انتقادات عراقية لتبني إيران إعدام صدام

TT

انتقادات عراقية لتبني إيران إعدام صدام

أثار زعم مسؤول إيراني أن بلاده وراء إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، انتقادات حادة في بغداد. وطالب سياسيون الحكومة بالرد على هذه التصريحات التي عدوها «تدخلاً غير مقبول» في شؤون بلادهم.
وكان عضو «المجلس الأعلى للثورة الثقافية» في إيران رحيم بور أزغدي قال في مقابلة تلفزيونية، إن «هناك 5 دول تحت سيطرة نظام المرشد الأعلى علي خامنئي بعدما خرجت من تحت سيطرة واشنطن». وأضاف أن «جماعتنا قامت بشنق صدام حسين وليس الأميركيين. قوات الثورة الإسلامية أعدمته». ورأى أنه «آن الأوان لإعلان الإمبراطورية الفارسية في المنطقة».
ودعا النائب العراقي السابق حسن العلوي القادة السياسيين إلى «وضع الأمور في نصابها الصحيح». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يتوجب على حكومات عراقية ما زال رجالها أحياء وضع الأمور في نصابها الصحيح بشأن تلك التصريحات، لأنه في حال بقوا صامتين، سواء على هذه التصريحات أو أخرى سابقة لها، بما فيها تصريحات ولايتي قبل أيام، فإنه سيصدق كل زعم من طهران بأنها هي التي تدير الأوضاع في العراق».
وأشار إلى أن «المشكلة بالنسبة إلى الإيرانيين هي أنه ما إن تنطفئ نيران تصريح إيراني حتى تشتعل نيران تصريح آخر، وهي كلها تدور حول إشعار الرأي العام العراقي بأنه لا يمتلك شيئاً من هذه التي تُسمى سيادة الدول، وكأن إيران خرجت إلى العالم بعد سبات طويل من فترات السياسة الباطنية لتقول نحن أولياء الدم في العراق ومقدرات هذا البلد رهن بأيدينا».
وأضاف العلوي أن «هذا التصريح الذي يزعم أن إيران هي التي أعدمت صدام حسين سيثير بلبلة سياسية وقانونية ستثور ولا تهدأ متسائلة عن موقف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي أعدم صدام حسين بتوقيع منه وأثناء ولايته الأولى، وتقع عليه المسؤولية في تصويب مجرى الأحداث التي عشناها ولم تدخل بعد في حوزة التاريخ».
وأوضح أنه «حتى الناس البسطاء يتساءلون عن الهدف من هذه الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية التي تنزع عن السلطة في العراق، لا قضايا السيادة فحسب، بل حتى صغائر القرارات الخاصة بالعراقيين دون غيرهم».
واعتبر القيادي البارز في «منظمة بدر» القريبة من إيران كريم النوري أن «مثل هذا التصريح مسيء إلى حلفاء إيران قبل خصومهم، فضلاً عن أنه لا يمت إلى الواقع العراقي بصلة، لا سيما لجهة ملابسات محاكمة وإعدام صدام حسين». وأضاف النوري لـ«الشرق الأوسط» أن «الأميركيين هم من يقع عليهم الثقل الأكبر في إعدام صدام وتوفير الحماية لمحاكمته، لكن قرار إعدامه كان عراقياً بحتاً».
وتساءل عن «صمت من تولى عملية تنفيذ الإعدام»، في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. ورأى أن «هذا التصريح يصب في مصلحة خصوم إيران في المنطقة ولا ينفع حلفاءها في شيء».
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن القيادي في «الجبهة العراقية للحوار الوطني» حيدر الملا، مطالبته بموقف واضح من «التخرصات الإيرانية» بحق العراق، مشيراً إلى أن «العراق لن يكون جزءاً من سياسة المحاور الطائفية التي تسعى إيران إلى خلقها في المنطقة بحثاً عن إمبراطوريتها المزعومة».
ودعا الملا في بيان وزارة الخارجية العراقية إلى اتخاذ «موقف واضح من هذه التجاوزات التي مست السيادة العراقية». وأضاف أن على طهران «أن تدرك أن سياسة تصدير الأزمة ستنعكس عليها، خصوصاً بعد أن بدأ المجتمع الدولي يستشعر مخاطر سياساتها التوسعية على أمن المنطقة واستقرارها، وهذا ما عبر عنه الاجتماع الأمني الذي عقد في ميونيخ أخيراً».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.