موراتا «اللطيف» يريد أن يصبح «وحشاً» في فريق كونتي

المهاجم الإسباني المنتقل حديثاً لتشيلسي من ريال مدريد يملك كل المقومات لكنه يفتقر إلى الشراسة

كونتي يثق في قدرات موراتا (رويترز) - موراتا يأمل أن يكون انضمامه لتشيلسي مفتاح العودة للتألق - موراتا يريد اللعب باستمرارية للمحافظة على مكانه بمنتخب إسبانيا (أ.ف.ب)
كونتي يثق في قدرات موراتا (رويترز) - موراتا يأمل أن يكون انضمامه لتشيلسي مفتاح العودة للتألق - موراتا يريد اللعب باستمرارية للمحافظة على مكانه بمنتخب إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

موراتا «اللطيف» يريد أن يصبح «وحشاً» في فريق كونتي

كونتي يثق في قدرات موراتا (رويترز) - موراتا يأمل أن يكون انضمامه لتشيلسي مفتاح العودة للتألق - موراتا يريد اللعب باستمرارية للمحافظة على مكانه بمنتخب إسبانيا (أ.ف.ب)
كونتي يثق في قدرات موراتا (رويترز) - موراتا يأمل أن يكون انضمامه لتشيلسي مفتاح العودة للتألق - موراتا يريد اللعب باستمرارية للمحافظة على مكانه بمنتخب إسبانيا (أ.ف.ب)

