مطار الموصل في قبضة القوات العراقية

جنود أميركيون خارج عربتهم المدرعة في قاعدة مشتركة مع الجيش العراقي جنوب الموصل (إ.ب)
جنود أميركيون خارج عربتهم المدرعة في قاعدة مشتركة مع الجيش العراقي جنوب الموصل (إ.ب)
TT

مطار الموصل في قبضة القوات العراقية

جنود أميركيون خارج عربتهم المدرعة في قاعدة مشتركة مع الجيش العراقي جنوب الموصل (إ.ب)
جنود أميركيون خارج عربتهم المدرعة في قاعدة مشتركة مع الجيش العراقي جنوب الموصل (إ.ب)

دخلت قوات جهاز مكافحة الإرهاب اليوم (الجمعة)، إلى أول أحياء مدينة الموصل في الجانب الغربي منذ انطلاق العمليات العسكرية قبل أربعة أشهر لاستعادة المدينة، حسبما أفاد ضابط رفيع في قوات النخبة.
وقال الفريق سامي العارضي إنّ رجاله استعادوا السيطرة على قاعدة الغزلاني وقرية في جنوب غربي المدينة ودخلوا المأمون أول الأحياء السكنية، مضيفا: «هاجمنا وسيطرنا بالكامل على معسكر الغزلاني وتمكنا أيضًا من تحرير قرية تل الريان واقتحمنا كذلك حي المأمون».
واستعادت القوات العراقية السيطرة على الجانب الشرقي من مدينة الموصل بشكل كامل قبل شهر، وشنت هجوما جديدًا الأحد على الجانب الآخر الذي يقع في الضفة الغربية لنهر دجلة.
كما أفادت مصادر عسكرية عراقية عن استمرار عمليات التطهير والتفتيش عن الألغام والمتفجرات في مطار الموصل اليوم، وذلك بعد فرض القوات العراقية كامل سيطرتها على مدرج وصالات المطار.
من جانبه، كشف الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، أنه بعد تحرير المطار بشكل كامل، تقدمت قوات الشرطة الاتحادية باتجاه حي الطيران، أول أحياء الجانب الأيمن من الموصل.
في السياق، فقد تمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من تحرير معسكر الغزلاني، حسب ما أكد قائد عمليات قادمون يانينوى الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله صباح اليوم.
وكان المعسكر قد شهد في وقت سابق من اليوم، ولليوم الثاني على التوالي، معارك بين القوات العراقية وتنظيم داعش، بعد توغل القوات العراقية إلى قلب المعسكر قبل أن تتمكن من تحريره، ورفع العلم العراقي فوق المباني.
أما في الجنوب الغربي للموصل، فقد أكدت مصادر عسكرية انهيار الخطوط الدفاعية لـ«داعش» في أحياء المأمون وتل الرمان، بعد اقتحامها من قبل القوات العراقية المسنودة من طيران التحالف الدولي، وسلاح الجو العراقي ولا تزال المعارك والتقدم مستمرين هناك.
ومنذ انطلاق العملية استعادت القوات العراقية عددا من القرى الواقعة في الضواحي الجنوبية للمدينة. وأعلنت السلطات اليوم، استعادة السيطرة على مطار الموصل بالكامل في الضاحية الجنوبية للجانب الغربي لمدينة الموصل.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.