انتقد عبد الله فرج الصقر أول مدير لمكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية (سابقا) وأحد خبراء ومؤرخي الرياضة السعودية حاليا فريق توثيق بطولات الرياضة في البلاد التي أعلنت أول من أمس نتائجها برئاسة تركي الخليوي رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد. وأكد الصقر في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة لم تعتمد على أسس صحيحة كما أنها لم تستعن بالعدد الكافي من الخبراء، حيث تركزت على أسماء شابة لا يمكن لهم أن يكونوا قادرين على توثيق الرياضة والعمل بعيدا عن الميول والضغوط وغيرها، وهو ما تسبب في مشكلة كبرى أدت إلى اعتراضات متعددة وصادمة من جانب الأندية السعودية الأربعة مثل الاتحاد والأهلي والنصر والشباب فضلا عن أندية أخرى.
وكشف الصقر على أنه دعي عبر رسالة «واتساب» للتعاون مع هذه اللجنة لكنه تجاهلها لكونها تمثل نوعًا من الإهانة لتاريخه، حيث كان من الأجدى التواصل معه هاتفيا على الأقل هذا فضلا عن أنه من باب الاحترام والتقدير زيارة الشخص في منزله أو دعوته لمكان لقاء معتبر ليتم التباحث معه حول المشروع الذي سيتم مشاركته فيه. واعترف أن الهلال لا يمكن التشكيك في أنه الأكثر بطولات في لعبة كرة القدم لكن لا يمكن الجزم بعدد بطولاته سواء في كرة القدم أو الألعاب الأخرى لأن اللجنة لم تضم الخبراء القادرين على حسم هذا الموضوع بشكل مقنع للشارع الرياضي السعودي.
وشدد على أن الواضح من أعضاء اللجنة أن غالبيتهم من «مجموعة واحدة» وبينهم علاقات خاصة وقوية، ولذا قد يطغى جانب المجاملات في العمل وقد يتم الانجراف نحو منحى واحد مما يفقد العمل المصداقية والإقناع للشارع الرياضي ومن هناك تكمن المشكلة.
الفرج أحد أبرز خبراء وموثقي الرياضة السعودية كان له حوار مطول مع «الشرق الأوسط»، فكان التالي:
* بداية كيف ترى عمل فريق توثيق البطولات التي أعلنت نتائجها يوم الأحد الماضي في مؤتمر صحافي عُقد في العاصمة الرياض؟ وهل ترى أن ما توصلت إليه اللجنة مقنع؟
- مع كل احترامي لهذه اللجنة، فإنها لم تنجح في مهامها، لأنها لم تعلن المعايير التي استندت عليها، كما أنها لم تستعِن بالعدد الكافي من الخبراء من أجل الرصد لتاريخ طويل وحافل منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، والجميع يعلم أن السعودية في مساحتها تمثل قارة، وأيضًا مَن تمت الاستعانة بهم من الوجوه الشابة التي لم تكن قد عاصرت الأجيال السابقة، هذا فضلا عن كون اللجنة تضم أسماء لها ميول معروفة ومعلنة يتقدمهم رئيسها تركي الخليوي، ولذا لا يمكن قبول نتائجها، لأن الأسس الحيادية على الأقل ليست متوافرة كما أن كثيرًا من العناصر الأساسية كانت غائبة، ولذا لا يمكن أن تلقى هذه اللجنة ونتائجها القبول.
* هل أنت معترض على خلاصة نتائج اللجنة، وأهمها أن الهلال الأكثر بطولات على مستوى الأندية السعودية في لعبة كرة القدم تحديدا؟
- لا، أبدًا، الهلال لا ينكر أحد أنه من أكثر الأندية تحقيقا للبطولات ولا يمكن أن أقلل من هذا الكيان الكبير الذي حقق المجد الكبير في الكرة السعودية، وعلى المستوى القاري، ولكن كما ذكرت الاعتراض هو على آلية عمل اللجنة ومعاييرها التي اختلف عليها المؤرخون الموثقون وحياديتها وعدم استعانتها بالعناصر الكافية من أسماء الخبرة وغيرها من الأمور الأساسية لجعل العمل والنتائج أكثر إقناعا.