وصف دييغو مارينو، لاعب منتخب إسبانيا الفائز ببطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما في 2013 زميله المنتقل من ريال مدريد إلى تشيلسي ألفارو موراتا بأنه لاعب لطيف للغاية لا يكن «حقدا أو غلا» للآخرين، مشيرا إلى أن كل من يعرفه يعشقه على الفور، بما في ذلك فرناندو باتشيكو، زميله السابق في فريق الشباب في ريال مدريد ومنتخب إسبانيا، رغم تصريحه «شيء سيئ» أن تقيم مع موراتا في الغرفة نفسها. وقال أحد المديرين الفنيين بنادي أتليتكو مدريد الذي انضم له موراتا وهو في الحادية عشرة من عمره: «موراتا يتمتع برونق خاص، وأنا أحبه للغاية».
وما أن تتحدث إلى موراتا حتى تدرك أنه شخص عميق التفكير ومتفتح وحساس، ولطيف للغاية. ويعتقد البعض أن هذه الصفات الجيدة تمثل مشكلة للاعب داخل المستطيل الأخضر. يقول مارينو: «في بعض الأحيان تفرض عليك كرة القدم أن تصبح وغدا، لكنه ليس كذلك. ربما يؤثر ذلك على صورة اللاعب في أذهان الناس، لكن كرة القدم تتطلب ذلك، وموراتا يقوم بكل شيء بطريقة ممتازة». وحث البعض الآخر موراتا على أن يصبح «شريرا» داخل الملعب، إن جاز التعبير، وأن يكون أكثر شراسة، وجاءت تلك النصيحة من أولئك الذين يحبون اللاعب كثيرا، مثل حارس المرمى الإيطالي الكبير جيجي بوفون، الذي نصحه بألا يدع الناس يرونه وهو يبكي وألا يسمح للعالم بأن يرى نقطة ضعفه أو أن يسمح للضغوط بأن تتسلل إلى نفسه.
وقال بوفون الصيف الماضي: «قلت له مازحا إن لديه كل المقومات التي يحتاج إليها المهاجم بشرط أن يتغلب على مشاكله الذهنية. وقلت له إنه لو توقف عن الشعور بالأسف تجاه نفسه لأصبح لاعبا قادرا على إحداث الفارق ومساعدة فريقه على الفوز في المباريات». وقال بوفون إنه كان يمزح بعض الشيء في تلك التصريحات، لكن الحقيقة أنه سعيد للغاية لأن موراتا تغلب على الصعوبات التي واجهته في تورينو وخرج من تلك التجربة أكثر نضجا، وهو ما يثبت أنه مهاجم رائع للغاية. لكن الحقيقة هي أن شخصية موراتا بحاجة إلى بعض التطور في هذا الإطار، والدليل على ذلك أن المدير الفني لمنتخب إسبانيا، جولين لوبيتيجي، قد صرح بأن موراتا بحاجة إلى أن يكون أكثر عدوانية وصلابة وحدة.
وأشار لوبيتيجي إلى أن موراتا يجب أن يؤمن بقدراته وإمكانياته بصورة أكبر، وقال له: «أنت أفضل مما تعتقد». وتطرق بوفون إلى النقطة نفسها قائلا: «موراتا لا يزال صغيرا في السن، وهو لا يدرك حتى قيمته في بعض الأحيان. إنه يملك الموهبة التي لا يملكها سوى اللاعبين الكبار».
ودائما ما كان موراتا رائعا، رغم أنه كان من الممكن أن يكون أفضل في عالم التنس، لكن طريقه في كرة القدم لم يكن واضحا دائما منذ البداية. لقد كان مؤمنا بأن هذا الطريق ليس سهلا، ولذا قاتل من أجل الوصول إلى ما هو عليه الآن. كان موراتا مهووسا بكرة القدم منذ صغره، وقضى ساعات طويلة وهو طفل يحدق في حذاء كرة القدم بمتجر ديكاتلون للمنتجات الرياضية، كما قضى سنوات أخرى لكي يصل إلى المكانة التي عليها الآن كلاعب محترف. وسرعان ما ظهرت موهبة اللاعب الشاب الذي سجل الكثير والكثير من الأهداف، ويذكر أنه في أحد المواسم سجل، وهو لم يتجاوز السابعة من عمره، 120 هدفا. يقول معلمه: «كان بإمكانه أن يقوم بأشياء لا يستطيع القيام بها من هم أكبر منه بخمس سنوات».
وفي معظم السنوات، كانت مدرسته في ميراسيرا بشمال مدريد تصل إلى النهائيات الإقليمية التي تقام في العاصمة الإسبانية. وكانت هي المدرسة الوحيدة التي تلعب أمام أندية ريال مدريد وأتلتيكو مدريد ورايو فايكانو، أمام عدد كبير من الكشافة الذين يبحثون عن المواهب الشابة. وكان فريق موراتا دائما ما يخسر، لكنه جذب أنظار الكشافة. وفي أول مرة يطلب فيها ريال مدريد انضمام اللاعب إلى صفوفه، لم تسمح عائلته له بالذهاب للنادي لأن درجاته في الدراسة لم تكن جيدة، وكانوا يعتقدون أنه من الأفضل له أن يركز على الدراسة وأن يلعب كرة القدم كهواية من أجل الاستمتاع فقط. انضم موراتا إلى أتلتيكو مدريد، الذي كان يشجعه جده إجناسيو، لكن الطفل الصغير لم يكن يستمتع باللعب هناك، ولذا رحل وانضم لنادي زونا نورتي المحلي، ثم خيتافي وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد في نهاية المطاف.
وفي هذه المرحلة، كان موراتا يأتي في المركز الثاني من حيث نسبة تسجيل الأهداف في عدد الدقائق التي يلعبها، بعد نجم برشلونة ليونيل ميسي، لكن دوره انحسر بعض الشيء خلال المباريات الكبرى.
وفي ذلك الوقت، كان موراتا لاعبا سريعا للغاية وصغيرا في الحجم. ولا يزال لديه صورة مع فرناندو توريس، وهو لا يصل بالكاد إلى خصره. وفي الصورة التالية لهما معا، عندما كان موراتا في جولة في لوس أنجليس مع ريال مدريد وهو في السابعة عشرة من عمره بينما كان توريس هناك مع نادي تشيلسي، كان موراتا هو الأطول هذه المرة. لقد حدث ذلك في وقت متأخر، لكنه حدث بسرعة كبيرة، وحدثت طفرة في نمو موراتا بداية من عامه الرابع عشر. ورغم هذا النمو السريع، ظل موراتا يلعب بالطريقة القديمة نفسها، فكان يجري بخطوات صغيرة كما لو كانت قدماه لم تنموان. ونتيجة لذلك، بدأ اللاعب يجري تدريبات إطالة، حتى يصبح أسرع ويركض بخطوات أوسع.
