«حرب التصريحات» بين تركيا وهولندا تتواصل... ومساعٍ للتهدئة

وزير في حكومة يلدريم يستبعد المساس بالعلاقات الاقتصادية لمصلحة الطرفين

شرطة مكافحة الشغب تحيط بموقع البعثة الهولندية في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
شرطة مكافحة الشغب تحيط بموقع البعثة الهولندية في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
TT

«حرب التصريحات» بين تركيا وهولندا تتواصل... ومساعٍ للتهدئة

شرطة مكافحة الشغب تحيط بموقع البعثة الهولندية في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
شرطة مكافحة الشغب تحيط بموقع البعثة الهولندية في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)

على الرغم من التلاسن والتراشق الحاد على مدى الـ48 ساعة الماضية، بدا أن تركيا وهولندا تسعيان إلى تبريد الأزمة بينهما والخروج من الوضع المتوتر على خلفية منع لقاء وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بالجالية التركية وإبعاد وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية فاطمة بتول صايان كان من عقد لقاء مماثل في مقر القنصلية التركية في روتردام.
وعلى خط محاولة امتصاص الأزمة، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أن حكومته ستبذل ما في وسعها لمنع تدهور العلاقات مع تركيا بعد أن طالبت السفير الهولندي بالبقاء في بلاده وعدم العودة إلى عمله في أنقرة. كما أغلقت السفارة والقنصلية الهولنديتين في أنقرة وإسطنبول «لأسباب أمنية»، وسدت الطرق المؤدية إليهما بالمدرعات. من جانبه، طالب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم المواطنين الأتراك في هولندا بالهدوء بعد أن أجرى اتصالاً في ساعة مبكرة أمس الأحد مع نظيره الهولندي.
في المقابل، أكدت الحكومة الهولندية رفضها تقديم اعتذار لتركيا بناء على طلب من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي وصف الموقف الهولندي بأنه «فضيحة دبلوماسية»، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لن ترد بإجراءات عقابية مماثلة، أي أنها لن تغلق السفارة والقنصلية التركيتين. وحملت لاهاي أنقرة في الوقت نفسه المسؤولية عن أمن دبلوماسييها في تركيا.
من جهته، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في خطاب ألقاه في حشد جماهيري في مدينة كوجالي غرب تركيا مساء أمس الأحد، إن الممارسات «الفاشية والنازية» لهولندا ودول أخرى تهدد مستقبل الاتحاد الأوروبي، داعيا مؤسسات الاتحاد إلى «اتخاذ الإجراءات الضرورية للرد على هذه الإجراءات التي تستهدف تركيا والعالم الإسلامي».
وفي لقاء سابق في إسطنبول أمس، أكّد إردوغان أن هولندا ستدفع ثمن تضحيتها بالعلاقات مع تركيا في سبيل مصالحها الانتخابية، في الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم الأربعاء المقبل.
وقال إردوغان إن أحداث الأيام الماضية مظهر للإسلاموفوبيا، والغرب كشف بوضوح عن وجهه الحقيقي في الفترة الأخيرة، موضحاً: «كنت أظن أن النازية انتهت. لكن النازية لا تزال مستمرة هناك».
وحول الإجراءات التي ستتخذها تركيا، قال إردوغان: «لم نفعل بعد ما يجب علينا فعله. سنتخذ إجراءاتنا في الأيام القادمة، وسنجري التقييمات اللازمة قبل وبعد انتخابات هولندا الأربعاء المقبل، وعلى أساسها سنحدد الموقف الذي سننتهجه، لأن هذه الحادثة (إبعاد الوزيرة التركية وتفريق المواطنين الأتراك بخراطيم المياه والكلاب البوليسية من أمام القنصلية في روتردام) لا يمكن أن تبقى دون رد».
في غضون ذلك، وجه إردوغان الشكر لفرنسا لأنها «لم تخضع لهذه الألاعيب الأوروبية»، إذ سمحت السلطات الفرنسية بزيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، على عكس هولندا وألمانيا.
ومن فرنسا، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو إن بلاده ستواصل اتخاذ إجراءات عقابية ضد هولندا، حتى تقوم الأخيرة بتقديم اعتذار مكتوب إلى الشعب التركي. وقال في كلمة أمام صحافيين في مدينة ميتز الفرنسية: «هذا أمر غير مقبول. ننتظر من أوروبا توضيح موقفها. لم نرَ مثل هذا السلوك حتى في أيام النازية، هذا عار كبير... هولندا قطعت طريق وزيرة تركية، وأغلقت الطرق تجاه القنصلية التركية. ولم تسمح للوزيرة والمسؤولين بالدخول إلى القنصلية. وأطلقت الكلاب البوليسية على المتظاهرين بسلمية... «هل أرسلنا مواطنينا إلى هولندا لكي تقوم الأخيرة بمعاملتهم كرهائن؟». وأضاف: «رددنا على ذلك وسنواصل الرد. الإنذار وحده ليس كافيا. هناك خطوات سنقوم باتخاذها، ونخطط لها. وسنواصل اتخاذ إجراءاتنا حتى تقوم هولندا بتقديم اعتذارها... ننتظر من هولندا اعتذاراً مكتوبا إلى الشعب التركي».
وردا على سؤال حول كيفية تجاوز الأزمة بين البلدين، أشار الوزير التركي إلى أن «هذه الحادثة لن تمر مرور الكرام ولن تبقى دون ردّ... بدأنا بالرد، وطلبنا من السفير الهولندي الموجود في الخارج عدم العودة إلى تركيا، لا يمكنه الدخول».
وأوضح جاويش أوغلو أنه عرض على نظيره الهولندي «إقامة فعاليات مع الجالية التركية عقب الانتخابات العامة في هولندا المقرر إجراؤها الأربعاء المقبل، إذا كانت هناك مشكلة في هذا الإطار، إلا أن رئيس الوزراء مارك روته، تصرف بعقلية فاشية، وردّ بوقاحة».
وأعلنت الحكومة الهولندية رفضها الاعتذار لسلطات تركيا على ما قامت به في حق وزيرة الأسرة التركية، قائلة إننا لن نرد بالمثل بشأن العقوبات. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أمس إنه سيفعل كل شيء لنزع فتيل المواجهة الدبلوماسية مع تركيا، التي وصفها بأسوأ أزمة تشهدها بلاده في سنوات.
وكان رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الهولندي بعد اندلاع الأزمة. وقالت مصادر إعلامية تركية إن مارك روته أعرب ليلدريم عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع، وشدد رئيسا الوزراء على أهمية نزع فتيل الأزمة بين البلدين.
وقبل ذلك هدد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم برد قاس على ممارسات السلطات الهولندية التي وصفها بـ«غير المقبولة بأي حال»، مرجعا ما فعلته السلطات الهولندية إلى مناخ الانتخابات التي ستجرى الأربعاء.
من جانبه، وصف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين موقف الحكومة الهولندية تجاه الوزيرين التركيين بـ«الفضيحة الدبلوماسية»، قائلا إن هذا يعد يوماً أسود للديمقراطية الأوروبية.
من جانبه، استبعد وزير الاقتصاد والتجارة التركي نهاد زيبكجي تطبيق عقوبات اقتصادية على هولندا قائلا إنه «عند الإقدام على مثل هذه الخطوات سيلحق الضرر بالطرفين، وعلينا أن نرى من سيستفيد من ذلك وألا نسعدهم... من السهل جداً هدم كل شيء».
وبلغ التوتر بين تركيا وهولندا ذروته السبت بواقعتين، حاولت تركيا في الأولى إرسال وزير خارجيتها إلى هولندا لعقد لقاء جماهيري مع المهاجرين الأتراك الهولنديين في روتردام دعما لحملة ترويج لتعديلات دستورية ستطرح في استفتاء في 16 أبريل (نيسان) المقبل لمنح الرئيس رجب طيب إردوغان صلاحيات جديدة. ورفضت هولندا التي طلبت من الوزير عدم الحضور منح طائرته الإذن بالهبوط. فيما وصلت وزيرة الأسرة التركية من ألمانيا وحاولت مخاطبة حشد كبير في روتردام، فأوقفتها الشرطة الهولندية وأعلنتها شخصا غير مرغوب فيه واقتادتها للحدود الألمانية.
