واحدة، بحيث يمكننا العمل معا من أجل منع التهديدات عبر الإنترنت التي تواجه الشركات والعملاء والمنظومة الرقمية كافة من الذين يستخدمون برامج «مايكروسوفت»، وبجانب ذلك ندرك وجود حاجة ملحة لشراكات مع القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز دفاعاتنا ضد هذه المشكلة، ولتحقيق ذلك الهدف فإن «مايكروسوفت» تتعاون مع الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون في العالم من أجل مكافحة الجريمة الإلكترونية، وأعلنا في 12 فبراير (شباط) عن ثلاث شركات إقليمية جديدة مع منظمة الولايات الأميركية ويوروبول وFIS لضمان قدرة القطاعين الخاص والعام على محاربة الجريمة الإلكترونية بفاعلية أكثر، وفي الوقت نفسه حماية خصوصية المستخدمين، وتعاونا كذلك مع يوروبول للحد من فيروس زيرو أكسس الذي أصاب أكثر من مليوني جهاز كومبيوتر وتمكن من سرقة ملايين الدولارات من المعلنين عبر الإنترنت، وأخيرا، أعتقد أن مواجهة هذه المخاطر، هو أمر أساسي لضمان الاستقرار الاقتصادي العالمي على المدى الطويل.