الهلال وعصر الخصخصة: مزيد من التألق و«الزعامة»

يعزز نادي الهلال مفهوم «النادي المثالي» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمن عام إلى آخر يعانق أمجاده ويحلق من منصة إلى أخرى محلياً وآسيوياً وعالمياً، فما بالك وهو يعانق عصر الخصخصة والاستثمار على يد صندوق الاستثمارات السعودي. وأين ستكون حدود وطموحات هذا النادي المفعم بروح البطولات.

ويعد نادي الهلال آخر الأندية الكبرى في السعودية تأسيساً وأحدثها تاريخاً، إلا أن النادي العاصمي بلغ قمة المجد وسطر صفحات من ذهب في سنوات قليلة، حتى بات رقماً صعباً في خارطة الأندية والمنافسات السعودية.

ويعود تاريخ تأسيس نادي الهلال إلى قبل ستة وستين عاماً، وتحديداً في عام 1957 حينما انضم كنادٍ جديد لأندية العاصمة الرياض وكان يحمل اسم «الأولمبي»، حيث تم تأسيسه على يد الشيخ عبد الرحمن بن سعيد أحد أشهر رجالات الرياضة حينها.

وتحول النادي الأولمبي إلى مسماه المعروف حالياً «الهلال» بعد قرابة سنة وعدة أشهر، وذلك بعد مباراة حضرها الملك سعود حينها، فطلب تسمية النادي باسم عربي، وتم تقديم 3 مقترحات له واختار من بينها «الهلال».

وبدأ الهلال علاقته مع البطولات على صعيد الفريق الأول لكرة القدم مُبكراً، ونجح في الحفاظ على رتم تصاعدي في تحقيق البطولات، حتى بات اليوم رقماً صعباً في خارطة الكرة السعودية، وامتدت زعامته وتفوقه حتى على الصعيدين العربي والآسيوي، إذ يملك الفريق الأزرق أربع بطولات لدوري أبطال آسيا كأكثر الأندية الآسيوية، وفي السعودية يتصدر المشهد بعدد 66 بطولة.

وقدم الهلال العديد من الأسماء والنجوم التاريخيين لملاعب كرة القدم السعودية، من بينهم وأبرزهم سامي الجابر القائد التاريخي والنجم الذي شارك في أربع بطولات كأس عالم للمنتخبات، بالإضافة إلى يوسف الثنيان الذي يعتبر أبرز اللاعبين الذين يملكون مهارات فردية هائلة، كما يحضر محمد الدعيع الذي صعد إلى قائمة عمادة لاعبي العالم في فترة من الفترات كأحد أبرز نجوم الهلال التاريخيين.

وتطول قائمة نجوم الهلال الذين سجلوا حضوراً لافتاً في الفريق والمنتخب السعودي، مثل نواف التمياط وفهد الغشيان وصالح النعيمة القائد التاريخي، بالإضافة إلى الأسماء البارزة حالياً سلمان الفرج وسالم الدوسري ومحمد كنو وياسر الشهراني.

ويملك الهلال صولات وجولات في ملاعب كرة القدم الخليجية والعربية والآسيوية، وحتى العالمية وخاصة بعدما حقق في النسخة الأخيرة لمونديال الأندية وصافة الترتيب خلفاً لفريق ريال مدريد الإسباني.

وارتدى شعار الهلال الكثير من الأسماء المميزة من اللاعبين المحترفين الأجانب عبر تاريخهم، قد يكون الأبرز من بينهم هو البرازيلي ريفيلينو نجم منتخب بلاده في السبعينات والثمانينات الميلادية، كما ارتدى شعار الهلال العديد من نجوم المنتخبات الدوليين، إذ يبرز من بين هذه الأسماء صلاح الدين بصير والسويدي فيلهامسون والبرازيلي نيفيز ومواطنه كارلوس إدواردو وموسى نضاو ورادوي.

وعبر تاريخه، تعاقب على كرسي رئاسة مجلس إدارات الهلال العديد من الأسماء البارزة مثل الأمراء هذلول بن عبد العزيز، وبندر بن محمد، وسعود بن تركي وعبد الرحمن بن مساعد وعبد الله بن مساعد ونواف بن سعد، وحالياً فهد بن نافل.

وتطور الهلال وواكب الدعم اللامحدود مؤخراً الذي تحظى به الرياضة السعودية وفقاً لاستراتيجية دعم الأندية، وكانت إيرادات النادي في آخر ميزانية تم الكشف عنها في الجمعية العمومية هي 706 ملايين ريال، وهو رقم كبير يعكس حجم التطور الهائل الذي شهده النادي العاصمي منذ تأسيسه.