وفي الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، فرقت الشرطة العسكرية حشدا مؤلفا من نحو ألفي مؤيد لإردوغان تظاهروا رافعين الأعلام التركية أمام القنصلية التركية في روتردام مستخدمة الأحصنة ومدافع المياه.
ويعيش نحو 500 ألف مهاجر تركي وأبناؤهم في هولندا، وأغلبهم يحمل جنسية مزدوجة ويحق له التصويت في البلدين. وقد عادت وزير الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية فاطمة بتول صيان كايا إلى إسطنبول أمس قادمة من كولونيا الألمانية على متن طائرة خاصة.
وقالت في تصريحات في مطار أتاتورك في إسطنبول إن الحرية كانت معلقة في هولندا بأول من أمس (السبت)، وحق التجمع داسته الأقدام، مبينة أن الشرطة الهولندية تعاملت مع الجالية التركية بطريقة غير إنسانية، وأن الشرطة الهولندية ألقت القبض على مساعدها و5 من الطاقم المرافق لها، وأنها تعرضت لمعاملة غير إنسانية ولا أخلاقية، وعاشت ليلة في غاية المرارة بهولندا التي تتحدث عن الديمقراطية، لافتة إلى أن المعاملة اللاإنسانية التي تعرضت لها في هولندا، أمر لا يمكن قبوله.
وأرجعت هولندا قرار سحب تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية قبل توجهه إليها، إلى «أسباب أمنية». وفي إطار تعليقه على طرد وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة بتول صايان كايا من هولندا، قال رئيس بلدية روتردام أحمد أبو طالب المنحدر من أصول مغربية إن القنصل التركي في روتردام سادين آي يلديز كذب عليه متعمداً، وزوده بمعلومات مغلوطة عن مضمون زيارة الوزيرة التركية في بلاده. وقال: «أكد لي أن الوزيرة قدمت إلى هولندا بغرض الزيارة والتجول وليس من أجل إلقاء خطاب سياسي أمام الجالية التركية. لكن التطورات اللاحقة وتحقيقاتنا أظهرت عكس ذلك، وتأكدنا من أنها تعتزم إلقاء كلمة سياسية، فبادرنا إلى منع ذلك. لقد تعرضت لخداع كبير من قبل القنصل التركي في روتردام».
وانتقد أبو طالب وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أهل روتردام وهولندا عامة بـ«فلول النازيين» بقوله إن «أهل روتردام هم من عانوا أكبر الآلام عندما قصف النازيون المدينة عام 1945». وواصل قائلاً: «ولذلك اعترضنا على قيام الوزيرة التركية بدعاية سياسية على أراضينا، وهذا هو السبب الذي يكمن وراء منعنا الوزيرة من دخول القنصلية التركية في روتردام وترحيلها من الحدود الهولندية».
واعتبر محللون أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سعى إلى تصعيد هذه الأزمة وتحويلها إلى فرصة من أجل الدعاية لصالح الاستفتاء الشعبي على تعديلات الدستور لإقرار النظام الرئاسي.
في السياق ذاته، تظاهر أتراك أمام سفارة هولندا في أنقرة وأمام قنصليتها في إسطنبول، للتعبير عن رفضهم منع هولندا زيارة الوزراء الأتراك وقام المتظاهرون في إسطنبول بنزع العلم الهولندي وتعليق العلم التركي على القنصلية الهولندية وتقدمت الحكومة الهولندية بشكوى لنظيرتها التركية.
كما دعا كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، حكومة بلاده إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية مع هولندا على خلفية «الفضيحة» التي ارتكبتها الأخيرة.
وقال خلال مشاركته في لقاء شعبي في أضنة جنوب البلاد إنه إذا كانت هولندا لا تسمح لوزير خارجية الجمهورية التركية بدخول أراضيها: «فإنني أوجه دعوة إلى الحكومة، من فضلكم علقوا علاقاتنا مع هولندا، وسنقدم لكم كل الدعم». وأكد أن حزبه يرفض هذه الممارسات ويدينها بكل الأشكال.



إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
TT

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن، اليوم (الخميس).

وأُحرقت السيارة الخالية التي وُضعت على سقفها لافتة كُتب عليها «عيد حانوكا سعيد» بينما كانت متوقفة عند منزل، بحسب ما أظهرت صور بثّتها شبكة «إيه بي سي».

وذكرت شرطة فيكتوريا، في بيان، أن «الحريق المشبوه» وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن.

وتم إخلاء المنزل كإجراء احترازي.

وقالت الشرطة إن «المحققين تعرّفوا على شخص قد يكون قادراً على مساعدتهم في تحقيقهم ويجرون عمليات بحث بشأن مكانه».

وشددت السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية بعد إطلاق النار الذي استهدف حفلاً لمناسبة «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وقال الحاخام إيفي بلوك من كنيس حاباد في سانت كيلدا إنه من الواضح أن حادثة إحراق السيارة تندرج في إطار الاعتداءات المعادية للسامية.

وأفاد لوكالة الصحافة الفرنسية: «نشكر الله لأن أحداً لم يتعرض إلى الأذى... لكن ما يجري هو تصعيد متواصل مع تكرار هذه الأحداث».

وأضاف: «لا يشعر أفراد جاليتي اليهودية في سانت كيلدا وملبورن بالأمان في منازلهم وبلدهم».


تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
TT

تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)

أدانت المفوضية الأوروبية ومسؤولون في الاتحاد، الأربعاء، بشدة العقوبات الأميركية المفروضة على خمس شخصيات أوروبية ذات صلة بتنظيم قطاع التكنولوجيا، ومن بينها المفوض السابق تييري بروتون.

كانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، الثلاثاء، حظر منح تأشيرات دخول لبروتون وأربعة نشطاء، متهمة إياهم بالسعي إلى «إجبار» منصات التواصل الاجتماعي الأميركية على فرض رقابة على وجهات النظر التي يعارضونها.

وصعّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجماتها على قواعد الاتحاد الأوروبي بعدما فرضت بروكسل في وقت سابق من هذا الشهر غرامة على شركة «إكس» التابعة لإيلون ماسك، لانتهاكها بنود قانون الخدمات الرقمية (DSA) المتعلقة بالشفافية في الإعلانات وطرقها، لضمان التحقق من المستخدمين، ومن أنهم أشخاص حقيقيون.

«محاولة للطعن في سيادتنا»

وجاء في بيان صادر عن المفوضية: «لقد طلبنا توضيحات من السلطات الأميركية وما زلنا على تواصل معها. وإذا لزم الأمر، فسنرد بسرعة وحزم للدفاع عن استقلاليتنا التنظيمية ضد الإجراءات غير المبررة».

وأضافت: «تضمن قواعدنا الرقمية بيئة عمل آمنة وعادلة ومتكافئة لجميع الشركات، ويتم تطبيقها بشكل عادل ودون تمييز»، مشددة على أن «حرية التعبير حق أساسي في أوروبا، وقيمة جوهرية مشتركة مع الولايات المتحدة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت المفوضية إن «الاتحاد الأوروبي سوق موحدة مفتوحة وقائمة على القواعد، وله الحق السيادي في تنظيم النشاط الاقتصادي، بما يتماشى مع قيمنا الديمقراطية والتزاماتنا الدولية».

بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن «قرار الولايات المتحدة فرض قيود على سفر مواطنين ومسؤولين أوروبيين غير مقبول»، وإن «فرض أميركا قيوداً على سفر مواطنين ومسؤولين أوروبيين محاولة للطعن في سيادتنا».

وأضافت أن أوروبا «ستواصل الدفاع عن قيمها والقواعد الرقمية العادلة والحق في تنظيم فضائنا الخاص».

«يرقى إلى مستوى الترهيب»

ونددت دول في الاتحاد الأوروبي بالإجراء الأميركي.

وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أن حظر التأشيرات «يرقى إلى مستوى الترهيب والإكراه ضد السيادة الرقمية الأوروبية».

وقال على «إكس»: «تدين فرنسا قرارات تقييد التأشيرات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد تييري بروتون وأربع شخصيات أوروبية أخرى»، مؤكداً أن الأوروبيين سيواصلون الدفاع عن «سيادتهم الرقمية» و«استقلالهم التنظيمي».

بدوره، أعلن متحدث ​باسم الحكومة البريطانية، الأربعاء، أن بريطانيا ملتزمة بدعم الحق في حرية التعبير. وقال في بيان نقلته وكالة «رويترز»: «مع أن كل ⁠دولة تمتلك الحق في ‌وضع قواعد التأشيرات ‍الخاصة بها، إلا أننا ‍ندعم القوانين والمؤسسات التي تعمل على إبقاء (شبكة) الإنترنت خالية من ​المحتوى الأكثر ضرراً».

وأضاف: «يجب ألا تُستخدم ⁠منصات التواصل الاجتماعي لنشر مواد الاستغلال الجنسي للأطفال أو التحريض على الكراهية والعنف أو نشر معلومات زائفة ومقاطع فيديو لهذا الغرض».

وفي برلين، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن القرار «غير مقبول»، مضيفاً: «يضمن قانون الخدمات الرقمية أن أي نشاط غير قانوني خارج الإنترنت، يكون غير قانوني أيضاً عبر الإنترنت».

