«منشأة الخليج» الجديدة... أيقونة رياضية عنوانها «صناعة الأبطال»

ينتظر أن تنطلق أعمال التطوير في «منشأة نادي الخليج» في سيهات منتصف أبريل (نيسان) المقبل، لتنضم إلى قائمة المنشآت الرياضية التي أعلنت وزارة الرياضة تطويرها.

وتم الانتهاء فعلياً من 3 منشآت «الشباب» و«الاتفاق» و«الفتح»، والتي استضافت فعلياً مباريات فرقها في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم وفي عدد من الألعاب الرياضية.

ومع أن «منشأة نادي الخليج» جرى إقرارها ضمن المرحلة الثانية لتطوير الأندية مع نادي الرياض، فإنها ستكون الكبرى من حيث عمليات التطوير؛ حيث إن استاد كرة القدم سيتسع لـ15 ألف متفرج، كما ستطوَّر الصالات الحالية لتكون صالات ألعاب رياضية مختلفة بسعة أضعاف عدة لسعتها الحالية؛ حيث يتوقع أن يصل عدد مقاعد الجماهير إلى ألفي مقعد، لتكون مقاربة في الحجم لصالة «مدينة الأمير نايف بن عبد العزيز الرياضية» بالقطيف التي تقام عليها المنافسات في الألعاب المختلفة منذ عقدين من الزمن.

وعموماً جرى رصد ميزانية لعمليات التطوير تصل إلى «160» مليون ريال تشمل أيضاً تطوير «منشأة نادي الرياض»، حيث سيكون هناك تطوير شامل لتكون «منشأة نادي الخليج» من أجمل وأكبر المنشآت الرياضية، ليس في المنطقة الشرقية فقط؛ بل على مستوى المملكة.

ويكتسب نادي الخليج أهمية كبيرة؛ لأنه من الأندية «النموذجية» التي تشهد تألق غالبية الألعاب الرياضية المسجلة فيه، وتتفوق على مستوى المملكة وتحقق بطولات، وفي مقدمتها كرة القدم في جميع الدرجات، وكذلك كرة اليد، وبقية الألعاب الجماعية والفردية مثل ألعاب القوى.

كما جرى تشكيل لجان نسائية من أجل إنشاء فرق للسيدات في جميع الألعاب وتكون منافسة أيضاً على كل الأصعدة في البطولات السعودية في السنوات القليلة المقبلة ضمن خطة عمل تنتهجها إدارة النادي برئاسة المهندس علاء الهمل.

وسيكون تطوير منشآت نادي الخليج محفزاً للحضور الجماهيري للمنافسات ليس في سيهات فحسب؛ بل على مستوى المنطقة الشرقية، حيث إن البيئة المحفزة عادة ما تلقى التفاعل من أبناء المجتمع.

ويقع نادي الخليج في قلب مدينة سيهات، مما سيجعل الوصول إلى منشآته أسهل حتى دون اللجوء إلى وسائل المواصلات التقليدية، وهذا ما سيعزز من قيمته والحضور الجماهيري للأحداث الرياضية، التي يستضيفها، خصوصاً أن نادي الخليج من الأندية الجماهيرية على مستوى المملكة.

وستمثل استضافة النادي مباريات فريق كرة القدم على استاد النادي الجديد داعماً قوياً للحضور الجماهيري في دوري المحترفين السعودي، حيث إن إقامة مباريات الفريق في الدمام أو الراكة بالخبر أضعف الحضور الجماهيري لمباريات الفريق في هذا الدوري.

ويرى عدد من الخبراء أهمية أن تتضمن المنشآت الجديدة أو التي بدأت وزارة الرياضة تطويرها كثيراً من المشاريع الاستثمارية أو حتى معسكرات تناسب الأندية؛ سواء المستضيفة للمباريات أو الزائرة، «ليكون ذلك رافداً من روافد الاستثمار في هذا المجال، ويعزز المداخيل المالية للأندية، خصوصاً أن الرياضة السعودية تشهد نقلة كبيرة نحو الخصخصة، وأنه حان الوقت لتكون الأندية قادرة على رفع مداخيلها من خلال المشاريع التي توفرها الدولة»، كما يقول محمد المطرود أحد كبار الداعمين والأعضاء الذهبيين لنادي الخليج.

وقال المهندس علاء الهمل، رئيس النادي، إن تطوير «منشأة الخليج» سيمثل «دفعة كبيرة لألعاب النادي الذي يمتاز بعدد كبير من الألعاب»، عادّاً أن إقامة المباريات لفرق النادي على هذه المنشأة «سيكون لها دور إيجابي كبير من النواحي الاقتصادية والجماهيرية والاستثمارية».

منشأة الخليج الجديدة ستحمل على عاتقها مهمة استثنائية لصناعة الأبطال في مختلف الألعاب (الشرق الأوسط)

ولن تقتصر استضافة منشأة نادي الخليج على مباريات الفريق الكروي الأول أو بقية الفئات السنية للنادي؛ بل إنها ستكون ضمن الملاعب التي تستضيف مباريات في بطولة كأس آسيا 2027، وتحديداً في المجموعة التي ستكون في المنطقة الشرقية؛ وفق ما هو مخطط له.

ويعدّ نادي الخليج من أوائل الأندية التي سعت للاستثمار في المنشأة التي جرى بناؤها منذ 30 عاماً؛ حيث إن هناك صالة تحمل اسم «الأمير فيصل بن فهد» للمناسبات تعدّ من الروافد والمداخيل المالية وبنيت على جزء من أرض النادي، فيما لا تزال هناك مساحات كبيرة يمكن أن تستثمر في جانب تطوير المنشأة بشكل عام، وليس ملعب كرة القدم بشكل خاص.

وسيساعد تطوير المنشأة على سرعة انضمام نادي الخليج للخصخصة والاستثمار، حيث يرى علي آل محسن، نائب رئيس النادي، أن ناديه في «مرحلة جاهزية متقدمة للاستثمار والتخصيص في ظل امتلاكه كل المقومات والبنية التحتية والنشاط الكبير والتفوق في الألعاب الرياضية وفي الدرجات كافة، وهذا ما يجعل (الخليج) في مقدمة الأندية الجاهزة للخصخصة». وعدّ أن «تطوير المنشأة لن يكون مقتصراً من حيث الفائدة على كرة القدم؛ بل على جميع ألعاب النادي التي تحقق تفوقاً كبيراً ومنجزات عديدة، حتى إن النشاط في النادي في فترة الصيف يكون كبيراً ويلقى تفاعلاً واسعاً من الأهالي، حيث يمتاز الخليج بذلك عن كثير من الأندية في هذا الجانب».