إنفانتينو يتخلص من رموز «مكافحة الفساد» في «فيفا»

الألماني جريندل اتهم الرئيس بالفردية... وبوربيلي: القرار انتكاسة وأسبابه سياسية

كورنيل بوربيلي وهانز إيكرت خلال حديثهما في مؤتمر صحافي أمس في البحرين (أ.ف.ب)
كورنيل بوربيلي وهانز إيكرت خلال حديثهما في مؤتمر صحافي أمس في البحرين (أ.ف.ب)
TT

إنفانتينو يتخلص من رموز «مكافحة الفساد» في «فيفا»

كورنيل بوربيلي وهانز إيكرت خلال حديثهما في مؤتمر صحافي أمس في البحرين (أ.ف.ب)
كورنيل بوربيلي وهانز إيكرت خلال حديثهما في مؤتمر صحافي أمس في البحرين (أ.ف.ب)

قال كورنيل بوربيلي، محقق لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المعزول، أمس الأربعاء، إن اللجنة تدرس «مئات» المخالفات المحتملة وبينها حالات لمسؤولين كبار.
وقرر مجلس «فيفا» عدم تجديد انتداب بوربيلي وهانز يواكيم إيكرت كبير القضاة في لجنة القيم اللذين قادا محاولة تطهير المنظمة المضطربة ورشح بديلين لهما.
ووصف بوربيلي وإيكرت التحرك، بأنه «نهاية واقعية للإصلاحات» في «فيفا»، وقالا إنه انتكاسة لمحاولات تطهير أعمال الاتحاد الدولي، وتراجعا على صعيد مكافحة الفساد.
ووجهت اتهامات متعلقة بالفساد في الولايات المتحدة عام 2015 لعشرات المسؤولين في كرة القدم، وأغلبهم من أميركا اللاتينية، وهو ما أدى إلى أسوأ أزمة في تاريخ «فيفا». وضمن المسؤولين الموقوفين الآن سيب بلاتر رئيس «فيفا» السابق والأمين العام جيروم فالك.
وفي مؤتمر صحافي بالقرب من مكان انعقاد الاجتماع السنوي لـ«فيفا»، قال بوربيلي، إن القرار يمثل «انتكاسة لمكافحة الفساد» في ظل فقدان المعرفة والخبرة بالقضايا.
وتابع: «حققنا في مئات القضايا، وهناك مئات الحالات في الانتظار في هذه اللحظة»، مضيفا أنه لا يمكنه التعليق على قضايا ما زالت رهن التحقيق. وقال «فيفا» أول من أمس، إنه رشح المحققة الكولومبية ماريا كلاوديا روخاس، لتكون الرئيسة الجديدة لقسم التحقيقات الذي يرأسه بوربيلي. كما رشح اليوناني فاسيليوس سكوريس، وهو رئيس سابق لمحكمة العدل الأوروبية، لرئاسة الغرفة القضائية في لجنة القيم التي كان يديرها إيكرت.
وسيتم التصويت على ترشيح روخاس وسكوريس، إضافة إلى رؤساء مقترحين للجان أخرى خلال المؤتمر السنوي لـ«فيفا» اليوم الخميس.
وتأتي التغييرات في لجنة القيم عقب استقالة دومينيكو سكالا، الرئيس السابق للجنة المراجعة والتحقق العام الماضي، بعدما قال إن التغييرات التي أجراها إنفانتينو رئيس «فيفا» قوضت اللجان المستقلة، ونفى إنفانتينو هذه الاتهامات.
وقال بوربيلي إن «فيفا» لم يبلغه رسميا بإنهاء انتدابه، وعرف بالأمر فقط من وسائل الإعلام. وأضاف المحقق السويسري، أن أسلوب الاستغناء عنه معناه عدم وجود فترة انتقالية.
وقال بوربيلي: «عملنا بشكل جيد جدا مع عدد ضخم من القضايا. لم يكن هناك حاجة لتغيير لجنة القيم... التفسير الوحيد هو أن القرار له نيات سياسية».
وأكد بوربيلي وإيكرت، أن إدارة «فيفا» لم تتدخل في عملهما قبل قرار الاستغناء عنهما. وما زال انتداب بوربيلي وإيكرت ساريا حتى نهاية اجتماعات «فيفا» اليوم الخميس.
وقال بوربيلي: «لا أستطيع أن أقول لكم ما نفعله... لكننا نتعامل مع هذا الانتداب بجدية شديدة حتى النهاية».
وأبلغ راينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، الصحافيين أن التحرك ضد لجنة القيم، الذي شهد أيضا رحيل عشرات الموظفين الآخرين، كان مبادرة من إنفانتينو. وقال جريندل، وهو عضو في مجلس «فيفا»، للصحافيين: «عليكم سؤال إنفانتينو لماذا تقدم بهذا الاقتراح».
وأكد جريندل، أنه دافع عن إيكرت كما قال إنه تلقى ضمانات قبل الاجتماع بعدم وجود أي تحرك من هذا النوع ضد لجنة القيم.
وقال: «سألت اليوم السابق في مكتب الأمانة العامة إن كان هناك أي إعلانات تتعلق بالاستغناء عن بوربيلي وإيكرت وقالوا إنه ليست لديهم معلومات».
