«العفو الدولية» تتهم قادة في العالم بنشر خطاب الكراهية

خوسيه نويل أولانو رئيس مكتب الفلبين لمنظمة العفو الدولية يتحدث خلال مؤتمر صحافي بعد إطلاق التقرير السنوي للمنظمة في مدينة كويزون شرق مانيلا (رويترز)
خوسيه نويل أولانو رئيس مكتب الفلبين لمنظمة العفو الدولية يتحدث خلال مؤتمر صحافي بعد إطلاق التقرير السنوي للمنظمة في مدينة كويزون شرق مانيلا (رويترز)
TT

«العفو الدولية» تتهم قادة في العالم بنشر خطاب الكراهية

خوسيه نويل أولانو رئيس مكتب الفلبين لمنظمة العفو الدولية يتحدث خلال مؤتمر صحافي بعد إطلاق التقرير السنوي للمنظمة في مدينة كويزون شرق مانيلا (رويترز)
خوسيه نويل أولانو رئيس مكتب الفلبين لمنظمة العفو الدولية يتحدث خلال مؤتمر صحافي بعد إطلاق التقرير السنوي للمنظمة في مدينة كويزون شرق مانيلا (رويترز)

اتهمت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي اليوم (الأربعاء) بعض قادة العالم أبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب إردوغان بنشر خطاب من الكراهية وصفته بـ«السام» يشوه صورة مجموعات محددة ويزيد من الانقسام والخطورة في العالم.
وجاء في تقرير المنظمة «أصبح تأجيج الخوف والانقسام عنصرًا خطرًا في الشؤون الدولية، فمن دونالد ترمب في الولايات المتحدة إلى فيكتور أوروبان في المجر، ومن رجب طيب إردوغان في تركيا (خصوصًا بعد حملة الاعتقالات التي وصفتها منظمات حقوقية بالتطهير في أعقاب انقلاب يوليو (تموز) الفاشل) إلى رودريغو دوتيرتي في الفلبين، يتزايد عدد السياسيين الذين يقولون عن أنفسهم إنهم ضد المؤسسة التقليدية ممن يتبنون برامج سامة تقوم على ملاحقة جماعات كاملة من البشر وتجريدها من إنسانيتها وجعلها كبش فداء».
وتابع التقرير أن «سياسات شيطنة الآخر السائدة في الوقت الراهن تروج من دون حياء لفكرة مفادها أن هناك بشرًا أدنى إنسانيًا من غيرهم، وهو الأمر الذي ينزع الصفة الإنسانية عن جماعات بكاملها من البشر»، وأول المستهدفين بهذه السياسات بحسب التقرير هم «اللاجئون».
وأشار التقرير تحديدًا إلى المرسوم الذي أصدره ترمب وحظر مؤقتًا الهجرة والسفر من سبع بلدان ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، قبل أن يعلقه القضاء الأميركي، وإلى الاتفاق «غير القانوني والمتهور» الذي أُبرم بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، والذي يسمح بإعادة طالبي لجوء إلى تركيا.
وعددت المنظمة الحقوقية 36 دولة «انتهكت القانون الدولي» إذ «أقدمت بشكل غير مشروع على إعادة لاجئين إلى بلدان تتعرض فيها حقوقهم للخطر». وشدد التقرير على أن خطاب الكراهية ونبذ الآخر له تأثير مباشر على الحقوق والحريات، ذاكرًا في هذا الصدد أن «بعض حكومات العالم غضت بصرها عن جرائم حرب، واندفعت لإبرام اتفاقات تقوض الحق في طلب اللجوء، وأصدرت قوانين تنتهك الحق في حرية التعبير، وحرضت على قتل أشخاص لمجرد أنهم اتهموا بتعاطي المخدرات، وبررت ممارسات التعذيب وإجراءات المراقبة الواسعة، ومددت الصلاحيات الواسعة الممنوحة للشرطة».
وقال المسؤول في المنظمة جون دالويسن إن خطاب استهداف الآخر ليس حكرًا على القادة المتطرفين، بل اعتمدته أيضًا «أحزاب توصف بأنها وسطية (...) بشكل مبطن أحيانًا، وبصورة أكثر صراحة أحيانًا أخرى».
وعدد دالويسن أمثلة، فذكر أن «الخطاب الذي يجرد الناس من إنسانيتهم، هو حين يصف رئيس الوزراء المجري المهاجرين بـ(السم)، هو حين يتحدث (النائب الهولندي من أقصى اليمين) غيرت فيلدرز عن (الرعاع المغاربة)، هو أيضًا حين يكتب رئيس الوزراء الهولندي رسالة مفتوحة تدعو المهاجرين إلى التصرف بصورة (طبيعية) أو العودة إلى ديارهم».
وشدد على أن الأجانب والمسلمين هم «الأهداف الرئيسة للديماغوجية الأوروبية»، مشيرا إلى أنهم «يقدمون على أنهم يشكلون خطرا على الأمن والهوية الوطنية، ويسرقون الوظائف ويستغلون نظام الضمان الاجتماعي».
وفي فرنسا، حيث عرضت المنظمة بصورة استثنائية تقريرها السنوي في حين أن مقرها في لندن، نددت بالقيود المفروضة على الحقوق الأساسية في سياق الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب، وخصوصًا حال الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وتم تمديدها منذ ذلك الحين.
ويشير التقرير الذي يغطي الفترة الممتدة من نهاية 2015 إلى نهاية 2016، إلى أن «0.3 في المائة فقط من التدابير المرتبطة بحال الطوارئ أفضت إلى تحقيق قضائي في مسائل إرهاب». في المقابل، قالت رئيسة المنظمة في فرنسا كاميل بلان إن «تدابير الإقامة الجبرية أدت إلى خسارة هؤلاء الأشخاص وظائفهم أو تهميشهم».
واعتبرت المنظمة أن «فرنسا لم تتحمل مسؤولياتها على الصعيد الدولي» فيما يتعلق باستقبال اللاجئين، وهي لا تؤمن الحماية الكافية للاجئين والمهاجرين الموجودين على أرضها. وقالت بلان إنه «في إطار الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجري هذا العام، تقف فرنسا عند مفترق طرق بالنسبة لحقوق الإنسان، مما يعكس توجهًا عالميًا، وعلى المواطنين ألا يقعوا في فخ هذه الخطابات التي تقود إلى الكراهية أو الخوف أو الانطواء على الذات».
وإزاء تخلي القوى الكبرى عن الكفاح من أجل احترام الحقوق والحريات، وتقاعس الدول حيال الفظاعات والأزمات في دول مثل سوريا واليمن وجنوب السودان، دعت المنظمة الأفراد إلى التعبئة والتحرك، وقال رئيسها سليل شيتي إن «عام 2017 سيكون سنة المقاومة»، مؤكدًا «أننا نضع آمالنا في الشعب».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.