اتخذ مسؤولون مختلفون في حكومة باكستان، ما بدا أنّها مواقف متناقضة فيما يتعلق بتقديرهم لنفوذ تنظيم داعش في البلاد، بعد تحذير نادر من رئيس المخابرات من أن التنظيم الذي يتخذ من الشرق الأوسط قاعدة له يمثل خطرًا داخليًا.
وأججت تقارير عن تكثيف التنظيم المتطرف، لجهود تجنيد عناصر لصفوفه وهجوم عنيف وقع العام الماضي ونسب له، مخاوف من أنّه يكتسب قوة دفع في باكستان، رغم أنّ الحكومة تنفي أنّ له وجودًا منظمًا.
وأكدت الحكومة وجهة نظرها أمس الخميس، بعد يوم من قول مدير مكتب المخابرات الجنرال أفتاب سلطان، للجنة في البرلمان، أنّ «داعش»، ينسق مع جماعات متطرفة محلية وأنّ مئات الأشخاص غادروا باكستان للانضمام إلى القتال الذي يخوضه التنظيم في سوريا. وأوردت ذلك وسائل إعلام محلية.
من جانبه، أفاد نفيس زكريا المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين في إسلام آباد: «دعوني أكرّر أنّه ليس هناك وجود منظم لداعش في باكستان». ورفض الإدلاء بأي تعليق آخر عندما اتصلت به وكالة رويترز للأنباء اليوم (الجمعة).
ومن شأن وجود منظم لـ«داعش» الذي لا يزال عدد أعضائه محدودًا في باكستان، تعقيد حرب إسلام آباد على المتطرفين المحليين الذين يسعون للإطاحة بالحكومة.
وقال الجيش إنّ باكستان اعتقلت 97 من متطرفي «القاعدة» وجماعة عسكر جنجوي في مدينة كراتشي بجنوب البلاد اليوم، وأحبطت مخططًا لهجوم كان يستهدف إخراج قاتل الصحافي الأميركي دانييل بيرل من السجن.
وتباينت ردود الأفعال على تأكيد رئيس المخابرات أنّ بلاده يجب أن تشعر بالقلق تجاه دور التنظيم فيها.
وقال البرلماني المعارض الكولونيل سيد طاهر حسين مشهدي عضو اللجنة التي تحدث إليها رئيس المخابرات في مجلس الشيوخ وينتمي إلى حزب الحركة القومية المتحدة: «هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها اعتراف رسمي»، مضيفا: «الحكومة الباكستانية دخلت في حالة إنكار.. علينا أن نعترف بوجود داعش ونتخذ إجراء».
وفي مايو (أيار)، ركب متطرفون حافلة تقل أفرادا من الطائفة الإسماعيلية الشيعية في كراتشي، وقتلوا 45 من الركاب بالرصاص. وقال رجال الشرطة الذين يتولون التحقيقات إنّ المتطرفين «استلهموا فكر داعش؛ لكنهم لا يعتقدون بوجود صلات تنظيمية بينهم وبين قيادة داعش في الشرق الأوسط».
وعبرت السلطات أيضا عن مخاوف من أن تنظيم داعش يحرز تقدمًا في إقليم البنجاب أواخر العام الماضي «بعد تعزيز وضعه في أفغانستان»، حسب مذكرة حكومية اطلعت عليها رويترز.
وكانت المذكرة قد أرسلت من حكومة البنجاب في ديسمبر (كانون الأول)، وأشارت تقارير إلى أن التنظيم يجنّد شبّانا أفغانا يعيشون في مخيمات للاجئين في باكستان وتوزع أوراق دعاية على شبان باكستانيين «بعدد كبير».
مواقف متناقضة في باكستان تتعلق بتقدير نفوذ «داعش» في البلاد
مواقف متناقضة في باكستان تتعلق بتقدير نفوذ «داعش» في البلاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة