كينيدي يختار نائبته في سباق البيت الأبيض

أعلن المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت كينيدي جونيور أنه اختار رائدة الأعمال في «سيليكون فالي» المحامية الثرية نيكول شاناهان (38 عاماً) لتكون نائبة له، في ظلّ تساؤلات ليس عن احتمال وصولهما إلى البيت الأبيض، وإنما عن تأثيرهما على سياق المعركة الرئيسية المتوقعة بين المرشح الأوفر حظاً عن الديمقراطيين الرئيس جو بايدن ومنافسه المرجّح من الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترمب.

وجاء إعلان كينيدي (70 عاماً) خلال تجمع انتخابي في مدينة أوكلاند، حيث نشأت شاناهان لأسرة فقيرة، لكنها تحوّلت مستثمرة ناجحة وثريّة تقوم بأعمال خيرية. ومع أنها غير معروفة على المستوى الوطني خارج عالم التكنولوجيا، انضمّت شاناهان إلى محاولة كينيدي السياسية المستقلة؛ سعياً إلى جذب الناخبين الساخطين من إعادة انتخابات 2020.

وعندما تخلى كينيدي عن تحديه الأساسي لبايدن وأطلق بدلاً من ذلك ترشيحاً مستقلاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ساد اعتقاد بأنه يمكن أن يؤذي حظوظ ترمب أكثر؛ لأن وسائل الإعلام المحافظة أعطته حيزاً إيجابياً، ولأنه اشتهر بعدائه للقاحات.

إلا أن الاستطلاعات الأحدث تشير إلى أن ترشيحه سيساعد ترمب أكثر من بايدن، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات التي تشهد منافسة.

في سياق آخر، عادت قضية الإجهاض إلى واجهة الحملات الانتخابية بين الديمقراطيين والجمهوريين، بعدما حقّق الديمقراطيون فوزاً مفاجئاً في انتخابات خاصة بولاية ألاباما، التي تُعدّ تاريخياً معقلاً رئيسياً للمحافظين الجمهوريين.

وفازت المرشحة الديمقراطية، مارلين لاندز، بشكل حاسم بمقعد في مجلس نواب ولاية ألاباما، بمنطقة يسيطر عليها الجمهوريون منذ فترة طويلة.

كينيدي يختار رفقة شاناهان في معركته للوصول إلى البيت الأبيض

أعلن المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت كينيدي جونيور أنه اختار رائدة الأعمال في «سيليكون فالي» المحامية الثرية نيكول شاناهان (38 عاماً) لتكون نائبة الرئيس، في ظلّ تساؤلات لا عن احتمال وصولهما إلى البيت الأبيض، بل عن تأثيرهما على سياق المعركة الرئيسية المتوقعة بين المرشح الأوفر حظاً عن الديمقراطيين الرئيس جو بايدن ومنافسه المرجّح من الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترمب.

وجاء إعلان كينيدي (70 عاماً) خلال تجمع انتخابي في مدينة أوكلاند؛ حيث نشأت شاناهان لأسرة فقيرة، ولكنها تحوّلت مستثمرة ناجحة وثريّة تقوم بأعمال خيرية. ومع أنها غير معروفة على المستوى الوطني خارج عالم التكنولوجيا، انضمّت إلى محاولة كينيدي السياسية المستقلة سعياً إلى جذب الناخبين الساخطين من إعادة انتخابات 2020. وهي من أوائل المؤيدين لمحاولة كينيدي الرئاسية، ودعمته العام الماضي عندما كان لا يزال يفكر في الترشح للانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي.

وعندما تخلى كينيدي عن تحديه الأساسي لبايدن وأطلق بدلاً من ذلك ترشيحاً مستقلاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ساد اعتقاد بأنه يمكن أن يؤذي حظوظ ترمب أكثر لأن وسائل الإعلام المحافظة أعطته حيزاً إيجابياً، ولأنه اشتهر بعدائه للقاحات. وهذا أكثر انتشاراً بين الجمهوريين. وآنذاك، أكدت الاستطلاعات هذا الاعتقاد، إذ أظهر استطلاع أجرته شبكة «إن بي آر» للإذاعة الوطنية وشبكة «بي بي إس» الوطنية مع كلية «ماريست» أن بايدن سيتقدم على ترمب بثلاث نقاط (49 إلى 46 في المائة) في منافسة وجهاً لوجه، ولكن بسبع نقاط (44 إلى 37 في المائة) في سباق ثلاثي مع كينيدي. وكذلك كانت النتيجة تقريباً في استطلاع آخر لـ«كوينيبياك».

ورغم أن كينيدي كان يجتذب بعض الأصوات من مرشحي الحزبين الرئيسيين، ولا يزال كذلك، تفيد الاستطلاعات الأحدث بأن ترشيحه سيساعد ترمب أكثر من بايدن، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات التي تشهد منافسة. وتُظهر متوسطات استطلاعات «ريل كلير بوليتيكس» على المستوى الوطني الآن أن ترمب يتقدم على بايدن بنقطتين (46.7 إلى 44.7 في المائة) في سباق يضم مرشحين اثنين، وبنسبة 4.3 في المائة (39.8 إلى 35.5 في المائة، مع كينيدي بنسبة 15 في المائة) في سباق يضم ثلاثة مرشحين.

صورة مركبة للرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

كينيدي وشاناهان

وأفادت شاناهان خلال إعلان ترشيحها، الثلاثاء، بأنها في البداية «لم تفكر كثيراً» في كينيدي، لكنها انجذبت إلى حملته بعد الاستماع إلى مقابلاته، قائلة: «رأيت رجلاً ذا ذكاء ورحمة وعقل (...) اكتشفت شخصاً يتحدث علناً عن قضايا، على الرغم من أهميتها البالغة لصحة الإنسان ورفاهيته، فإن حكومتنا تتجاهلها باستمرار، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، شعرت بالأمل في ديمقراطيتنا».

