كشف الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة الخطوط العريضة لخطته حول مفاوضات «بريكست» ورفض طلب لندن القيام بمحادثات موازية لاتفاق الانسحاب من أجل تحديد «العلاقة المستقبلية» بين الجانبين.
وقال الاتحاد في مشروع «توجهات المفاوضات» الذي أعده رئيس المجلس الأوروبي إنه يمكن أن يباشر «محادثات تمهيدية» حول «العلاقة المستقبلية» قبل انسحاب بريطانيا بالكامل، لكنه يشترط لذلك تحقيق «تقدم كاف» في اتفاق الخروج وإن الأمر لن يتعلق سوى بـ«محادثات تمهيدية». ولإزالة الغموض الذي يلف المرحلة بين خروج بريطانيا وتوقيع اتفاق حول العلاقة المستقبلية خصوصا على الصعيد التجاري، فإن الدول الـ27 الأعضاء مستعدة لاتخاذ «إجراءات مرحلية».
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك في مؤتمر صحافي في فاليتا عاصمة مالطا أنه «الطلاق الأول لي وآمل أن يكون الأخير»، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بمبادئ خلال المفاوضات التي يأمل ألا تشهد مواجهات. وقال إن «الاتحاد الأوروبي لم ولن ينتهج سياسة عقابية، فبريكست عقاب بحد ذاته».
ويريد الاتحاد الأوروبي التأكيد على وحدته بينما يواجه انفصال أحد أهم أعضائه في حدث هو الأول من نوعه منذ تأسيس الاتحاد قبل 60 عاما. وسترسل توجيهات تاسك إلى قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الـ27 التي يمكن أن تقترح إجراء تعديلات عليه قبل قمة خاصة مقررة في بروكسل للمصادقة عليه في 29 أبريل (نيسان) المقبل.
وقال تاسك إن «بدء محادثات موازية حول كل المواضيع في الوقت نفسه كما اقترحه البعض في بريطانيا، لن يحصل». أضاف: «فقط عندما نحقق تقدما كافيا حول الانسحاب، عندما يمكن التباحث في إطار علاقتنا المستقبلية».
ودعا مشروع التوجيهات إلى «مقاربة تدريجية» تعطي الأولوية لانسحاب منظم يحد من البلبلة التي سيثيرها عند إنجازه في مارس (آذار) من العام 2019. ويتصدر مصير نحو ثلاثة ملايين أوروبي يعيشون في بريطانيا ومليون بريطاني في الاتحاد الأوروبي جدول أعمال المسؤولين. كما يخيم هاجس «فاتورة الخروج» التي سيتعين على بريطانيا تسديدها والمقدرة بنحو 60 مليار يورو، بالإضافة إلى الحدود بين آيرلندا الشمالية وجمهورية آيرلندا.
وجاء في مشروع التوجيهات أن «(قادة) المجلس الأوروبي، سيراقبون التقدم عن كثب لتحديد متى يتم تحقيق تقدم كاف يتيح الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات». كما شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة إنجاز بريكست قبل التوصل إلى اتفاق تجاري. إلا أنه أبدى في الوقت نفسه، انفتاحا أمام اتفاق مرحلي بعد بريكست قبل اتفاق نهائي غير متوقع قبل سنوات، لكن يجب أن يكون بموجب القوانين الأوروبية ومحكمة العدل الأوروبية.
ومن المتوقع أن يعطي كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بارنييه الضوء الأخضر لبدء المحادثات مع بريطانيا في 22 مايو (أيار) المقبل، بحسب مسؤول أوروبي. يأمل القادة الأوروبيون في إنجاز قضايا الانفصال بحلول نهاية العام قبل الانتقال إلى العلاقة المستقبلية ومرحلة انتقالية محتملة. لكن ذلك لا يترك سوى مهلة 10 أشهر قبل موعد إنهاء المحادثات الذي حدده بارنييه في أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2018 لإفساح المجال أمام البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء من أجل إقرار ما توصل إليه المفاوضون.
وأبلغت ماي الاتحاد الأوروبي رسميا بنية بلادها الخروج من عضويته في رسالة تسلمها تاسك الاثنين وقال دبلوماسيون إنها كانت بلهجة تصالحية غير متوقعة. إلا أن تحذير ماي من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق تجاري يمكن أن يؤثر على تعاون بريطانيا على صعيد الإرهاب والأمن، أثار استنكار كثيرين.
في هذه الأثناء، بدأت بريطانيا إعداد الخطط للمهمة الشاقة المتمثلة بإلغاء بنود تشريعية أوروبية غير مواتية في القانون البريطاني. كما تواجه ماي صعوبات في توحيد البلاد بعد الانقسام الذي أثاره الاستفتاء حول بريكست في يونيو (حزيران) الماضي وأيده 52 في المائة من السكان في مقابل معارضة 48 في المائة يفضلون البقاء في الاتحاد الأوروبي.
الاتحاد الأوروبي يسعى للتحكم في وتيرة مفاوضات «بريكست»
الاتحاد الأوروبي يسعى للتحكم في وتيرة مفاوضات «بريكست»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة