عطاء الله مهاجراني
صحافي ايراني

خرافة الدولة اليهودية

لا يخفى على أحد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ترغب في ابتلاع فلسطين ككل تدريجيا، أو على الأقل كخطوة أولى ترغب في طرد جميع المسلمين العرب من القدس الشرقية. المثير أن إسرائيل لا تزال تفتقد لقانون دستوري، كما أنها لم تسجل رسميا حدودها بعد. ولم يبد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل ومؤسسها، رضاه حيال إقرار قانون دستوري. وعليه، لا تزال إسرائيل حتى الآن من دون أي قانون دستوري.

متحدون ضد العنف باسم الدين

في ظل عالمنا الحاضر القائم على الشبكات الموسعة، أصبحت رسائل الكراهية تنتشر عبر العالم في ثوان معدودة. لذا، فإن هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لنشر الحوار بالسرعة نفسها بين أعداد أكبر بكثير من الأفراد، خاصة القيادات الدينية. في هذا الصدد، نظم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات - المعروف اختصارا باسم «كايسيد» - مؤتمرا ناجحا بعنوان «متحدون ضد العنف باسم الدين». وركز المؤتمر الذي انعقد في فيينا خلال 18 و19 نوفمبر (تشرين الثاني) على الكوارث الراهنة في العراق وسوريا، وشارك فيه بعض أبرز القيادات الدينية والمفكرين والصحافيين.

ازدواجية وسائل الإعلام: أكراد كوباني ومسلمو الروهينغا

قرأنا وسمعنا مرارا وجود ازدواجية معايير في النظام العالمي، فما هي ازدواجية المعايير؟ يقال إنها تطبيق قاعدة أو مبدأ على نحو غير منصف وبصورة مختلفة على أفراد أو مجموعات متباينة. ويضم الفولكلور الإيراني مقولة شائعة تحمل قدرا كبيرا من الدعابة: «حبا في الله، أعطونا سقفا واحدا بمناخين مختلفين!». وتدور قصة هذه المقولة حول امرأة متقدمة في العمر تتخذ موقفين متباينين تماما كأم وكحماة، تبعا للمواقف التي تواجهها. في الصيف، كانت هي وابنها وزوجة ابنها ينامون على أحد جوانب سقف المنزل، بينما كانت ابنتها وزوجها ينامان على جانب آخر من السقف. ورأت زوج ابنتها يعانق زوجته بحنان، فصاحت قائلة: «يا أنت!

العصافير تهجر الأوكارا

خلال الفصل الأول من مقاله البديع حول جوهر الإنسان والإنسانية، يسرد الفيلسوف المسلم العظيم ابن سينا، قصة بديعة للغاية عن طائر غامض: «هل لأحد من إخواني أن يهب لي من سمعه قدر ما ألقي إليه طرفا من أشجاني، عساه يتحمل عني بالشركة بعض أعبائها، فإن الصديق لن يهدي عن السهو أخاه ما لم يظهر في مرآته عن الكدر صفاه، وإني لك بالصديق المماحض، وقد جعلت الخلة تجارة يفزع إليها إذا استدعت إلى الخليل داعية وطر، ويرفض مراعيها إذا عرض الاستغناء فلن يزار رفيق إلا إذا زارت عارضة، ولن يذكر خليل إلا إذا ذكرته مارقة، اللهم إلا إخوان جمعتهم القرابة الإلهية، وألفت بينهم المجاورة العلوية، ولاحظوا الحقائق بعين البصيرة، وجلو

إسرائيل وحدود الشرق الأوسط الجديدة

يتحدث جانبان الآن، وهما إسرائيل وتنظيم «داعش»، حول الحدود الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط. وللوهلة الأولى، يبدو أن هناك فجوة شاسعة تفصل ما بين الجانبين. ولكن الحقيقة الواقعة تقضي، أنه رغم التباين الحاد بين نوايا وتوجهات الجانبين المذكورين، فإن التحليل والتفسير السياسي لكل منهما يفيد بأنهما كيان واحد. أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي المتشدد، موشيه يعلون، أن حدود الشرق الأوسط على وشك التغيير، وذلك في مقابلة صحافية اتسمت بالحدة مع الإذاعة العامة الوطنية في جولة استغرقت 5 أيام في الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، فقد تغيرت تلك الحدود بالفعل، وفقا للوزير يعلون الذي قال: «هل يمكنك إعادة توحيد سوريا؟

