القوات العراقية تستعد لتحرير آخر أحياء الموصل

الجسر الجديد الذي يشيده مهندسون عسكريون عراقيون يعيد ربط ساحلي الموصل في منطقة حاوي الكنيسة (رويترز)
الجسر الجديد الذي يشيده مهندسون عسكريون عراقيون يعيد ربط ساحلي الموصل في منطقة حاوي الكنيسة (رويترز)
TT

القوات العراقية تستعد لتحرير آخر أحياء الموصل

الجسر الجديد الذي يشيده مهندسون عسكريون عراقيون يعيد ربط ساحلي الموصل في منطقة حاوي الكنيسة (رويترز)
الجسر الجديد الذي يشيده مهندسون عسكريون عراقيون يعيد ربط ساحلي الموصل في منطقة حاوي الكنيسة (رويترز)

شيد مهندسون عسكريون عراقيون جسراً عائماً جديداً عبر نهر دجلة ليصل بين شطري المدينة من أجل تسهيل نشر القوات قبل هجوم أخير بهدف طرد تنظيم داعش.
وقصف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الجسور الخمسة التي تربط بين جانبي المدينة التي يقطعها نهر دجلة لعرقلة تحركات المتطرفين في المراحل الأولى من الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، العام الماضي.
وبعد مرور 7 أشهر، تمكنت القوات العراقية من طرد التنظيم من كل المدينة، باستثناء جيب في الشطر الغربي يتضمن المدينة القديمة، حيث من المتوقع أن يخوض المتطرفون قتالهم الأخير.
ومن المتوقع أن تكون المدينة القديمة أكثر ساحات القتال تعقيداً في معركة الموصل حتى الآن.
ويقع الجسر في منطقة حاوي الكنيسة، وسيوفر على المدنيين الهاربين مشقة القيام برحلة طويلة إلى أقرب نقطة عبور، على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب الموصل.
وفر ما يقرب من 700 ألف شخص من الموصل منذ بدء حملة استعادة المدينة في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وسعوا للحصول على مأوى لدى أصدقاء أو أقارب أو في مخيمات.
وذكرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن ما يصل إلى 200 ألف شخص آخرين قد ينزحون، فيما تتوغل القوات العراقية لاستعادة ما تبقى من المدينة.
ويوم (الاثنين) الماضي، أعلن قائد عراقي كبير أن القوات العراقية تمكنت من تحرير حي النجار، في الساحل الأيمن من الموصل (400 كيلومتر شمال بغداد). وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان صحافي، إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب حررت حي النجار، في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، من سيطرة (داعش)، وترفع العلم العراقي فوق مبانيه».
وكان الفريق رائد شاكر جودت، قائد قوات الشرطة الاتحادية في العراق، قد صرح عن بدء عمليات القصف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة على أهداف منتخبة وسط الموصل، في الساحل الأيمن.
وقال، في بيان صحافي، إن «كتائب المدفعية الثقيلة، وصواريخ غراد، بإسناد من طائرات من دون طيار، قصفت عشرات الأهداف المنتخبة للدواعش كمراكز القيادة والتموين ومواضع الأسلحة الدفاعية والعجلات وآليات النقل والإسناد، وسط المدينة القديمة». وأضاف أن هذا القصف يأتي «تمهيداً لانطلاق المرحلة الأخيرة من عمليات استعادة ما تبقى من مناطق الجانب الأيمن».
ووضعت قيادات عسكرية وأمنية عراقية اللمسات النهائية لتحرير آخر أحياء الساحل الأيمن من مدينة الموصل من سيطرة «داعش»، فيما اجتمع كبار قادة العمليات العسكرية في الموصل، برئاسة يارالله، لبحث الخطط الخاصة بتحرير المساحة القليلة المتبقية من الساحل الأيمن، التي تضم حيي الشفاء والزنجيلي ومناطق من المدينة القديمة، لا سيما أن صنوف القوات تطوق المدينة القديمة بالكامل، وتنتظر التعليمات لاقتحامها لوجود عدد من المدنيين داخل أزقتها الضيقة.
يذكر أن القوات العراقية بدأت في 17 أكتوبر عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، من إرهابيي «داعش»، وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، تحرير الجانب الأيسر من المدينة بالكامل.
وفي 19 فبراير (شباط)، بدأت القوات العراقية، بدعم أميركي، هجوماً كبيراً لطرد «داعش» من الجانب الأيمن للموصل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».