أسفرت عملية أمنية استباقية، نفذتها قوات مكافحة الإرهاب في تونس، عن مقتل اثنين من الإرهابيين سقطا إثر تبادل لإطلاق النار مساء أول من أمس، في جبل بيرينو بمنطقة القصرين (وسط غربي تونس)، مع مجموعة من الإرهابيين. كما أسفرت العملية عن إلقاء القبض على إرهابي ثالث مصاب، وحجز 3 قطع أسلحة من نوع كلاشينكوف.
بدوره، أكد سفيان السليطي، المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، أن العناصر الإرهابية، سواء التي تم القضاء عليها أو إصابتها بصفة مباشرة، تابعة لما يسمى بكتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية.
ورجح أن يكون أحد الإرهابيين القتيلين الإرهابي مراد الشايب، المكنى «أبو عوف المهاجر»، وهو شقيق الإرهابي الجزائري خالد الشايب (لقمان أبو صخر) الذي لقي حتفه في مواجهات مع قوات الأمن التونسي في جبل عرباطة بمنطقة قفصة (جنوب غربي تونس). ولم يؤكد ذلك حتى صدور نتيجة التحاليل الجينية. وقد تولى أبو عوف المهاجر قيادة كتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية بعد مقتل شقيقه في شهر مارس (آذار) 2015.
وأشار السليطي إلى أن العملية الأمنية التي شهدها جبل بيرينو استباقية، وكانت موضوع إشراف قضائي من قبل النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب منذ أكثر من شهر، وأضاف أنها نفذت بتنسيق مع الوحدة الوطنية لمكافحة جرائم الإرهاب بالإدارة العامة للحرس الوطني التونسي.
ومن جانبه، أفاد العميد خليفة الشيباني، المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، أن وحدات الحرس تمكنت في الساعات الأولى من صباح أمس من القبض على عنصر إرهابي ثالث، قال إن حالته الصحية كانت حرجة بسبب الإصابات الخطيرة التي لحقت به في تلك العملية الأمنية.
ورجحت مصادر أمنية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن يكون الإرهابي المصاب الذي وقع في قبضة وحدات الحرس الوطني تونسي الجنسية، ويدعى فخر الدين البرهومي، وهو من مواليد 17 يوليو (تموز) 1993، من محافظة جندوبة (170 كلم شمال غربي العاصمة التونسية)، وقد صدرت في حقه عدة مذكرات تفتيش منذ عام 2013، نتيجة الاشتباه بمشاركته في عدة هجمات نفذتها عناصر إرهابية في مناطق الشمال الغربي التونسي.
وبشأن تفاصيل هذه العملية الأمنية، قال الشيباني إن وحدات الحرس الوطني نصبت كميناً ناجحاً لمجموعة إرهابية تنتمي إلى كتيبة عقبة بن نافع، وهي مجموعة متحصنة بمرتفعات جبل بيرينو، بعد ورود معلومات استخباراتية عن تحركاتهم في مناطق جبلية وعرة.
وكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية مجموعة متطرفة مسلحة تتحصن منذ نهاية 2012 بجبال الشعانبي من ولاية القصرين، على الحدود بين تونس والجزائر، وهي مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقد خططت لإقامة «أول إمارة إسلامية» في بلاد المغرب العربي في تونس، بحسب زعمها.
وفي شهر سبتمبر (أيلول) من سنة 2014، أعلنت الكتيبة المتطرفة مبايعتها لتنظيم داعش. كما تتهمها السلطات التونسية بالمسؤولية عن الهجوم الذي استهدف متحف باردو (غرب العاصمة التونسية)، في 18 مارس 2015، الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً، بينهم 21 سائحاً أجنبياً.
كما حملتها المسؤولية عن الهجمات الإرهابية التي استهدفت وحدات الجيش التونسي سنتي 2013 و2014، التي أدت إلى مقتل 8 عسكريين في الهجوم الأول سنة 2013، و15 عسكرياً في الهجوم الثاني، إلى جانب هجوم على منزل لطفي بن جدو، وزير الداخلية التونسية السابق.
عملية أمنية في تونس تسفر عن مقتل متطرفين تابعين لـ«عقبة بن نافع»
ترجيحات أن أحدهما قائد الكتيبة الموالية لـ«داعش»
عملية أمنية في تونس تسفر عن مقتل متطرفين تابعين لـ«عقبة بن نافع»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة