رصد 3 آلاف حالة انتهاك في «الضالع» اليمنية

رصد 3 آلاف حالة انتهاك في «الضالع» اليمنية
TT

رصد 3 آلاف حالة انتهاك في «الضالع» اليمنية

رصد 3 آلاف حالة انتهاك في «الضالع» اليمنية

رصدت اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في إدعاءات انتهاكات حقوق الإنسان عبر نزول فريقها الميداني إلى محافظة الضالع 686,3 آلاف حالة انتهاك بحق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة في المحافظة منذ العام 2011 وحتى العام الجاري.
وقال فريق اللجنة الوطنية في تقرير نشرته وكالة الأنباء اليمنية "إنهم حققوا في 141 حالة انتهاك، وقاموا برصد وتوثيق 545,3 آلاف حالة انتهاك أخرى ارتكبت جميعها بحق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".
وأضاف أن "الانتهاكات التي تم رصدها وتوثيقها والتحقيق فيها, ليست جميع الانتهاكات التي حدثت في المحافظة، وإنما التي تمكنت اللجنة من الوصول إليها أثناء فترة النزول الميداني"، مبينا أنها تتوزع بين قتل خارج إطار القانون، وتفخيخ منازل وتفجيرها، وقصف منازل ومنشآت حكومية وتعليمية، وإخفاء قسري، وتعذيب".
وأشار التقرير إلى أنه تمكن من رصد وتوثيق 226 حالة قتل لمدنيين في مديرية دمت وحدها، مفيداً بأن الضحايا قتلوا بواسطة القنص المباشر، والاستهداف بالقذائف، وانفجار الألغام، منوها أن "الألغام التي زرعتها الميليشيا الإنقلابية في الطرقات العامة وداخل القرى السكنية ومزارع المواطنين في المحافظة أسفرت عن مقتل 20 مدنياً بينهم 13 طفل وامرأة"، مضيفا أن "عدد الجرحى من المدنيين في دمت التابعة للضالع بلغ 762 جريحاً، بينهم ما يقارب 60% نساء وأطفال، ورصد وتوثيق 22 حالة اختطاف وتعذيب لمدنيين بينهم خمسة نشطاء حقوقيين".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.