العمليات ضد «داعش» تدخل عامها الرابع

«البنتاغون»: التنظيم يواجه هزيمته الحتمية

طائرة مراقبة واستطلاع بريطانية على متن حاملة الطائرات الأميركية «جورج بوش» تستعدللإقلاع من ميناء بورتسموث بجنوب إنجلترا للمشاركة في مجريات الحرب ضد «داعش» (إ.ب.أ)
طائرة مراقبة واستطلاع بريطانية على متن حاملة الطائرات الأميركية «جورج بوش» تستعدللإقلاع من ميناء بورتسموث بجنوب إنجلترا للمشاركة في مجريات الحرب ضد «داعش» (إ.ب.أ)
TT

العمليات ضد «داعش» تدخل عامها الرابع

طائرة مراقبة واستطلاع بريطانية على متن حاملة الطائرات الأميركية «جورج بوش» تستعدللإقلاع من ميناء بورتسموث بجنوب إنجلترا للمشاركة في مجريات الحرب ضد «داعش» (إ.ب.أ)
طائرة مراقبة واستطلاع بريطانية على متن حاملة الطائرات الأميركية «جورج بوش» تستعدللإقلاع من ميناء بورتسموث بجنوب إنجلترا للمشاركة في مجريات الحرب ضد «داعش» (إ.ب.أ)

تدخل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لدحر تنظيم داعش في العراق وسوريا هذا الأسبوع عامها الرابع، و«البنتاغون» على قناعة بحتمية هزيمة المتطرفين. في 8 أغسطس (آب) عام 2014 انطلقت طائرتا «إف آي - 18» من حاملة الطائرات «جورج دبليو. بوش» في الخليج، لتلقيا 500 رطل من القنابل الموجهة بالليزر على مقاتلي تنظيم داعش قرب أربيل في شمال العراق. وشكّل هذا العمل العسكري بدء الحملات الجوية المكثفة التي تم تعزيزها لاحقا بتدريب وتجهيز قوات محلية لمحاربة المتطرفين، بداية في العراق ولاحقا في سوريا.
خرج تنظيم داعش إلى الضوء في بداية عام 2014، عندما اكتسح عناصره مناطق في شمال العراق وسوريا، قبل أن يسيطروا على مدن رئيسية، منها الموصل والرقة، مخلفين أعمالا وحشية وبربرية. وفي ذروة تقدمه سيطر تنظيم داعش على مساحة 40 ألف ميل مربع (104 آلاف كيلومتر مربع)، وحتى أنه هدد بغداد مع انهيار وحدات الجيش العراقي ودخولها في حالة من الفوضى، تزامنا مع اقتراب المتطرفين.
وقال الكابتن جيف ديفيس، الناطق باسم «البنتاغون»: «كان لديهم 8 ملايين شخص أسرى لحكمهم الهمجي ويعيشون في بؤس، كثيرون أجبروا على التحول إلى لاجئين والعيش في الحرمان». وبعد 3 سنوات على بدء حملة التحالف، تمت استعادة 70 في المائة من المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في العراق، و50 في المائة من المناطق في سوريا. وقال ديفيس: «لم يتمكن تنظيم داعش من أخذ ولو بوصة واحدة مجددا من المناطق التي حررناها». وأضاف: «تنظيم داعش يواجه هزيمته الحتمية. سوف ننتصر وهم سيهزمون. ويتكون التحالف من 69 دولة، مع أن عددا قليلا من هؤلاء الشركاء يساهم في الحملة الجوية أو مهمات التدريب».
وعلى الرغم من أن الخبراء يتوقعون في النهاية انهيار «الخلافة» التي أعلنها تنظيم داعش بشكل ذاتي، فإن الجهاديين يقاتلون عبر دعوة أتباعهم إلى شن هجمات إرهابية حول العالم.
وبدءا من 26 يوليو (تموز) 2017، نفذ التحالف 13221 غارة في العراق، و10701 في سوريا، ما مجموعه 23922 غارة، بكلفة بمعدل 13.6 مليون دولار يوميا. وشهد القتال ضد المتشددين طلعات جوية قتالية مستمرة، غالبا في مناطق مأهولة. واعترف التحالف بمقتل 624 مدنيا حتى اليوم، رغم أن الخبراء يقولون إن العدد الحقيقي أعلى بكثير.
وقال ديفيس: «في حين أن هذه الحملة هي الأكثر دقة في تاريخ الحروب، إلا أن المدنيين يموتون في الحروب، وهذه هي الحقيقة المحزنة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.