عشرات القتلى والجرحى في تفجير هزّ القامشلي السورية.. و«داعش» يتبنى

التنظيم المتطرف يقول إنه استهدف قوات الأمن الكردية

عشرات القتلى والجرحى في تفجير هزّ القامشلي السورية.. و«داعش» يتبنى
TT

عشرات القتلى والجرحى في تفجير هزّ القامشلي السورية.. و«داعش» يتبنى

عشرات القتلى والجرحى في تفجير هزّ القامشلي السورية.. و«داعش» يتبنى

قال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّ تفجيرًا باستخدام شاحنة ملغومة أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه، أسفر عن مقتل نحو 50 شخصًا وإصابة عشرات آخرين في مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا بالقرب من الحدود التركية اليوم (الاربعاء).
وأفاد المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، بأنّ الهجوم "الذي استهدف شارعا يحوي قسما لقوات الامن الداخلي الكردي (الاسايش) وهيئتي الدفاع والعدل بالحي الغربي في مدينة القامشلي... هو الأضخم على الإطلاق في المدينة".
وأسفر التفجير الذي وقع في ساعة مبكرة من اليوم، عن مقتل 50 شخصًا على الاقل.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ان عدد القتلى "مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 140 جريحا بعضهم اصاباتهم بليغة".
كما أفاد إعلام النظام السوري بأنّ عدد القتلى بلغ 44 شخصًا.
وتسيطر القوات الكردية على معظم أنحاء محافظة الحسكة؛ وذلك بعد استعادة السيطرة عليها من قبضة التنظيم المتشدد العام الماضي. وتشارك وحدات حماية الشعب الكردية في القتال ضد المتطرفين الموجودين في محافظة حلب بغرب سوريا.
وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجير، وقال إنّه استهدف قوات الامن الكردية.
وكان التنظيم نفذ عددا من التفجيرات في مدينة القامشلي التي تقع بمحافظة الحسكة وفي مدينة الحسكة عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم.
وعرض التلفزيون السوري لقطات قال إنّها من مكان شهد تفجيرا وتظهر فيها آثار دمار كبير وكميات هائلة من الحطام متناثرة على الطريق وتصاعد أعمدة الدخان.
وكان التفجير قويا لدرجة أنّه حطم نوافذ متاجر في بلدة نصيبين التركية على الجانب الآخر من الحدود.
وقال شاهد إنّ شخصين أصيبا بجروح طفيفة في نصيبين.
وفي أبريل (نيسان)، أسفر تفجير انتحاري عن مقتل ستة من أفراد قوات الامن الداخلي الكردية التي تعرف باسم الاسايش.
وفي يوليو (تموز)، أدى تفجير انتحاري أعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عنه إلى مقتل 16 شخصا على الاقل في الحسكة.
وانتزعت وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مساحات واسعة من الاراضي من "داعش" في شمال شرقي سوريا العام الماضي، وتشارك الآن في هجوم تدعمه الولايات المتحدة حقق تقدما في مواجهة التنظيم المتشدد غربا قرب الحدود التركية.
ووضع الهجوم على"داعش" في منبج، ضغوطا كبيرة على التنظيم؛ إذ قطع كل طرق الخروج من المدينة.
وأحرزت قوات التحالف خلال الاسابيع القليلة الماضية تقدمًا مطردًا في سعيها لطرد من تبقى من عناصر التنظيم في المدينة.
وكانت المنطقة الواقعة تحت سيطرة "داعش" معبر امداد رئيسيا ربط التنظيم بالعالم الخارجي من خلال الحدود التركية - السورية التي استغلها التنظيم في نقل الأسلحة والمقاتلين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».