الجيش اليمني يحرر حيس... وهادي يأمر بمواصلة التقدم نحو الحديدة

مقتل 7 حوثيين في جبهة صعدة... واستعادة سلسلة مواقع شمالي لحج

مقاتلون تابعون للجيش اليمني في منطقة نهم الواقعة شرق صنعاء (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للجيش اليمني في منطقة نهم الواقعة شرق صنعاء (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يحرر حيس... وهادي يأمر بمواصلة التقدم نحو الحديدة

مقاتلون تابعون للجيش اليمني في منطقة نهم الواقعة شرق صنعاء (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للجيش اليمني في منطقة نهم الواقعة شرق صنعاء (أ.ف.ب)

بإسناد من قوات التحالف العربي، حقق الجيش اليمني أمس اختراقاً ميدانياً مهماً في جبهة الساحل الغربي، بعدما سيطر على مديرية «حيس» (ثاني مديريات محافظة الحديدة)، عقب معارك خلفت 20 قتيلاً حوثياً وعشرات الجرحى.
وتزامن ذلك مع تحرير الجيش سلسلة مواقع شمال محافظة لحج (جنوب) واستعادة أخرى شمال محافظة صعدة، في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك لتحرير بقية مناطق محافظة تعز من ميليشيات الانقلابيين الحوثيين.
وحظي تحرير مديرية «حيس» بتفاعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أجرى اتصالات مع القادة الميدانيين، وشدد على استمرار العمليات العسكرية باتجاه محافظة الحديدة لتحرير مينائها الذي تستغله الميليشيات الحوثية لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأفادت المصادر الرسمية للحكومة اليمنية بـ«أن قوات الجيش الوطني أحكمت سيطرتها على المجمع الحكومي في مديرية حيس بعد عملية عسكرية نوعية شاركت فيها وحدات من الجيش والمقاومة، وبإسناد من التحالف العربي كبدت خلالها ميليشيات الحوثي الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح، في حين لاذ العشرات منهم بالفرار». وقالت وكالة (سبأ) الحكومية، إن «الجيش الوطني تمكن من قطع الطريق الذي يربط بين مديريتي حيس والجراحي، ويقوم بعملية تمشيط واسعة لجيوب الميليشيات في المناطق المحررة».
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» وشهود بأن عشرات الأطقم العسكرية (العربات) التابعة لقوات الجيش اليمني دخلت ظهر أمس مركز مديرية «حيس»، وبدأت الانتشار فيها عقب انهيار ميليشيات الحوثيين، وفرار عناصرها إلى مديرية «الجراحي» المجاورة وإلى المزارع القريبة للاختباء فيها». وقالت المصادر إن القوات الحكومية سيطرت على «المجمع الحكومي» في المديرية وبدأت طلائعها في التقدم شمالا إلى أولى مناطق مديرية الجراحي المجاورة «للتضييق على الميليشيات والحيلولة دون محاولة ترتيب فلولهم لرد الهجوم». وبحسب المصادر نفسها، أدت المواجهات وضربات طيران التحالف العربي قبل دخول قوات الشرعية مركز المديرية إلى مقتل 20 حوثيا على الأقل وسقوط عشرات الجرحى وعدد من الأسرى الانقلابيين، مقابل خمسة قتلى في صفوف الجيش اليمني.
وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على «قرى الضاحية، والقاهرة، والرباط، والحجير، والمصيبر، والجرة، والجريب، وقرى وادي ظمي جنوبي حيس»، طبقا لما أفادت به مصادر محلية. وذكرت وكالة (سبأ) أن الرئيس هادي أجرى، اتصالا هاتفيا بقائد مقاومة تهامة عبد الرحمن الحجري، والقائد الميداني لجبهة الساحل الغربي، عبد الرحمن المحرمي (أبو زرعة) للاطلاع على سير العمليات العسكرية، وقالت إن هادي «أشاد بالانتصارات الكبيرة في جبهة الساحل الغربي، والتي أثمرت عن تحرير مديرية حيس، ثاني مديريات محافظة الحديدة من سيطرة الميليشيات الحوثية الإيرانية».