وتابع: «قلت في الاجتماع إننا نشعر بالرضا عن عمل الرجلين، وسألت لأن الأمانة العامة أصدرت بيانا في وسائل الإعلام قبل أسابيع بأنها ستساند الاثنين... لذا فالاقتراح (الاستغناء عن بوربيلي وإيكرت) كان قرار الرئيس».
وقال بوربيلي إن الرحيل عن المنصب لم يكن ضروريا وربما جاء لأسباب سياسية.
وقال بوربيلي إن لجنة القيم أجرت 194 تحقيقا منذ عام 2015، وإن أكثر من 70 شخصا عوقبوا من بينهم السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق لـ«فيفا»، والفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا).
وكانت لجنة القيم قد أجرت أيضا تحقيقات مع إنفانتينو في العام الماضي، لكنها لم تتوصل إلى أي أدلة على ارتكاب مخالفات.
ولا تزال تحقيقات الفساد في كرة القدم جارية من قبل السلطات في الولايات المتحدة وسويسرا، وقال بوربيلي إن «عدة مئات من القضايا لا تزال عالقة» في «فيفا»، مضيفا: «لدينا كثير من التحقيقات الجارية».
وقال بوربيلي إن عملية تولي قيادة جديدة مسؤولية لجنة القيم لم تشهد مرحلة انتقالية، وإنه إلى جانب تعيين مسؤولين جديدين للغرفتين «جرى الاستغناء عن المحققين والقضاة أصحاب الخبرات الأعلى».
وتحدث بوربيلي عن انتكاسة كبيرة في عملية الإصلاح، سيعاني منها «فيفا»، لأنهم «لا يمتلكون الخبرة من البداية... تخيلوا أين كان سيصبح (فيفا) اليوم من دون لجنة قيم».
وأضاف أن الأمور ستصبح أكثر صعوبة بالنسبة لـ«فيفا»، في ظل حقيقة أن تغيير المسؤولين مرصود عن كثب من قبل سلطات التحقيق في الولايات المتحدة وسويسرا.
ولا يزال «فيفا» يعامل كضحية، في التحقيقات الأميركية، وقد جرى السماح له بطلب تعويضات من هؤلاء الذين أدينوا في قضايا الفساد.
وترجح مصادر مقربة من الاتحاد الدولي، أن أحد أسباب عدم التجديد لإيكرت وبوربيلي هو العلاقة المتوترة التي جمعت بين إنفانتينو ولجنة الأخلاق التي فتحت تحقيقا بشأن بعض ممارسات السويسري الذي انتخب رئيسا في فبراير (شباط) 2016. ولم يتم استكمال هذا التحقيق أو التوصل إلى خلاصات بشأنه.
ولمح بوربيلي مواربة إلى إنفانتينو، بقوله أمس (الأربعاء): «كما يبدو أن عمل لجنة الأخلاق كان غير ملائم لموظفين، لمسؤولي (فيفا)».
وفي المؤتمر نفسه الذي نظم على عجل ولم يكن ضمن جدول الاجتماعات، قال إيكرت إن ما جرى «ليس يوما جيدا لـ(فيفا)».
وأكد المسؤولان أنهما لم يبلغا رسميا، بل علما بالتوصية «عبر الهواتف الجوالة» ووسائل الإعلام لدى وصولهما إلى البحرين مساء أول من أمس (الثلاثاء). واعتبر بوربيلي أن «رحيلنا لم يكن ضروريا وسببه سياسي حصرا».
وبعيد اجتماع أول من أمس (الثلاثاء)، آثر المسؤولون في «فيفا» والمشاركون في اجتماع مجلسه، عدم التعليق بشكل مباشر على توصية الاستبعاد. واكتفى مصدر شارك في الاجتماع بالقول إن مجلس «فيفا» رأى ثمة حاجة إلى «نفس جديد» في لجنة الأخلاق.
ويتوقع أن يهيمن استبعاد بوربيلي وإيكرت على اجتماع الجمعية السابعة والستين للاتحاد التي يشارك فيها مندوبو 211 اتحادا اليوم الخميس.
وفي قرارات أخرى اتخذت أول من أمس (الثلاثاء)، قرر المجلس فتح باب الترشيح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026 أمام دول تنتمي إلى اتحادات قارية من خارج منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، مستثنيا الاتحادين الأوروبي والآسيوي.
وكانت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (كونكاكاف) أعلنت أنها ستتقدم بطلب مشترك لاستضافة المونديال الذي سيشارك فيه للمرة الأولى 48 منتخبا بدلا من 32 (العدد الحالي). وسيتم اختيار مجموعة من البلدان المرشحة للاستضافة في الجمعية العمومية الثامنة والستين للاتحاد الدولي بعد سنة.
كما أعلن الاتحاد السماح للعراق باستضافة المباريات الدولية الودية، شرط أن يظل الوضع الأمني مستقرا، مخففا بذلك الحظر المفروض منذ أعوام على إقامة مباريات كرة القدم الرسمية (باستثناء المحلية منها) في العراق، بسبب الوضع الأمني وظروف الملاعب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».