وزير الخارجية الأردني يبحث في بغداد «القضاء النهائي على داعش» وفتح معبر طريبيل

وزيرا خارجية العراق والأردن إبراهيم الجعفري (يمين) وأيمن الصفدي خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
وزيرا خارجية العراق والأردن إبراهيم الجعفري (يمين) وأيمن الصفدي خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية الأردني يبحث في بغداد «القضاء النهائي على داعش» وفتح معبر طريبيل

وزيرا خارجية العراق والأردن إبراهيم الجعفري (يمين) وأيمن الصفدي خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
وزيرا خارجية العراق والأردن إبراهيم الجعفري (يمين) وأيمن الصفدي خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد أمس (إ.ب.أ)

زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس، العاصمة العراقية بغداد، والتقى رؤساء الجمهورية فؤاد معصوم، والوزراء حيدر العبادي، ومجلس النواب سليم الجبوري. وجدد الوزير الأردني وقوف بلاده إلى جانب العراق في حربه ضد تنظيم داعش، معلنا أن عمّان تتطلع إلى إعادة افتتاح معبر طريبيل الحدودي بين البلدين بأسرع وقت ممكن، لافتا إلى أن تاريخ ذلك في أيدي الجانب العراقي.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية أن لقاء العبادي مع الصفدي ناقش «تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية، والتعاون الأمني والاستخباري والاقتصادي، والحرب ضد الإرهاب»، كما بحثا «توحيد المواقف في شأن القضاء على (داعش) نهائيا في المنطقة، ومعالجة جذور الإرهاب ومنها الفكرية».
وأشار البيان إلى أن الاجتماع بحث «تهيئة مستلزمات الإسراع بفتح المنفذ الحدودي (طريبيل) مع الأردن» الذي أغلق قبل نحو ثلاث سنوات بعد سيطرة «داعش» على محافظة الأنبار المحاذية لحدود الأردن.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين أعرب نهاية يوليو (تموز) الماضي عن تفاؤله في شأن الأوضاع في العراق، وإمكان فتح المعبر الحدودي بين الأردن والعراق خلال العام الحالي. ويمثّل معبر طريبيل أهمية خاصة للعراق والأردن منذ سنوات، إذ يسمح بعبور الأشخاص ومختلف البضائع والسلع بين البلدين. وكان يُعد المنفذ الأهم إبان فترة الحصار الاقتصادي على العراق في عقد التسعينات من القرن الماضي.
وأوضح بيان رئاسة الوزراء العراقية، أن الصفدي نقل «تهنئة ملك الأردن ورئيس الوزراء الأردني بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية على عصابات (داعش) الإرهابية وتحرير الأراضي العراقية».
إلى ذلك، نفى الصفدي وجود مطلوبين عراقيين في بلاده، معتبرا أن «افتتاح المعبر الحدودي بين البلدين يمثّل رسالة بأننا هزمنا الإرهاب». وقال الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد، إن «الحرب على الإرهاب حربنا جميعاً، ونحن ملتزمون بهذا الجهد للقضاء على هذه الآفة». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الصفدي قوله في المؤتمر الصحافي: «تاريخ إعادة افتتاح معبر طريبيل بيد العراقيين لضمان الأمن، ونتطلع إلى إعادة افتتاحه بأسرع وقت ممكن، وننتظر تحديد موعد الافتتاح من قبل الجانب العراقي».
وسُئل الصفدي عن مسألة تسليم بلاده مطلوبين إلى العراق، فرد بالقول: «ليس لدينا مطلوبون أمنيون (عراقيون) في الأردن، وبلادي ملتزمة بالقانون وحريصة على العلاقات مع العراق».
من جانبه، دعا الوزير الجعفري الأردن إلى لعب «دور مهم في إعادة إعمار العراق». وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك «إننا نطمح إلى أن يلعب الأردن دورا مهما في إسناد العراق بالإعمار والبناء»، مشيرا إلى حاجة البلدين للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن الصفدي أكد خلال مباحثاته مع رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن العراق بلد مهم بالنسبة إلى الأردن وكل بلدان المنطقة، مضيفا أن الحكومة الأردنية حريصة على إدامة العلاقات بين البلدين والدفع بجهد أكبر نحو توسيع التعاون وتوثيق أواصر الأخوة وحسن الجوار بما يخدم مصالح الشعبين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».