فريق من امرأتين ورجل نفذ أمر قصف مطار الشعيرات

الأدميرال ميشيل هوارد والقائدة أندريا سلوغ والقائد رس كالدويل
الأدميرال ميشيل هوارد والقائدة أندريا سلوغ والقائد رس كالدويل
TT

فريق من امرأتين ورجل نفذ أمر قصف مطار الشعيرات

الأدميرال ميشيل هوارد والقائدة أندريا سلوغ والقائد رس كالدويل
الأدميرال ميشيل هوارد والقائدة أندريا سلوغ والقائد رس كالدويل

نشرت وسائل إعلام أميركية صوراً للفريق المؤلف من امرأتين ورجل، مشيرة إلى أنه المسؤول عن تنفيذ إطلاق جميع الصواريخ الـ59 من طراز توماهوك، والتي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية وسط سوريا، الأسبوع الماضي.
ولفتت وسائل الإعلام الأميركية إلى أن الفريق تلقى اتصالا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهنئته على نجاحه في تنفيذ المهمة، رداً على قصف بلدة خان شيخون بأسلحة كيماوية.
كما نشرت مقتطفات من سيرة الفريق الذاتية، مشيرة إلى أن الأدميرال ميشيل هوارد، قائدة القوات البحرية الأميركية لمنطقتي أوروبا وأفريقيا، هي المسؤولة عن توجيه عمليات المدمرتين اللتين ضربتا سوريا، وهي خريجة الأكاديمية البحرية الأميركية في عام 1982، وكلية الأركان العامة في عام 1998، وحصلت على درجة الماجستير في الفنون والعلوم العسكرية. وبدأت مسيرتها على سفن أميركية، وشاركت في حرب الخليج الثانية، وشاركت ضمن قوات حفظ السلام في جمهورية يوغسلافيا، ثم تولت قيادة سفينة «أوس روشمور» في عام 1999 لتصبح بذلك أول امرأة أميركية أفريقية تتولى قيادة سفينة في البحرية الأميركية، قبل أن تتولى قيادة السرب البرمائي، وتشارك في عمليات الإغاثة بعد التسونامي الذي ضرب إندونيسيا، إضافة إلى عمليات الأمن البحري في شمال الخليج العربي، وجهود مكافحة القرصنة.
أما أندريا سلوغ، فهي قائدة المدمرة «يو إس إس بوتر» التي شنت الهجمات على قاعدة الشعيرات، وتخرجت في عام 1998 من الأكاديمية البحرية الأميركية مع درجة البكالوريوس في العلوم وهندسة المحيطات. وعملت في مقر قيادة القيادة المركزية الأميركية في العاصمة القطرية الدوحة، وبعدها نائب مدير للعمليات الدفاعية المشتركة للصواريخ الباليستية البحرية. كما أنها حاصلة على درجة الماجستير في السياسة العامة والإدارة، والدراسات الاستخباراتية، من جامعة بيتسبرغ، وحظيت بعدد من الجوائز والأوسمة.
والقائد رس كالدويل، قائد المدمرة «يو إس إس روس»، التي شاركت هي الأخرى في ضرب سوريا، ينتمي لمنطقة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا ودرس في جامعة كنساس حيث حصل على بكالوريوس العلوم السياسية، وتخرج في عام 1998، كما أنه حاصل على درجة الماجستير في قطاع المعلومات الخاصة بالعمليات العسكرية، ومؤخرا عمل في مجال مواجهة الحرائق. وحظي بكثير من الأوسمة والجوائز.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».