كيف أصبح احتساب وقت إضافي طويل يفيد فقط الفرق الكبيرة؟

يمكنك أن تتفهم وجهة نظر المدير الفني لشيفيلد يونايتد، بول هيكنبوتوم، الذي كان فريقه متقدما على توتنهام بهدف دون رد بعد مرور سبع دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع في الجولة الخامسة من مسابقة الدوري، وبدا أنه على وشك تحقيق النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم اهتزت شباكه بهدفين، وهكذا فبدلاً من الاحتفال بفوز رائع، ظل هيكنبوتوم يفكر في حقيقة أن فريقه أهدر بالفعل سبع نقاط عندما استقبلت شباكه أهدافاً في الدقيقة 88 أو ما بعدها هذا الموسم!

وما زاد الأمر سوءاً أنه عندما احتج المدير الفني لشيفيلد يونايتد على محاولات حكم اللقاء، بيتر بانكس، لإقناع حارس المرمى ويس فودرينغهام بتسديد ركلات المرمى بطريقة معينة، رد الحكم على ما يبدو بأنه إذا لم يلعب الحارس ركلات المرمى بتمريرة قصيرة إلى المدافعين، فيتعين عليه أن يلعبها بشكل طويل إلى منتصف الملعب. في الحقيقة، من السهل أن نرى لماذا يجب أن يشعر هيكنبوتوم بالقلق جراء كل هذا. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل كان من الممكن أن يطلب الحكم هذا الأمر من حارس مرمى فريق كبير أكثر تطورا؟

ربما كان من الممكن أن يفعل ذلك. لكن ما المشكلة الأساسية هنا؟ عند تنفيذ ركلات المرمى، يحب شيفيلد يونايتد تقسيم لاعبي خط الدفاع وخط الوسط بطريقة معينة، لكن لاعبي توتنهام كانوا يضغطون حتى يجعلوا الأمر أكثر صعوبة، وهو الأمر الذي دفع فودرينغهام إلى التردد في اللعب بسرعة، وهو ما أثار غضب بانكس.

بيتر بانكس حكم لقاء توتنهام وشيفيلد يونايتد (رويترز) Cutout

لكن إذا كان لاعبو شيفيلد يونايتد يفتقرون إلى الثقة أو القدرة على تمرير الكرة بشكل جيد من ركلة المرمى عندما يضغط عليهم لاعبو الفريق المنافس، فربما لا يتعين على شيفيلد يونايتد أن يسعى لبناء الهجمات من الخلف بكرات قصيرة. وقبل كل شيء، يمكن تنفيذ ركلات المرمى بشكل قصير للغاية نظرا لأنه لا يتم السماح لأي لاعب من لاعبي الفريق المنافس بالدخول إلى منطقة الجزاء حتى يتم تنفيذ ركلة المرمى، وهو ما يمنح اللاعب الذي يتسلم التمريرة من حارس المرمى مساحة لا تقل عن 12 ياردة. فإذا لم يكن ذلك كافياً، فهل هناك خيار آخر غير تسديد ركلة المرمى بشكل طولي إلى منتصف الملعب؟

من المفهوم أن هيكنبوتوم لا يرغب في تسديد ركلات المرمى بشكل طولي في ظل تباعد المساحات بين قلب دفاعه وعمق الملعب، لأنه إذا قطع الفريق المنافس الكرة بالرأس، فيمكن للمهاجم أن يركض نحو المرمى ضد خط دفاع بعيد عن بعضه البعض، دون أن يكون هناك حتى فرصة لوقوعه في مصيدة التسلل.

ولهذا السبب اتهم هيكنبوتوم الحكام بـ«عدم فهم اللعبة».

لكن هذا جزء من مخاطر تسديد ركلات المرمى بشكل طولي من الخلف، وهو أمر نادر بالنسبة لشيفيلد يونايتد. لكن الفرق الأخرى تتأقلم مع هذا الأمر. لكن ما البديل عن تسديد ركلات المرمى بشكل طولي إلى منتصف الملعب؟ عندما يلعب أي فريق ركلة المرمى بشكل قصير، ويجد أن خيارات التمرير السهلة قد تم إحباطها نتيجة ضغط الفريق المنافس، فيمكنه أن يطلب بضع ثوانٍ إضافية لإعادة ضبط صفوفه وتسديد الكرة بشكل طولي إلى منتصف الملعب. ومهما كانت التفاصيل الدقيقة للحوار الذي دار بين هيكنبوتوم وبانكس، فإن القانون والمنطق يقفان في صف الحكم بالطبع.

ومع ذلك، هناك نقطة أوسع تتعلق باللوائح الجديدة الخاصة بإضاعة الوقت. لقد أضاع شيفيلد يونايتد الكثير من الوقت في هذه المواجهة، حيث توقف اللعب مرتين لحصول فودرينغهام على العلاج اللازم بعد سقوطه مصابا، وفي كلتا المرتين قام بخلع قفازيه وألقى بهما بعيداً أثناء العلاج، ثم أضاع مزيدا من الوقت أثناء ارتدائهما من جديد. وكان من الواضح للجميع أن مشجعي ولاعبي توتنهام كانوا منزعجين من مقدار الوقت الذي يضيع من المباراة.

