«بريكست» تتحدى رئيسة الوزراء البريطانية أمام القضاء

«بريكست» تتحدى رئيسة الوزراء البريطانية أمام القضاء
TT

«بريكست» تتحدى رئيسة الوزراء البريطانية أمام القضاء

«بريكست» تتحدى رئيسة الوزراء البريطانية أمام القضاء

بدأت محكمة لندن العليا اليوم (الخميس)، النظر في قضية تتعلق بحق رئيسة الوزراء تيريزا ماي بدء عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي من دون تصويت في البرلمان.
وقد تؤدي القضية إلى تأخير عملية بريكست في حال نجاحها وتشكل مواجهة دستورية لا سابق لها بين المحاكم والحكومة.
وبدأت القضية بعد استفتاء 23 يونيو (حزيران)، الذي اختار فيه 52 في المائة من البريطانيين الانفصال عن الاتحاد الاوروبي في نتيجة صادمة أدّت إلى انخفاض سعر الجنيه الاسترليني وزيادة المخاوف الاقتصادية على المستوى العالمي.
وتجمع عدد من المحتجين المؤيدين أو الرافضين لرفع القضية أمام القضاء أمام محكمة لندن مع وصول المحامين إلى جلسة الاستماع الاولى.
وصرخ رجل يحمل علم الاتحاد الاوروبي "البرلمان يجب أن يصوت"، في حين وزع آخر منشورات تدعو الناس إلى تأييد التصويت على عملية بريكست.
وتشكل القضية تحديا لتأكيد رئيسة الوزراء أنّ لها الحق في تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة لبدء سنتين من المفاوضات بشأن انفصال بريطاينا عن الكتلة الاوربية.
وتقول الحكومة إنّها تتمتع "بصلاحيات ملكية" وهي صلاحيات تنفيذية تتيح لها التفاوض بشأن بريكست دونما الحاجة للعودة إلى البرلمان.
ولكن من يقفون وراء القضية ومن بينهم مديرة لصندوق استثماري ومصففة شعر ومغترب يعيش في فرنسا، يقولون ان العملية لا يمكن ان تتم من دون قانون يعتمده البرلمان.
وقالت جينا ميلر المشاركة في تأسيس صندوق "اس سي ام برايفت" الاستثماري ان على البرلمان ان يقرر بشأن شروط بريكست قبل ان تفعل ماي المادة 50. واضافت لوكالة الصحافة الفرنسية، "الامر لا يتعلق بالبقاء او المغادرة، انه يتعلق بكيفية المغادرة".
ويمثل جينا ميلر مكتب "ميشكون دو ريا" للمحاماة الذي احاط به مؤيدو بريكست في يوليو لأنّه وافق على الترافع في القضية.
وقالت ميلر التي شاركت في حملة البقاء في الاتحاد الاوروبي إنّ سبب عدم انضمام رجال اعمال آخرين الى قضيتها هو ان الناس "يخشون من قول رأيهم صراحة". واضافت "أنا نفسي تلقيت تهديدات بالقتل. ويبدو أنّ رأسي معلقة على بوابة الخونة" مشيرة الى القوس الذي كان يقاد اليه السجناء في برج لندن في القرن السادس عشر. واضافت "تعرضت شركتي للمقاطعة. هناك لؤم وقسوة. ولكني لن ارضخ للتخويف لأنني مقتنعة بان الاحتكام الى القانون في مصلحة الجميع".
ورغم ان ماي اتهمت اصحاب القضية بالسعي الى "تقويض" نتيجة الاستفتاء، قالت امس إنّها ستطلب من البرلمان فحص خطتها لبريكست قبل البدء رسميا بعملية الانفصال. لكنها لم توافق على ان يصوت البرلمانيون على خطتها قبل تفعيل المادة 50.
وردا على سؤال في مجلس العموم ان كان سيتم التصويت، اكتفت ماي بالقول إنّ "الفكرة القائلة بان البرلمان ليس قادرا على مناقشة وطرح اسئلة بشأن قضايا متعلقة (ببريكست) كانت بصراحة خاطئة تماما". مؤكّدة أنّ مناقشة البرلمان للخطة لن تغير نتيجة الاستفتاء بقولها للنواب إنّ "المملكة المتحدة ستنفصل عن الاتحاد الاوروبي. نحن لا نتساءل باي جزء من العضوية سنحتفظ".
وعدت ماي بأن تبدأ عملية بريكست بنهاية مارس (آذار)؛ لكنها قد تتأخر اشهر عدة إذا كسبت ميلر ومقدمو الشكوى بالقضية.
وقالت ميلر إنّ معركتها لا تتعلق بشركتها وإنّما بحقوق البرلمان من حيث المبدأ. واوضحت "اذا تجاوزناه او سجلنا سابقة بان رئيس الحكومة يمكن ان يقرر بشأن الحقوق التي نملكها والحقوق التي لا نملكها، فسنعود بالتالي الى كوننا دكتاتورية ونعود بالديمقراطية 400 سنة الى الوراء".



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».