مجلس الخبراء بعد رحيل مهدوي كاني

بعد خمسة شهور من الغيبوبة، رحل آية الله مهدوي كاني في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، الذي ترأس مجلس الخبراء وتقلد في ما مضى عدة مناصب أخرى، مثل رئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس اللجان الثورية الإسلامية بعد انتصار «الثورة الإسلامية» في إيران. علاوة على ذلك، تولى مهدوي قيادة جمعية رجال الدين المقاتلين، وهو التنظيم الرئيس للمحافظين بإيران. باختصار، عمل مهدوي بمثابة الجسر بين الحكومة ورجال الدين والبازار. ولذلك، اضطلع مهدوي في جميع الانتخابات بدور محوري باعتباره أيقونة المحافظين بالبلاد. المعروف أن المسؤولية الرئيسة لمجلس الخبراء هي اختيار المرشد الأعلى في إيران.

ملالا وغلام الله مفتي

نشهد في أيامنا الحالية حالة من الهمجية والوحشية وقطع الرؤوس، وإظهار الكراهية تجاه الإنسانية بأسرها باسم الإسلام. في المقابل، سطع في السماء نجم جديد بريء يوحي بالأمل، اسمه ملالا يوسفزاي، وهي الفائزة بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع آخر. ملالا مسلمة، وتحرص بوضوح على التأكيد على أفكارها وأسلوب حياتها الإسلامي. وخلال المقابلة التي أجرتها معها شبكة «سي إن إن»، شددت ملالا على إيمانها العميق بالإسلام. على الجانب الآخر، نجد أن غلام الله مفتي مسلم هو الآخر، علاوة على ادعائه أنه مفتي. وبالاعتماد على مصادر إسلامية، يصدر غلام الله أحكامه حول ما إذا كان أمر ما حلالا أم حراما، وما إلى ذلك.

لماذا أضرم لبناني النار في نفسه ببلجيكا؟

ما الذي يمكن أن يدور في ذهن رجل في الأربعينات من عمره في اللحظة التي يسكب فيها البنزين على جسده، ثم يتناول عود ثقاب ويشعله ليضرم النار في نفسه؟ وفي اللحظة التي تحرق فيها ألسنة اللهب وجهه وعينيه، ما هي طبيعة اللهب الذي كان يحرق روحه؟ أعتقد أنه لا بد أن هناك لهبا مستمرا ومتأججا في ذهن المرء كي يقدم على مثل هذا العمل ويشعل النار بنفسه، مثلما فعل الرجل اللبناني. جاءت الأنباء التي تناولت الحادث مقتضبة وبسيطة في صياغتها، بل وأغفلت حتى ذكر اسم الرجل.

نتنياهو ودموع التماسيح داخل الأمم المتحدة

في مسرحية «أنطونيو وكليوباترا»، تحديدا الفصل الثاني - المشهد السابع، يصور لنا شكسبير بقلمه حديثا مهما دار بين لبيدوس وأنطونيو حول تمساح! خلال الحديث، يشرح أنطونيو كيف أن دموع التماسيح خادعة، لا تعدو كونها قطرات من الماء. وقد تذكرت هذا المشهد لدى رؤيتي حديث نتنياهو عن الأطفال الفلسطينيين الذي تظاهر خلاله بالألم لمقتل أطفال فلسطينيين في غزة، بينما حرص في الوقت ذاته على إعلان تقديره للقوة العسكرية الإسرائيلية باعتبارها أكثر جيوش العالم أخلاقية. وخلال كلمته، شدد نتنياهو مرارا على القيم الإنسانية والعدالة والسلام. وقد أثار كل هذا الحديث في ذهني صورة دموع التماسيح.

مولانا هاني فحص.. ليت الزمان يأتي بمثله

لم يكن هاني فحص من النوع الذي يمكن العثور عليه بسهولة بين الناس أو بين رجال الدين. كانت سعادتي كبيرة أن أرى هاني فحص في عدد من الندوات. وكانت آخر مرة التقينا فيها في فيينا. كان كعادته مليئا بالطاقة، وفي الوقت ذاته بالأسى والألم العميق. كما يقول نبينا: «المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه» قرأت له مما كتب الخيام: القلب قد أضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال إلى آخر القصيدة المعروفة. رفع هاني نظارته الداكنة، ومسح دموعه. «انظر إلى الدول المسلمة! لماذا يقتل المسلمون بعضهم بعضا؟ أريد أن أقول إن هذا ما جنيناه وحققناه. لا يمكن أن نقول إن هذه مؤامرة من أميركا أو إسرائيل؛ نحن أصل الكارثة.