لكن حكم اللقاء لم يحتسب سوى ثلاث دقائق فقط وقتاً محتسباً بدلاً من الضائع في الشوط الأول، وهو ما بدا قصيرا للغاية ولا يتناسب مع الوقت الذي أُهدر. لكن مع الوصول إلى الدقيقة 90، أضاف حكم اللقاء 12 دقيقة كاملة وقتاً محتسباً بدلاً من الضائع. بل، وكما اتضح فيما بعد، امتد الوقت المحتسب بدلا من الضائع إلى 16 دقيقة.

هل يمكنكم تخيل التأثير النفسي والجسدي لذلك: لقد صمدت لمدة 90 دقيقة، وأنت على استعداد للعب لمدة أربع أو خمس دقائق أخرى، لكنك تكتشف أنك لم تلعب سوى 75 في المائة فقط من الشوط الثاني، بسبب الوقت المحتسب بدلا من الضائع الطويل الذي أضافه حكم اللقاء!

من المؤكد أن معرفة أن الحكم سيضيف فترات طويلة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ستجعل الفرق التي يتم إهدار الوقت أمامها تحافظ على هدوئها ورباطة جأشها بشكل أفضل - على الرغم من أن معارضة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم احتساب فترات طويلة من الوقت الإضافي قد تكون لها تداعيات كبيرة على الفرق الإنجليزية في المسابقات الأوروبية.

ومن الواضح للجميع أن نتائج الكثير من المباريات تتغير في الوقت المحتسب بدلا من الضائع. فبعد مرور خمس جولات من الموسم (49 مباراة نظراً لتأجيل مباراة لوتون تاون ضد بيرنلي) تم تسجيل 18 هدفاً بعد الدقيقة 90؛ مقابل أربعة أهداف فقط في الجولات الخمس الأولى للموسم الماضي (50 مباراة).

وتم تسجيل خمسة أهداف فقط من هذه الأهداف الـ 18 من قبل الفرق التي تلعب خارج ملعبها، وهناك تفوق واضح في هذا الأمر لصالح الفرق الأقوى (من الواضح أن تحديد ذلك أمر صعب: يمكنك الجدال في الوقت الحالي بشأن ما إذا كان آرسنال أقوى من مانشستر يونايتد، أو ما إذا كان وستهام أقوى من تشيلسي، لكن من المؤكد أن مانشستر سيتي أقوى من فولهام، وأن توتنهام أقوى من شيفيلد يونايتد). لكن وكما كان متوقعا: كلما طالت مدة المباراة، زادت احتمالية فوز الفريق «الأفضل» بها. وهذا هو السبب الذي يجعل الفريق الأضعف يسعى لإهدار الوقت منذ البداية!

في ظاهر الأمر، يبدو الحد من إضاعة الوقت أمراً جيداً، لأن إضاعة الوقت عبارة عن احتيال وغش بهدف تقليل الوقت الذي تُلعب فيه كرة القدم. لكن من الواضح أيضا أن تعويض الوقت الضائع بهذه الطريقة يصب في مصلحة الفرق الأقوى.

وبالمثل، إذا نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر رياضية بحتة، فمن الواضح أن السماح بخمسة تغييرات يبدو جيدا، لأنه يخفف الضغط البدني على اللاعبين المرهقين بالفعل، ويقلل من فرصة اضطرار اللاعب لمواصلة اللعب وهو مصاب، ويمنح المديرين الفنيين المزيد من المرونة الخططية والتكتيكية. لكن المشكلة تكمن في أن هذا يمنح ميزة إضافية للأندية التي تملك قائمة كبيرة من اللاعبين المميزين.

هذا هو الموقف السخيف الذي تجد فيه كرة القدم نفسها الآن. إن التفاوت بين الأندية الغنية والأندية الفقيرة، حتى داخل نفس المسابقة، أصبح الآن كبيرا إلى الحد الذي يجعل محاولات منع إضاعة الوقت قد تضر باللعبة في نهاية المطاف وتجعل من السهل التنبؤ بنتائج المباريات، وبالتالي تقتل المتعة التي تعد الهدف الأول للعبة! قد يكون من المثير والممتع الآن رؤية أستون فيلا أو توتنهام وهما يقلبان الطاولة ويغيران مسار المباراة في الوقت المحتسب بدل الضائع، لكن إلى متى ستستمر هذه الإثارة والمتعة إذا كان ذلك سيجعل الفرق الأقوى هي الأوفر حظا للفوز بالمباريات ويجعل من السهل التنبؤ بنتائج المباريات منذ البداية؟

لكن يبدو أنه لم يتوقف أحد ليتساءل عن الأسباب التي تجعل أي فريق يرغب في إضاعة الوقت منذ البداية ولماذا يشعر بأنه غير قادر على المنافسة من الناحية الكروية. من الصعب أن تكون صارماً بشأن إضاعة الوقت، لكن من الأفضل بكثير أن تكون حازما فيما يتعلق بالأسباب التي تجعل هذه الفرق تضيع الوقت من الأساس!

* خدمة «الغارديان» التفاوت بين الأندية الغنية والأندية الفقيرة

حتى داخل نفس المسابقة أصبح الآن كبيراً