* أنت خبير في المجال الرياضي بل وتعتبر رائد الرياضة الأول في المنطقة الشرقية بكونك أول مدير لمكتب رعاية الشباب سابقا، هل دعيت للعمل في اللجنة وأنت حاليا في صحة جيدة؟
- الإجابة عن هذا السؤال مؤلمة نفسيا بالنسبة لي، لأنني للأسف دعيت عبر رسالة «واتساب» من قبل شخص عرف نفسه بأنه تركي الخليوي، وذلك قبل أكثر من عام في أحد المناشط الرياضية التي جرت في المنطقة الشرقية، وقال المرسل عبر هذه الرسالة إنهم يريدون تشكيل فريق لتوثيق البطولات ويريدون تعاوني، ولم أرد على هذه الرسالة، لأنه كان بإمكان المرسل أن يتحدث معي هاتفيا تقديرا لي ويشرح لي بعض الأمور ويكون ضيفا عندي أو نلتقي في أي مكان يريد، إن أراد فعلا تعاوني معهم، وأنا في خدمة هذا الوطن وجندي من جنوده في أي مكان ولكن أن يتم التقليل من شأني برسالة فهذا الذي دعاني لتجاهل الرد عليه.
* هل تعتقد أن المنطقة الشرقية التي فيها خرج أول نادٍ بطل لآسيا (القادسية) وأول ناد يحقق بطولة خارجية في كرة القدم (الاتفاق)، بل وتميزت في الألعاب المختلفة وآخرها حصول نادي النور على بطولة آسيا لكرة اليد، وسبقه إليها مضر، ثم تأهلهما بشكل مباشر إلى مونديال الأندية، لا تستحق مَن يمثلها في فريق توثيق البطولات؟
- بكل تأكيد، تاريخ الرياضة في المنطقة الشرقية مشرف منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، ولذا يمكن أن أكون أكثر حيادية بالقول إن جميع مناطق المملكة كانت تستحق أن يوجد لها ممثلون، السعودية بحجم قارة ولذا حصر اللجنة على أسماء معينة يعتبر تقليلا من حق الرياضة السعودية.
* على ذكر الرياضة بالمنطقة الشرقية، من هو أول نادٍ تأسس فيها؟
- في بداية الثمانينات وحينما تم انتقال مسؤولية الأندية الرياضية لعدة وزارات، منها وزارة المعارف (التعليم حاليا) والشؤون الاجتماعية حتى وصلت إلى رعاية الشباب ثم الهيئة العامة للرياضة، كان هناك كثير من الأندية، فحضرت لجنة يوجد بها عباس حداوي، وهو حي يرزق وتمكن الاستعانة بخبراته إن كان قادرًا، ومع أشخاص ممن توفاهم الله، وقد أوصت بدمج بعض الأندية القريبة من بعضها، وشكلت على أساس ذلك لجنة بالشرقية رأسها المرحوم عبد العزيز التركي، وكنت أمينًا عامًا فيها، وتم اعتماد 15 ناديًا وأقيمت مسابقة في كرة القدم، وكان أول من حصل على البطولة نادي النهضة، ولذا لا يمكن القول إن هناك ناديًا هو الأقدم، لأنه حصل دمج وتغيرت أسماء، مثل الشعلة والوحدة باتت تحمل اسم القادسية حاليًا، ولكن يمكن القول إن الرياضة بدأت في «أرامكو» من خلال الموظفين الذين تعلموها من الموفدين والعمال الأجانب، وفي هذا تفاصيل كثيرة، ولذا يمكن القول إن الرياضة في الشرقية بدأت في الظهران، التي باتت ملاصقة لمدينة الخبر حاليًا.
* من خلال خبرتك الرياضية الطويلة، من هو النادي الأول في المملكة؟ هناك أحاديث أنه الوحدة وأخرى تقول الاتحاد..
- الأكيد أن كرة القدم في المملكة بدأت في مكة المكرمة في حي الأندلسية، وهذا لا خلاف عليه، وهناك في المنطقة الوسطى كانت أندية قيد التأسيس وتعتبر بعضها نواة حقيقية للأندية الكبيرة، مثل الشباب والنصر والهلال والرياض.
* هل تعتقد أن إعلان نتائج فريق توثيق البطولات سيؤثر على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الذي تنتظره مباراة قوية جدًا أمام المنتخب الياباني منتصف الشهر الحالي في الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال روسيا 2018؟
- لا أتمنى حصول ذلك، لأن منتخب الوطن يمثل الجميع، أثق في الوقت نفسه في أن العقلاء هم من يقدمون مصلحة وطنهم على مصالحهم ومصالح أنديتهم، الرياضة ترفع اسم الوطن، ولذا لا يمكن أن نساوم عليها أو نجعلها محل خلاف وفرقة، المهم أن يكون الجميع في بالغ الحكمة ويؤجل ما يريد أن يقوله من كلام قد يؤثر على مسيرة منتخب الوطن، مع إنني أكرر القول إن الثقة كبيرة بأن يتحمل الجميع مسؤوليته ولا يقوم بفعل غير مناسب أو قول يؤثر سلبيًا على الترابط خلف الأخضر.