تحركات أميركية وفرنسية وتأثيرات مناخية تدعم أسعار النفط على المدى القصير

خام تكساس يقترب إلى مستوى 40 دولارًا للمرة الأولى منذ أغسطس

دعمت بيانات أميركية وتحركات دولية وتأثيرات مناخية توقعات بارتفاع أسعار النفط على المدى القصير، بعد اقتراب خام تكساس من مستوى 40 دولارًا لأول مرة منذ أغسطس (آب) الماضي.
ويلجأ المستثمرون والمتعاملون الآن إلى النظرة قصيرة أو متوسطة المدى لأسواق النفط، نظرًا للتغيرات والتطورات العالمية غير المحسوبة، التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار البترول. وأوضحت البيانات الصادرة عن لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية أن الرهانات قصيرة الأجل لمديري الصناديق ارتفعت بنسبة 21 في المائة في الأسبوع المنتهي يوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وانخفضت صافي الحيازات طويلة الأجل بنحو 16 في المائة.
وأوضحت تلك البيانات أن حيازات المضاربين طويلة الأجل لخام غرب تكساس الوسيط انخفضت بنحو 27 ألفًا و198 عقدًا لتقف عند 144 ألفًا و854 عقدًا آجلاً، وهو ما يعد التراجع الأكبر منذ الأسبوع المنتهي في 21 يوليو (تموز)، في حين ارتفعت العقود قصيرة الأجل بنحو 23 ألفًا و766 عقدًا.
وبالتزامن مع تراجع مخزونات الخام بالولايات المتحدة إلى 482 ألف برميل يوميًا، بحسب معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء، وإعلان واشنطن توجيه ضربات جوية لحقول نفط تابعة لتنظيم داعش في سوريا يوم الأربعاء، وتحذيرات هيئة الأرصاد الأميركية بهطول الأمطار وهبوب الرياح معظم أيام الأسبوع، وانقطاع الكهرباء عن 200 ألف شخص في ولاية واشنطن بسبب عاصفة، فمن المتوقع أن تدعم تلك الأنباء أسعار النفط على المدى المتوسط.
واستهدفت الولايات المتحدة الأميركية من خلال ضربتها الجوية لتنظيم داعش 175 هدفًا على الأقل في المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط التي يسيطر عليها التنظيم، مع جهود وقف مصدر تمويل رئيسي له يقدر بأكثر من مليون دولار يوميًا.
وشملت الضربات قصف 116 عربة نفط صهريج قصفتها قوات التحالف في وقت سابق من الأسبوع مع استهداف الولايات المتحدة العربات لأول مرة بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية يوم الجمعة الماضي. كما استهدفت الحملة المكثفة أيضًا منصات بحرية نفطية ومضخات وصهاريج تخزين، بحسب بيانات لـ«رويترز». وحملت الضربات اسم «موجة المد الثانية»، وتركزت على المنشآت النفطية قرب دير الزور والبوكمال التي توفر نحو ثلثي عائدات تنظيم داعش النفطية.
وارتفعت أسعار النفط بالفعل يوم الأربعاء بعد تلك الأنباء، خصوصا مع إعلان تراجع المخزونات الأميركية وزيادة نشاط المصافي.
وساعد ذلك عقد أقرب استحقاق للخام الأميركي ليرتفع نحو نصف دولار إلى 41.13 دولار للبرميل خلال تعاملات الأربعاء، وجاءت تلك المكاسب بعد تراجع أكثر من دولار في الجلسة السابقة. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من نصف دولار إلى 44.13 دولار للبرميل.