الحكومة المصرية تسعى لنيل ثقة البرلمان بتغيير ثلث أعضائها

رئيس الوزراء يلقي بيانه الأحد المقبل أمام مجلس النواب

الحكومة المصرية تسعى لنيل ثقة البرلمان بتغيير ثلث أعضائها
TT

الحكومة المصرية تسعى لنيل ثقة البرلمان بتغيير ثلث أعضائها

الحكومة المصرية تسعى لنيل ثقة البرلمان بتغيير ثلث أعضائها

أدى عشرة وزراء جدد في مصر أمس اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أربعة أيام فقط من إلقاء الحكومة بيانها أمام مجلس النواب (البرلمان). وشملت التعديلات في حكومة رئيس الوزراء شريف إسماعيل عودة وزارة قطاع الأعمال العام، وتغيير عدد من الوزارات الخدمية والاقتصادية، منها المالية والنقل، بما يشكل نحو ثلث الحكومة المكونة من 34 وزيرًا، في محاولة لتحسين أداء الحكومة التي يوجه لها انتقادات واسعة خلال الفترة الماضية. ومن المقرر أن تلقي الحكومة بيانها أمام مجلس النواب يوم الأحد 27 مارس (آذار) الحالي. وقال رئيس الوزراء أمس إن «لديه رؤية واضحة للتغلب على التحديات ووضع خطط لمواجهتها».
ويلزم الدستور الحكومة بعرض برنامجها على البرلمان لكي تحصل على ثقته، وفقا للمادة (146). فإذا لم تحصل على ثقة الأغلبية خلال ثلاثين يومًا، يكلف رئيس الجمهورية رئيسا آخر لمجلس الوزراء بترشيح من ائتلاف الأغلبية، فإذا لم تحصل على الثقة أيضا يعد المجلس منحلاً.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية أمس إن الوزراء الجدد هم، الدكتور جلال سعيد وزيرًا للنقل، والمستشار محمد حسام عبد الرحيم وزيرًا للعدل، وشريف عطية وزيرًا للطيران المدني، وعمرو الجارحي وزيرًا للمالية، والدكتور محمد عبد العاطي خليل وزيرًا للموارد المائية والري، وأشرف الشرقاوي وزيرًا لقطاع الأعمال العام، والدكتور خالد العناني وزيرًا للآثار، ومحمد سعفان وزيرًا للقوى العاملة، ويحيى راشد وزيرًا للسياحة، وداليا خورشيد وزيرًا للاستثمار. وأضاف المتحدث أن الأربعة نواب وزراء الجدد هم، الدكتور محمد معيط نائبا لوزير المالية للخزانة العامة، وعمرو المنير نائبًا لوزير المالية للسياسات الضريبية، وأحمد كوجك نائبًا لوزير المالية للسياسات المالية، والدكتورة نهال المغربل نائبًا لوزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري للمتابعة.
وأقال رئيس الوزراء قبل نحو أسبوع وزير العدل المستشار أحمد الزند من الحكومة، على خلفية «زلة لسان» مسيئة للرسول الكريم، أثارت جدلا واسعًا. وفور أداء اليمين عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع مجموعة الوزراء الجدد، بعد أدائهم اليمين الدستورية، لاستعراض التكليفات الرئاسية وخطط التنمية الشاملة خلال المرحلة القادمة، كما تم استعراض المشروعات العاجلة التي تعتزم الدولة تنفيذها للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف المجالات، وتحسين الأداء الاقتصادي وجذب الاستثمارات وزيادة الصادرات. وقال رئيس الوزراء في تصريحات عقب أداء اليمين إنه يتمنى التوفيق للوزراء الجدد في الحكومة، مشيرًا إلى أنه سيلقي بيان الحكومة الأحد المقبل وسيتم استعراضه من قبل مجلس النواب خلال اللجان النوعية.
وأوضح إسماعيل أسباب تغيير وزير المالية قائلا: «إن المعالم واضحة وهناك عجز موازنة مهم يجب السيطرة عليه ووضع حلول جذرية له، بالإضافة إلى ملف الضرائب والجمارك ونحتاج لتحسين المنظومة»، مضيفًا أنه «بخصوص وزراء الآثار مع الطيران والسياحة فهم وزراء مرتبطون ببعضهم ونتمنى أن يعملوا سويا للنهوض بقطاعاتهم الحيوية».
وحول عودة وزارة قطاع الأعمال قال إنها «جاءت في ظل إعادة هيكلة الشركات بحيث يكون لها عائد للموازنة العامة للدولة». وذكر أنه طبقا للدستور سيتم الانتهاء من قانون الإعلام قريبا وسيكون هناك هيئة للإعلام. وتابع: «برنامج الحكومة يقوم على سبعة محاور أهمها الحفاظ على الأمن القومي وترسيخ دعائم الديمقراطية وتنفيذ رؤية اقتصادية متكاملة وتطوير البنية الأساسية، وأن الحكومة لديها رؤية واضحة للتغلب على التحديات ووضع خطط لمواجهتها، منوها بأن ترشيد الإنفاق الحكومي أولوية أولى، والتعيينات للتخصصات التي نحتاج إليها فقط، ولا رفاهية للتأجيل في مواجهة التحديات والمشكلات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة وسريعة لتحقيق معدلات النمو الإيجابية المستهدفة والتي يجب ألا تقل عن 6 في المائة، وخفض معدلات البطالة والتضخم إلى 9 في المائة خلال عامين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.