«إجراءات غير مقبولة بين الحلفاء»

كما دانت وزارة الخارجية الإسبانية حظر التأشيرات، منددة بـ«إجراءات غير مقبولة بين الشركاء والحلفاء».

وقالت في بيان: «تعرب الحكومة الإسبانية عن تضامنها مع المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون وقادة منظمات المجتمع المدني الذين يكافحون التضليل وخطاب الكراهية»، مشددة على أن ضمان «مساحة رقمية آمنة» أمر «أساسي للديمقراطية في أوروبا».

وشمل الحظر بروتون، المسؤول الأوروبي السابق عن تنظيم قطاع التكنولوجيا، الذي غالباً ما تصادم مع كبار النافذين فيه مثل ماسك بشأن التزاماتهم قواعد الاتحاد الأوروبي.

كما استهدف الإجراء عمران أحمد من مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH)، وهي منظمة تحارب الكراهية عبر الإنترنت والمعلومات المضللة والكاذبة، وآنا لينا فون هودنبرغ وجوزفين بالون من منظمة «هايت إيد» (HateAid) الألمانية، وكلير ميلفورد التي تقود مؤشر التضليل العالمي (GDI) ومقره المملكة المتحدة.

«إدارة تحتقر سيادة القانون»

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية والخدمات ستيفان سيجورنيه، الأربعاء، إن العقوبات الأميركية على سلفه، لن تمنعه من القيام بعمله.

وكتب على منصة «إكس»: «لقد عمل سلفي تييري بروتون بما يخدم المصلحة العامة الأوروبية، ملتزماً بالتفويض الذي منحه الناخبون عام 2019».

وأضاف: «لن تسكت أي عقوبة سيادة الشعوب الأوروبية. تضامني الكامل معه ومع جميع الأوروبيين المتضررين».

ونددت منظمة «هايت إيد» بالعقوبات. ووصفت في بيان الخطوة الأميركية بأنها «عمل قمعي من قبل إدارة تحتقر سيادة القانون بشكل كبير، وتحاول بكل الوسائل إسكات منتقديها».

ويقود ترمب هجوماً كبيراً على قواعد التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي التي تفرض لوائح على ضوابط مثل الإبلاغ عن المحتوى الإشكالي، وهو ما تعده الولايات المتحدة هجوماً على حرية التعبير.

وقد نددت واشنطن بالغرامة البالغة 140 مليون دولار التي فرضها الاتحاد الأوروبي في بداية ديسمبر (كانون الأول) على منصة «إكس» المملوكة لماسك، ووصفها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنها «هجوم على جميع منصات التكنولوجيا الأميركية والشعب الأميركي من جانب حكومات أجنبية».


ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
TT

ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)

أقرت ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا، الأربعاء، حزمة واسعة من القواعد الجديدة المتعلقة بحيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب، وذلك عقب واقعة إطلاق النار العشوائي التي حدثت على شاطئ بونداي، وأدت إلى فرض «قيود على حيازة الأسلحة النارية» وحظر عرض «الرموز المتعلقة بالإرهاب» في الأماكن العامة، و«تعزيز صلاحيات الشرطة للحد من الاحتجاجات».

وأقر برلمان ولاية نيو ساوث ويلز مشروع قانون لتعديل تشريع الإرهاب وتشريعات أخرى، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد أن وافقت الغرفة العليا في البرلمان عليه، بغالبية 18 صوتاً مقابل 8 أصوات، خلال جلسة طارئة.

كريس مينز رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز (رويترز)

وقال كريس مينز، رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، إن بعض السكان في الولاية يرفضون حزمة التعديلات ‌الصارمة، لكنه أكد ‌أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على سلامة ‌المواطنين.

يأتي ​ذلك ‌في أعقاب إطلاق النار الذي وقع في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خلال احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي، وأدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات.

وأضاف مينز للصحافيين: «لقد تغيّرت سيدني وولاية نيو ساوث ويلز إلى الأبد نتيجة ذلك العمل الإرهابي».

وكانت الغرفة الأدنى في البرلمان أقرت مشروع القانون، الثلاثاء، بدعم من «حزب العمال» الحاكم المنتمي إلى تيار يسار الوسط، و«حزب الأحرار» المعارض، فيما عارض «الحزب الوطني» إجراء تعديلات على تشريعات الأسلحة، قائلاً إن «وضع حد لحيازة الأسلحة سيضر بالمزارعين».

