إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان قصف بعلبك - الجولان

ثبّت «حزب الله» والجيش الإسرائيلي قواعد الاشتباك الجديدة؛ بتبادل للقصف طال الجولان السوري المحتل، ومحيط مدينة بعلبك في شرق لبنان، في موجة جديدة من التصعيد بدأت بإسقاط الحزب لمسيرة إسرائيلية من طراز «هيرمز 900»، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في لبنان.

وبموازاة هذا التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، «مواصلة استعداداته للانتقال من الدفاع للهجوم» على الجبهة الشمالية، والانتهاء من «مرحلة أخرى» من استعداد القيادة الشمالية لحرب شاملة مع «حزب الله»، كان محورها رفع قدرة مستودعات الطوارئ العملياتية لصالح تعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط في الجيش عند الضرورة، بحسب ما جاء في بيان عن الجيش الإسرائيلي.

يأتي التهديد في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي القضاء على «نحو 330 مقاتلاً في لبنان بينهم نحو 30 قيادياً خلال نصف عام من القتال»، وأن الجيش «هاجم في الأراضي اللبنانية 1400 هدف من الجو و3300 هدف من الأرض خلال نصف عام من القتال».

قواعد اشتباك جديدة

ومنذ إسقاط «حزب الله» لمسيرة من طراز «هيرمز 450» في شهر فبراير (شباط) الماضي، بدأت ترتسم معالم قواعد اشتباك جديدة بين الطرفين، تتمثل في قصف إسرائيل لمنطقة بعلبك التي تبعد مسافة 100 كيلومتر بالحد الأدنى عن الحدود الجنوبية، إذا أسقط الحزب مسيرات، أو إذا قصف الجولان... وبالمقابل، يقصف الحزب الجولان كلما قصفت المقاتلات الإسرائيلية بعلبك. وبلغ عدد الاستهدافات الإسرائيلية لمنطقة شرق لبنان، 5 استهدافات منذ شهر فبراير الماضي.

ولم يخرج قصف بعلبك فجر الأحد، عن هذه القاعدة الشائعة؛ فقد شنّت إسرائيل، فجر الأحد، غارات جوية على محافظة البقاع في شرق لبنان، ونقلت «الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرب من الحزب في مدينة بعلبك (شرق) أنّ «غارات إسرائيلية طالت معسكرات الشعرة في جرود جنتا على الحدود الشرقية مع سوريا، إضافة إلى بلدة السفري».

وجنتا هي منطقة جبلية قاحلة قريبة من الحدود مع سوريا، ولـ«حزب الله» قواعد فيها، بينما تقع السفري في سهل البقاع الأوسط.

من جهتها، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي نفذ غارات (...) مستهدفاً هنغارا فارغا في بلدة السفري».

وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ الغارات. وكتب على «تلغرام»، صباح الأحد: «شنت طائرات حربية الليلة الماضية غارات استهدفت مجمعاً عسكرياً وثلاث بنى تحتية عسكرية أخرى تابعة لوحدة الدفاع الجوي التابعة لـ(حزب الله)، في منطقة بعلبك، وذلك رداً على إسقاط طائرة مسيرة لسلاح الجو كانت تعمل في الأجواء اللبنانية السبت».

وكان الجيش الإسرائيلي أكّد في وقت سابق أنّ «صاروخ أرض - جو أُطلق نحو طائرة مسيّرة لسلاح الجو كانت تعمل في الأجواء اللبنانية حيث أُصيبت الطائرة المسيّرة وسقطت داخل الأراضي اللبنانية». وقال الحزب في بيان إنّ عناصره أسقطوا مساء السبت «طائرة مسيّرة مسلّحة للعدو... فوق الأراضي اللبنانية»، مشيراً إلى أنها من طراز «هرمز 900» وهي طائرة متطورة، ويجري إسقاطها للمرة الأولى في هذه المعركة.

قصف الجولان

وردّ «حزب الله» الأحد على الرد الإسرائيلي، إذ تحدثت تقارير إسرائيلية عن إطلاق نحو 20 صاروخ «كاتيوشا» باتجاه الجولان، وأن بعضها سقط في مناطق مفتوحة. وأعلن «حزب الله» أنه «استهدف بعشرات صواريخ (الكاتيوشا) مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف، رداً على اعتداءات العدو على منطقة البقاع».

وردَّ الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع في لبنان، وقال الجيش في بيان إنه «هاجم كوكبا وميس الجبل في جنوب لبنان، رداً على مصدر إطلاق النار منهما نحو الجولان المحتل ومنارة». كما أشار إلى «مهاجمة الطيران الحربي لموقع عسكري يشمل 7 مبان عسكرية لقوة رضوان التابعة لـ(حزب الله) بمنطقة الخيام، كما هاجمنا مقر قيادة عسكرية لـ(حزب الله) في طورا»، وهي بلدة تقع شمال مدينة صور، وتعرّضت للقصف للمرة الأولى.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت غارة بعد ظهر الأحد على أطراف بلدة طورا، ما أدى إلى تدميرها بالكامل. وهرعت إلى المكان سيارات الدفاع المدني والإسعاف فيما عملت فرق الإنقاذ على رفع الأنقاض.

تصعيد متواصل

وسبق هذا القصف قصف جوي آخر على خراج بلدة السريري في منطقة جزين، تزامن مع قصف مدفعي طال منطقة الدلافة القريبة، وطريق النبطية - مرجعيون في منطقة الخردلي. وأفادت «الوطنية للإعلام» بسقوط 3 قذائف إسرائيلية قرب نبعة عين القصب على طريق الخردلي التي تربط بين مرجعيون والنبطية، ما أدى إلى تناثر الحجارة وشظايا القنابل على الطريق، ما استدعى عناصر الجيش عند نقطة الخردلي قطع الطريق مؤقتاً لإزالة الشوائب وحفاظاً على سلامة المارة، ثم عادت وفتحتها، ورجعت حركة السير إلى طبيعتها.

واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي بالقذائف الثقيلة عيار 175 ملم محيط مجرى نهر الليطاني في منطقة الخردلي وصولاً إلى أسفل قلعة الشقيف ناحية النهر.

في غضون ذلك، شيعت «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية» التابعة لـ«حركة أمل»، مسعفاً جديداً توفي السبت متأثراً بإصابة، الأسبوع الماضي، في بلدته (ميس الجبل). وأوضح أحد المسؤولين في الجمعية التي لديها فرق طوارئ في جنوب لبنان، أن المسعف كان أصيب بنيران إسرائيلية قبل أيام. كذلك، أفادت الوكالة الوطنية بوفاة «امرأة متأثرة بجروحها بعد إصابتها بغارة نفذتها مسيرة معادية على بلدة يارين (في جنوب لبنان) قبيل أيام».