وشدد هادي، طبقا لما أورته الوكالة على «أهمية هذه الانتصارات واستمرارها لتحرير الساحل الغربي، وصولاً إلى ميناء الحديدة من سيطرة الميليشيات التي باتت تستخدمه لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر».
ودعا الرئيس اليمني خلال اتصاله بالقادة العسكريين «جميع أبناء تهامة إلى مواجهة من وصفها بـ(الميليشيات الكهنوتية)، وإلى المساهمة في تحرير محافظة الحديدة ومينائها من الميليشيات»، التي قال إنها «تسعى بالعودة باليمن إلى عصور الإمامة». في إشارة إلى الحكم السلالي للأئمة الذين تعاقبوا على اليمن قبل أن يثور عليه اليمنيون في 1962.
وأضافت الوكالة أن هادي امتدح «الجهود الكبيرة التي تقدمها المملكة العربية السعودية وباقي دول التحالف العربي الداعم للشرعية، من خلال وقوفهم المشرف إلى جانب أشقائهم من أبناء الشعب اليمني في مواجهة الميليشيات الانقلابية الإيرانية التي تحاول جر المنطقة إلى أتون صراعات مذهبية وعرقية، خدمة منهم لأطراف خارجية لا تريد لليمن والمنطقة الأمن والاستقرار».
وكان الجيش اليمني مدعوما بالتحالف أطلق عملية عسكرية كبيرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لتحرير الساحل الغربي انطلاقا من مديرية «المخا»، ما أسفر عن تحرير مديرية «الخوخة» أولى مديريات محافظة الحديدة من جهة الجنوب، ومينائها ومعسكر «أبي موسى الأشعري» الاستراتيجي. وصعبت المزارع الكثيفة شرق الخوخة وشمالها في الأسابيع الماضية من مهمة القوات الحكومية، ما جعلها تتراجع حينها عن التقدم إلى حيس، وتعود لتمشيط هذه المزارع وتطهيرها من جيوب الميليشيات الحوثية، حتى تمنع أي عملية للالتفاف عليها من ناحية الشرق.
إلى ذلك، حققت قوات الجيش أمس تقدما كبيرا شمال محافظة لحج باتجاه تعز، وأفادت مصادر ميدانية في الجيش اليمني بأن القوات الحكومية تقدمت باتجاه منطقة «الشريجة» وسيطرت على سلسلة من المواقع، بعدما أجبرت الميليشيات الحوثية على التراجع من بينها «التبة الحمراء ومنطقة الخزيبة وجبل القبيطة الاستراتيجي المطل على الجريبة وسوق الربوع الأسفل وخط الإمداد المؤدي إلى سنترال القبيطة وسوق الربوع الأعلى والشريجة».
وفي محافظة صعدة أفاد موقع الجيش (سبتمبر. نت) بأن قوات الشرعية حررت أمس مواقع جديدة في جبهة «علب» شمال صعدة بعد معارك قتل فيها سبعة حوثيين وأسر آخر. وقال الموقع إن قوات الجيش «سيطرت على جبلي قعم وبتر جنوب منطقة مندبة بعد معارك ضارية مع ميليشيات الحوثي». ونقل عن قائد اللواء 63 العميد ياسر مجلي تأكيده أن قواته استعادت «كمية من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر».
وفي السياق نفسه، لقي أمس قيادي حوثي مصرعه برصاص قوات الجيش الوطني غرب محافظة تعز، في ظل استمرار المعارك في الجبهة الشرقية للمدينة. ونقل موقع الجيش اليمني عن مصدر ميداني قوله، إن «القيادي الحوثي مجلي حسين مجلي لقي مصرعه برصاص الجيش الوطني شرق منطقة العنين، بمديرية جبل حبشي، وأصيب عدد من مرافقيه». وطاولت أمس ضربات طيران التحالف مواقع للميليشيات الحوثية في مديرية كعيدنة بمحافظة حجة (شمال غربي). وأفادت مصادر رسمية بأن 8 ضربات استهدفت تعزيزات وتحركات مسلحة للانقلابيين في منطقة المقشاب.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.