الجيش المصري يقتل قيادياً بارزاً في تنظيم داعش في سيناء

بعد ساعات من مقتل أحد منفذي هجوم سانت كاترين

عناصر من الجيش المصري في سيناء (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش المصري في سيناء (أ.ف.ب)
TT

الجيش المصري يقتل قيادياً بارزاً في تنظيم داعش في سيناء

عناصر من الجيش المصري في سيناء (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش المصري في سيناء (أ.ف.ب)

أعلن الجيش المصري اليوم (الخميس) مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش في سيناء هو «رئيس اللجنة الشرعية» للتنظيم و18 آخرين من أعضائه خلال قصف جوي استهدفهم.
وأكد بيان نشره المتحدث الرسمي باسم الجيش على صفحته الرسمية على «فيسبوك» أن «القوات الجوية تمكنت من استهداف وتدمير عدد من البؤر الإرهابية، فضلاً عن تدمير أربع عربات ربع نقل خاصة بالعناصر التكفيرية».
وأضاف البيان أنه «بالتحري من الأجهزة الأمنية المعنية عن نتائج القصف الجوى تبين مقتل 19 فردا تكفيريا شديدي الخطورة منهم أحد القادة البارزين داخل ما يسمى بتنظيم أنصار بيت المقدس وهو رئيس اللجنة الشرعية بالتنظيم».
وقال البيان إن «القوات الجوية تواصل دعمها لعناصر إنفاذ القانون بشمال ووسط سيناء لتكثيف عملياتها النوعية للقضاء على باقي البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية ودحر الإرهاب بشمال ووسط سيناء».
وقتل شرطي مصري مساء الثلاثاء في هجوم استهدف نقطة مراقبة للشرطة بالقرب من دير سانت كاترين في جنوب سيناء، وهو اعتداء تبناه تنظيم داعش.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس (الأربعاء) أن قوات الأمن قتلت مسلحا يشتبه بأنه منفذ هجوم دير سانت كاترين.
وقالت الوزارة في بيان: «قامت قوات مديرية أمن جنوب سيناء بالتعاون مع العناصر البدوية بتتبع مسار هروب مرتكبي الواقعة وغلق الطرق المؤدية للهروب عبر الوديان والدروب بالمنطقة الجبلية المحيطة بالكمين».
وأضافت أن أحد المشتبه بهم بدأ بإطلاق النار بعد أن عثرت عليه قوات الأمن «مما دعا القوات إلى سرعة التعامل معه وإصابته مما أدى إلى مصرعه».
وأوضحت أنها عثرت بحوزته على سلاح آلي وطلقات مضيفة أنه «جار استكمال الفحص وإجراء التحريات لتحديد هوية الإرهابي».
ويقع دير سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء على بعد نحو 500 كلم شرق القاهرة. وهو مزار يقصده آلاف السياح من الأجانب والمصريين سنوياً.
وجاء هجوم الثلاثاء بعد 9 أيام من تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في الإسكندرية وطنطا أثناء احتفال الأقباط بأحد السعف (الشعانين) وتبناهما تنظيم داعش وأسفرا عن سقوط 45 قتيلا وعشرات الجرحى.
ومن جهة أخرى، تلقت الأجهزة الأمنية اليوم (الخميس) إخطارا بمقتل الجندي علي أحمد عبد الحميد (20 عاما)، وإصابة مواطن يدعى محمود إبراهيم السيد (47 عاما) بجروح متفرقة في الجسد، وذلك نتيجة لانفجار عبوة ناسفة في مدرعة في شارع البحر في منطقة سويس إن بالعريش، بحسب ما أوردته وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية.
وتعدّ شمال سيناء معقلاً لمسلحين متشددين يستهدفون قوات الأمن والجيش بشكل متواصل منذ إطاحة الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) 2013.
ويتبنى تنظيم «ولاية سيناء» الذي كان يسمى «تنظيم أنصار بيت المقدس» قبل مبايعته تنظيم داعش عام 2014 غالبية الهجمات على قوات الأمن في سيناء.
وقتل مئات من عناصر الجيش والشرطة في مواجهات مع المتطرفين



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.