انحسرت العاصفة التي ضربت لبنان الخميس، كاشفة عن أضرار بالغة لحقت بالمزروعات والبنى التحتية في القطاعين العام والخاص، وقطعت الطرقات جراء السيول، لكن لم تسجل أية أضرار بشرية، في حين تركت العاصفة آثاراً مأساوية على مخيمات النازحين السوريين.
ورغم التقليل من حجم الأضرار التي وثقت في مقاطع فيديو، وتناقلها مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، قال وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس إن «كمية المتساقطات التي هطلت كانت أكبر بكثير من السنوات السابقة، والعمل جارٍ ولم يتوقف، والطرقات الخاضعة لوزارة الأشغال يتم العمل بها بشكل يومي».
وأوضح في جولة له مع وفد من لجنة الأشغال النيابية لتفقد أضرار العاصفة ومتابعة الأوضاع أن «هناك أموراً خارجة عن إرادتنا، وعملنا يتركز على الطرقات الدولية، أما الحفريات في الشوارع فلا علاقة لنا بها، ونتائجها تصل إلى المجاري»، وأضاف: «ما حصل في العاصمة بيروت بعد المنخفض الجوي لا علاقة له بوزارة الأشغال، وفرق الوزارة منتشرة في كل مكان». ولفت فنيانوس إلى أن «ما يحصل اليوم نتيجة الأمطار أقل من الكوارث التي كانت تحصل سابقاً».
وأعلن رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، عبر حسابه على «تويتر»، أنه اتصل باللواء خير رئيس الهيئة العليا للإغاثة، طالباً التحرك السريع للتعويض عن الخسائر جراء العاصفة الحادة اللي ضربت لبنان، لافتاً إلى أن «التنسيق جارٍ لتأمينها».
وفي جنوب شرقي لبنان، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الأمطار الغزيرة انهمرت بصورة غير مسبوقة، في مناطق راشيا والبقاع الغربي، حيث تدفقت السيول محولة الطرقات الفرعية والرئيسية إلى أنهار من الوحول. وقد ألحقت العاصفة أضراراً جسيمة بالمزروعات، فتضررت الخيم البلاستيكية، وكانت فرق الأشغال والدفاع المدني التابعة لمؤسسات «الغد الأفضل»، وبمتابعة مباشرة من مديرها العام حسن عبد الرحيم مراد قد نشرت آلياتها في القرى للمساعدة والتدخل في الحالات الطارئة.
وكما في لبنان كان الوضع في سوريا، حيث تعرضت مخيمات النازحين في سوريا لعواصف مطرية مصحوبة بالرياح، تحولت إلى سيول وأدت لأضرار واسعة في خيام النازحين.
وتحدث ناشطون سوريون عن أن مخيمات دير بلوط وأطمة في الشمال شهدت أمطاراً ورياحاً مصحوبة بالرعد، وأدت لفيضانات وسيول اجتاحت خيام النازحين، وأسفرت عن أضرار واسعة، حيث غمرت مياه الأمطار الخيام، واقتلعت بعضها، وأتلفت مواد كثيرة داخلها، وسط حالة سيئة تعيشها المخيمات المكونة من خيام قماشية مبنية على أرض ترابية.
ويعيش آلاف النازحين في مخيم أطمة، بريف إدلب على الحدود التركية، إضافة للمئات في مخيم دير بلوط بريف عفرين، وسط مناشدات مستمرة لإنقاذهم.
في غضون ذلك، توفي ستة سوريين غرقاً بمياه السيول في قضاء يايلاداغي، بولاية هاتاي، أثناء محاولتهم اللجوء إلى الأراضي التركية من سوريا، وفق وكالة «الأناضول».
ويحاول سوريون بشكل يومي عبور الحدود السورية التركية، للفرار من بلادهم، ويدفعون مئات الدولارات لمهربين، بعد أن أغلقت تركيا حدودها مع سوريا في عام 2015، ولم تسمح بدخول سوى الحالات الإنسانية.
كذلك تعرض مخيم الركبان، الواقع على الحدود الأردنية جنوب سوريا، لسيول وعواصف ورياح زادت مأساة النازحين المحاصرين منذ أشهر، بحسب الإدارة المدنية للمخيم.
ويخشى النازحون في المخيمات من استمرار تلك العواصف التي لم تشهدها البلاد من قبل، حيث لا توجد مقومات جيدة تتناسب مع حياة النازحين، لا سيما الأطفال والمرضى.
ونشرت الإدارة المدنية لمخيم الركبان صوراً توضح حجم العاصفة التي غطت المنطقة وحجبت الرؤيا وتسببت بفيضانات طالت خيام النازحين.
انحسار العاصفة في لبنان وسوريا... والنازحون أكثر المتضررين
انحسار العاصفة في لبنان وسوريا... والنازحون أكثر المتضررين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة