تفاؤل أميركي بقبول الأكراد خطة لإرجاء الاستفتاء

وفد من التحالف ضد «داعش» قدمها... وبارزاني يعد بدراستها

بارزاني بين مناصريه خلال مهرجان دعائي للاستفتاء في زاخو أمس (رويترز)
بارزاني بين مناصريه خلال مهرجان دعائي للاستفتاء في زاخو أمس (رويترز)
TT

تفاؤل أميركي بقبول الأكراد خطة لإرجاء الاستفتاء

بارزاني بين مناصريه خلال مهرجان دعائي للاستفتاء في زاخو أمس (رويترز)
بارزاني بين مناصريه خلال مهرجان دعائي للاستفتاء في زاخو أمس (رويترز)

أعرب المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك، أمس، عن تفاؤله بأن قادة إقليم كردستان العراق سيقبلون بخطة لتأجيل الاستفتاء على الاستقلال، بعدما قدمها لرئيس الإقليم مسعود بارزاني، أمس، برفقة مسؤولين غربيين آخرين.
وقال ماكغورك، خلال مؤتمر صحافي في أربيل، أمس، إن المضي قدما في إجراء الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر (أيلول) الجاري سيكون تحركا «محفوفا بالمخاطر» للإقليم، لأنه لا يحظى بدعم دولي في هذه اللحظة.
وعقد بارزاني اجتماعا مع وفد التحالف الدولي الذي ضم برفقة ماكغورك كلا من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيج، والسفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سليمان، ونظيره البريطاني فرنك بيكر. وقالت رئاسة الإقليم في بيان إن الوفد عرض «بديلا عن إجراء استفتاء الاستقلال في كردستان في 25 سبتمبر (أيلول) الحالي». وأضافت أن بارزاني «تسلم البديل ورحب بالحوار البناء». ونقلت عنه قوله للوفد إن «قرار الاستفتاء لا يعود إليّ فقط... سنبحث في هذا الموضوع مع القيادة السياسية في كردستان وسنعلن موقفنا منه قريباً».
وبعد اللقاء، قال بارزاني أمام حشد لدعم خيار الاستقلال في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك، أمس، إن الإقليم لن يؤجل الاستفتاء «إلا ببديل أفضل يُرضي شعب كردستان». وأضاف: «قلنا لوفد التحالف الدولي (أمس) إذا لم يكن هناك بديل أفضل من الاستفتاء يرضي شعب كردستان، فإننا سنجري الاستفتاء في موعده المحدد وليحدث ما يحدث... إذا كان هناك بديل أفضل فالقيادة السياسية في كردستان ستدرسه، لكن إذا كان هدفهم فقط تأجيل الاستفتاء فلن نؤجله بأي شكل من الأشكال».
وقال عضو المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان رئيس حزب التنمية التركماني، محمد سعد الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر الاجتماع الذي سيعقده رئيس الإقليم مع القيادة السياسية في كردستان خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث الوضع الراهن والبديل الذي قدمه التحالف الدولي، لكن نحن في كردستان عندما نتحدث عن البديل نقصد شيئاً ملموساً، أي أن تعطينا واشنطن والتحالف والمجتمع الدولي ضمانات بأنه في حال موافقتنا على تأجيل الاستفتاء، فسيُحدد وقت آخر لإجرائه وتعترف بنتائجه... إذا لم يعطونا هذه الضمانات فلن نؤجل الاستفتاء».
ويفترض أن يصوت برلمان كردستان العراق، المعلقة مهماته منذ أكثر من عامين، اليوم، على مسألة الاستفتاء، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم برلمان الإقليم الذي قال إن البرلمان سيجتمع اليوم في السابعة مساء بالتوقيت المحلي «لإعطاء إطار شرعي للاستفتاء».
وكان مقررا أن تتم عملية التصويت هذه أمس، إلا أن «الموعد النهائي الذي حدده النظام الداخلي للدعوة إلى التصويت هو 48 ساعة من أجل السماح للأعضاء المقيمين خارج أربيل بالذهاب إلى هناك».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».