العراق يوقف رحلات الطيران من وإلى شمال البلاد 48 ساعة

حماية للرحلات الجوية من مخاطر الصواريخ الموجهة لسوريا

العراق يوقف رحلات الطيران من وإلى شمال البلاد 48 ساعة
TT

العراق يوقف رحلات الطيران من وإلى شمال البلاد 48 ساعة

العراق يوقف رحلات الطيران من وإلى شمال البلاد 48 ساعة

قررت سلطة الطيران المدني العراقي تعليق الرحلات الجوية لمدة يومين من والى المطارات الواقعة في شمال البلاد، اعتبارا من صباح اليوم (الاثنين)، لحماية الرحلات الجوية من مخاطر الصواريخ والقاذفات المتوجهة الى سوريا.
وقالت سلطة الطيران المدني في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه انها "قررت تعليق كافة الرحلات المغادرة والقادمة من والى مطاري اربيل والسليمانية وعلى مدى 48 ساعة اعتبارا من يوم غد (الاثنين) الساعة الثامنة صباحا".
واوضح البيان ان القرار اتخذ "من اجل حماية المسافرين وبسبب عبور صواريخ كروز وقاصفات من الجزء الشمالي من العراق الى سوريا انطلاقا من بحر قزوين وايران والعراق الى سوريا". واشار الى ان "جميع عمليات الطيران لجميع شركات الطيران تعمل بصورة اعتيادية لمطارات بغداد الدولي والنجف الاشرف والبصرة الدولي" نظرا "لعدم وجود اي صواريخ او قاصفات في الاجزاء الاخرى من الفضاء العراقي".
وأكدت تلار فائق المديرة العامة لمطار اربيل الدولي في مؤتمر صحافي في المطار صباح اليوم "توقف جميع الرحلات من والى مطار اربيل منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم ولمدة 48 ساعة بقرارا من سلطة الطيران المدني العراقي"، مشيرة الى "مخاوف على الطائرات والمسافرين من الصواريخ الروسية".
وبدأت روسيا منذ 30 سبتمبر(أيلول) الماضي تنفيذ ضربات ضد معاقل تنظيم "داعش" في سوريا باطار دعمها للرئيس السوري بشار الاسد.
من جهته، اكد طاهر عبد الله مدير مطار السليمانية للوكالة "تعليق جميع الرحلات الجوية من والى مطار السليمانية الى بغداد وعواصم الدول الاوروبية والدول المجاورة". واضاف ان جميع الرحلات توقفت حتى الساعة الثامنة من صباح الاربعاء. وشدد على ان مطار السليمانية ملتزم بقرار سلطة الطيران المدني العراقي حرصا على سلامة الرحلات الجوية وحياة المسافرين.
وتقول موسكو ان ضرباتها تستهدف المتطرفين وجماعات "ارهابية" فيما تقول الاطراف المناهضة لنظام الاسد انها الهدف الرئيسي وراء هذه الضربات.
واطلقت روسيا بما في ذلك السبت الماضي صواريخ كروز من بحر قزوين باتجاه سوريا في اطار ضرباتها الجوية.
وتم الغاء عدد من رحلات الطيران من والى لبنان وقامت بعض الشركات بالغاء رحلاتها بعد ان طالبت موسكو تجنب المجال الجوي في القسم الشرقي من البحر الابيض المتوسط.
وفي الاطار ذاته، ينفذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات جوية ضد المتطرفين في العراق وسوريا.
واكد المتحدث باسم التحالف الدولي الكولنيل ستيف وارن للوكالة ان عمليات التحالف الجارية منذ اغسطس (آب) 2014 ليست سبب تعليق الرحلات في العراق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.