وتأمل حملة كينيدي أن يساعده شباب شاناهان، وطلاقتها في الخطاب المناهض للمؤسسة في عالم التكنولوجيا، على توسيع قاعدة دعمه وإثارة حماستها. وعلى رغم من أن شاناهان كانت أكثر حذراً من كينيدي بخصوص اللقاحات، فهي شككت مراراً بسلامتها. بل أضافت أن «الأدوية الصيدلانية»، التي ترد في الوصفات الطبية واللقاحات يمكن أن تسهم في ارتفاع معدلات مرض التوحد لدى الأطفال.

وعزت شاناهان سابقاً دعمها لكينيدي إلى أنه يعود جزئياً إلى دفاعه عن البيئة، وموقفه من اللقاحات وصحة الأطفال. وقالت: «أنا أتساءل عن إصابات اللقاح» رغم «أنني لست ضد التطعيم»، ولكن «يجب أن تكون هناك مساحة لإجراء هذه النقاشات». وربطت تشكيك كينيدي في شأن اللقاحات بمحاولة رفع مستوى الوعي حول «سلامة اللقاحات». وقالت إن «اتهام بوبي بأنه مناهض للتطعيم هو أقوى وسيلة لإبعاد الناخب التقدمي عن حملته». وكشفت عن أنها تلقت لقاح «موديرنا» ضد «كوفيد 19» وجرعة معززة، وأن ابنتها إيكو تلقت كل لقاحاتها المقررة بانتظام. ولكنها عانت «مشاكل صحية كبيرة» منذ تلقيها لقاح كوفيد. وأضافت: «لا أعرف إذا كان الأمران مرتبطين ببعضهما، لكني أود أن أعرف».

جاكوب سترومفاسر (يسار) والمرشحة المستقلة لمنصب نائب الرئيس الأميركي نيكول شاناهان والمرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي وزوجته شيريل هاينز خلال حدث انتخابي في أوكلاند (أ.ف.ب)

ويمكن لشاناهان أن توفر دفعات مالية لدعم حملة كينيدي باهظة الثمن ومحاولته الحصول على بطاقة الاقتراع الرئاسية في كل الولايات الأميركية الخمسين. وأُعيق هذا الجهد بسبب المتطلبات في بعض الولايات، حيث يجب على المرشحين الرئاسيين تقديمها جنباً إلى جنب مع المرشحين إلى منصب نائب الرئيس في الانتخابات.

«طفولة صعبة»

وطبقاً لما نشرته مجلة «بيبول»، نشأت شاناهان في كنف أب أصيب باضطراب ثنائي القطب وانفصام الشخصية، وأم هاجرت إلى الولايات المتحدة من الصين، مضيفة أن عائلتها اعتمدت على الرعاية الاجتماعية أثناء نشأتها وكافحت لتغطية نفقاتها. وقالت للمجلة: «عشت طفولة صعبة للغاية مع الكثير من الحزن والخوف وعدم الاستقرار»، مضيفة أنه «في بعض الأحيان، كان هناك عنف».

وأبلغت مؤيديها في أوكلاند، الثلاثاء، أن والدها «كان يعاني تعاطي المخدرات (...) ويكافح من أجل الحفاظ على وظيفته». وأضافت: «أفكر به عندما أرى إحصائيات ملايين الأميركيين المدمنين أو المكتئبين أو الذين يعانون (...) هذا أحد الأوبئة في عصرنا. إنه يؤثر على كل أسرة أميركية تقريباً». وتطرقت بشكل وجيز إلى ثروتها. غير أنها ركزت بقوة أكبر على تربيتها في أسرة تعتمد على مساعدات غذائية. وقالت: «كما تعلمون على الأرجح، صرت ثرية للغاية في وقت لاحق من حياتي، لكن جذوري في أوكلاند علمتني أشياء كثيرة لا أنساها أبداً: إن الغرض من الثروة هو مساعدة المحتاجين».

«ضلوا الطريق»

أنصار للمرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي جونيور يلوحون بالأعلام الأميركية في أوكلاند بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن شاناهان، التي كانت متزوجة بالمؤسس المشارك لشركة «غوغل» سيرغي برين وتطلقا العام الماضي، أنها منحت أربعة ملايين دولار للجنة العمل السياسي المؤيدة لكينيدي للمساعدة في دفع ثمن إعلان، ساعدت في إنتاجه، وعرض الشهر الماضي خلال نهائي كرة القدم الأميركية «السوبر بول».

وقبل التحالف مع كينيدي جونيور، أسهمت شاناهان في الحملات الديمقراطية، إذ منحت 25 ألف دولار للجنة المشتركة لجمع التبرعات للرئيس جو بايدن عام 2020، وفقاً لسجلات تمويل الحملات الفيدرالية. وخلال مقابلة مع مجلة «نيوزويك»، وصفت نفسها بأنها «ديمقراطية مدى الحياة». ولكنها أعلنت، الثلاثاء، رسمياً «ترك الحزب الديمقراطي»، لأن الديمقراطيين «ضلوا الطريق».

وعام 2022، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن شاناهان كانت على علاقة مع قطب التكنولوجيا العالمي إيلون ماسك. ولكنها نفت ذلك في مقابلتها مع «بيبول». وكذلك نفى ماسك الأمر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من نشر قصة «وول ستريت جورنال».