وأدى هجوم بونداي المسلح، الأكثر ‌إزهاقاً للأرواح في أستراليا منذ نحو ‍3 عقود، إلى إطلاق دعوات لتشديد قوانين الأسلحة النارية، واتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد معاداة السامية.

خبراء الأدلة الجنائية خلال معاينة جثة أحد الضحايا بموقع إطلاق النار بشاطئ بونداي في سيدني (أرشيفية - إ.ب.أ)

وتنص القوانين الجديدة على أن يكون الحد الأقصى لمعظم التراخيص الممنوحة للأفراد هو 4 قطع من الأسلحة النارية، مع السماح بما يصل إلى 10 للمزارعين.

وتعتقد الشرطة أن المسلحَين المشتبه في تنفيذهما الهجوم استلهما أفكارهما من تنظيم «داعش» الإرهابي. وقُتل أحد المنفذَين واسمه ساجد أكرم (50 عاماً) برصاص الشرطة، في حين اتُّهم ابنه نافيد (24 عاماً) بارتكاب 59 جريمة؛ منها القتل والإرهاب.

لكن جماعات ناشطة نددت بالقانون، وأشارت إلى عزمها الطعن فيه دستورياً. وقالت جماعات «فلسطين أكشن» و«يهود ضد الاحتلال» و«بلاك كوكاس»، إنها ستتقدم بطعن قانوني ضد ما وصفتها بأنها «قوانين قمعية مناهضة للاحتجاج» جرى تمريرها على عجل في برلمان الولاية.

وأضافت في بيان: «من الواضح أن حكومة (الولاية) تستغل هجوم بونداي المروع للدفع بأجندة سياسية تقمع المعارضة السياسية وانتقاد إسرائيل، وتحد من الحريات الديمقراطية».

لقطة من فيديو بصفحة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي بمستشفى في سيدني السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمَين خلال هجوم شاطئ بونداي (أ.ف.ب)

وتوعد رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، بتشديد الإجراءات ضد خطاب الكراهية، إذ تعتزم الحكومة الاتحادية تقديم تشريعات لتسهيل ملاحقة من يروجون للكراهية والعنف، وإلغاء أو رفض منح التأشيرة لأي شخص متورط في خطاب الكراهية.

ورداً على الانتقادات الموجهة للحكومة بأنها لا تبذل جهوداً كافية ‌للحد من معاداة السامية، قال ألبانيزي إنه تحدث إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، الثلاثاء، ودعاه إلى إجراء زيارة رسمية لأستراليا في أقرب وقت ممكن.

اعتقال مؤيد

وفي السياق ذاته، قالت شرطة أستراليا الغربية إن رجلاً اعتقل في بيرث عقب تحقيق في كتابته «تعليقات معادية للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي». وبعد ساعات من الهجوم المميت على احتفال يهودي بشاطئ بونداي تردد أن الرجل أبدى دعمه لمطلقَي النار عبر تطبيق «إنستغرام». ونقلت وسائل الإعلام المحلية المنشور الذي يقول: «أدعم مائة في المائة مطلقَي النار في نيو ساوث ويلز. الحق في الدفاع عن النفس ضد اليهود، وكل اليهود المستقبليين». واتُّهم الرجل، الذي يبلغ 39 عاماً، «بارتكاب سلوك يهدف إلى المضايقة العنصرية، وحمل أو حيازة سلاح ممنوع، وتخزين سلاح ناري ومواد ذات صلة في مخزن غير ملائم».

رواد شاطئ بونداي يفرون بعد إطلاق النار (أ.ف.ب)

وصادرت الشرطة كثيراً من الأسلحة المسجلة، وكذلك كمية من الذخيرة عند تنفيذ مذكرة تفتيش بمنزل الرجل، الثلاثاء، في إطار «عملية دالوود» التي أطلقتها شرطة أستراليا الغربية عقب الهجوم الإرهابي بشاطئ بونداي. وقالت نائبة رئيس وزراء أستراليا الغربية، ريتا سافيوتي، في مؤتمر صحافي الأربعاء، إن الشرطة عثرت «على أسلحة ممنوعة وأعلام على صلة (بميليشيا) حزب الله و(حماس)». وقالت شبكة «إيه بي سي» الأسترالية إن ممثلي الادعاء قالوا، أمام إحدى محاكم بيرث، إن قائمة تسوق لإعداد قنبلة، و6 بنادق مسجلة، ونحو 4 آلاف طلقة، عثر عليها في مقر سكن الرجل».