وواصل موراتا إحراز الأهداف وانضم لمنتخب إسبانيا في مراحله العمرية المختلفة، وحصل على لقب الهداف في بطولات كأس الأمم الأوروبية التي حصلت عليها إسبانيا تحت 19 عاما و21 عاما. وقال جوناس راماليو، زميله في منتخب إسبانيا والذي كان يلعب آنذاك في صفوف أتلتيك بلباو: «لقد كان دائما لاعبا عظيما، ولديه موهبة كبيرة. حسنا، لقد كان يلعب في ريال مدريد». وأراد ريال مدريد أن يمنح اللاعب الشاب مزيدا من الخبرات فأشركه بفريق الرديف بالنادي، لكن المرحلة الأخيرة كانت هي الأصعب، ولكي يؤمن موراتا بنفسه كان يجب على الآخرين أن يؤمنوا بقدراته أولا.
اختاره المدير الفني السابق لريال مدريد جوزيه مورينيو في جولة الفريق استعدادا للموسم الجديد وهو في السابعة عشرة من عمره وكان هناك قدر كبير من التواصل بين المدير الفني البرتغالي واللاعب الشاب، لكنه وجد منافسة شرسة من أفضل لاعبي العالم في فريق مدجج بالنجوم. ومرت سبع سنوات منذ ذلك الحين، واكتسب موراتا خبرات كبيرة حتى الربيع الماضي وتعلم الكثير والكثير من تجربة إعارته ليوفنتوس الإيطالي، لكنه لم يخف أيضا أن إحباطه قد زاد وأنه قد سئم من عدم منحه الفرصة الكافية في ريال مدريد، رغم أنه يبذل كل ما في وسعه.
ويجب أن نعرف أن اللاعبين هم بشر في نهاية المطاف، وقد عانى اللاعب كثيرا في إيطاليا، وتحدث بصراحة كبيرة عن كيف ساعدته أليس، التي تزوجها هذا الصيف، على التغلب على تلك الصعوبات، وكيف ساعده بوفون وزملاؤه في يوفنتوس على تجاوز تلك المرحلة الصعبة. لكن لم يكن هذا كل ما في الأمر، فقد رأى اللاعب كرة القدم من الداخل ولم يكن الأمر يروق له دائما وأدرك أن كرة القدم لا تقتصر على قيام اللاعب بواجبه على أكمل وجه داخل المستطيل الأخضر، وتحدث بمرارة عن أن لاعبي كرة القدم لا يملكون دائما تحديد مصيرهم بأنفسهم. لقد وضع ريال مدريد شرطا في عقد موراتا يسمح للنادي باستعادته من يوفنتوس مرة أخرى، وبالفعل استخدم النادي الملكي هذا الشرط الموسم الماضي وقطع مسيرة اللاعب مع يوفنتوس في منتصف الموسم.
لم يكن موراتا يعرف خطط ريال مدريد بشأنه وتأثر كثيرا بحالة عدم اليقين التي تحيط بمستقبله مع النادي، وكان يتساءل عما إذا كان النادي قد أعاده من يوفنتوس من أجل أن يبيعه مرة أخرى؟ لقد كان هذا خيار الريال وليس خياره هو، كما سبق وأن رفض النادي الصيف الماضي عرضا من تشيلسي لضم اللاعب مقابل 60 مليون يورو وقرر الاحتفاظ به. لقد قيل لموراتا إنه سيحصل على فرص لإثبات نفسه، لكن هذه الفرص كانت أقل مما يتمنى. لقد اتبع ريال مدريد نظام «المداورة» بين اللاعبين في الخط الأمامي، وكان موراتا ثاني أكثر لاعبي الفريق تسجيلا للأهداف بـ20 هدفا الموسم الماضي، وكان من بينها أهداف مهمة للغاية. وجاء في المركز الثاني من حيث نسبة تسجيل الأهداف في الدقائق التي شارك بها، بعد ميسي، لكنه لم يكن يشارك كثيرا في المباريات المهمة، حيث لم يلعب سوى 25 دقيقة بدءا من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا.
وعندما سئل عما إذا كان قد شعر بالدهشة لمنح موراتا الفرصة للرحيل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في صفقة بلغت قيمتها 65 مليون جنيه إسترليني، قال مارينو: «لا، لكن الشيء الذي جعلني أشعر بالدهشة هو أنه لم يلعب كثيرا في ريال مدريد. إنه مهاجم من طراز فريد ويملك كل مقومات هذا المركز. كان يمكنه أن يلعب دورا أكبر. كان يلعب في فريق مدجج بالنجوم، لكنه كان يترك بصمة واضحة في كل مرة يلعب فيها. يتعين عليه أن يشارك في المباريات بشكل مستمر، وفي كل مرة كان يلعب فيها كان يثبت قدراته».
كان موراتا يشعر بالشيء نفسه وبأن أمامه عائقا كبيرا يمنعه من المشاركة في المباريات وبأن هذا العائق سوف يكبر بمرور الوقت، وكان يتمثل هذا العائق في تعاقد النادي مع عدد كبير من النجوم. وشعر موراتا - بغض النظر عما إذا كان هذا الشعور صحيحا أم لا - بأن بعض القرارات لم تكن تتخذ بناء على قدرات اللاعب في كرة القدم وحدها وأن الملعب ليس هو المعيار الوحيد لاختيار اللاعبين في التشكيلة الأساسية. واعترف موراتا على الملأ بأنه بحاجة إلى المشاركة في عدد أكبر من المباريات، قائلا: «أنا بحاجة إلى المشاركة في المباريات بصفة أساسية، وخلال السنوات الثلاث الماضية لم تتح لي هذه الفرصة: في يوفنتوس لأسباب معينة، وفي ريال مدريد كان الأمر صعبا».
وأضاف: «أريد أن أشارك بصفة أساسية في عدد أكبر من المباريات، وأعتقد أنني سأصل إلى مستوى أفضل. من الصعب أن تلعب لمدة عشر دقائق في المباراة الواحدة ثم 20 دقيقة، ثم تنتظر أسبوعين لكي تلعب مرة أخرى. إنه وضع صعب يتعين عليك التكيف معه، لكنه سيتغير يوما ما». ويصر موراتا على أن هذا الوضع يجب أن يتغير. ورغم أنه لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره، فقد سجل أكثر من مائة هدف وحصل على 14 بطولة، بما في ذلك الثنائية مرتين مع يوفنتوس ودوري أبطال أوروبا مرتين مع ريال مدريد. ومع ذلك، يرى موراتا أن هذا ليس كافيا، وأنه كان من الضروري أن «يأخذ هذه الخطوة» لكي يثبت أقدامه بصورة حقيقية. وأضاف موراتا: «يجب أن ألعب كل أسبوع، لكن هذا لا يتوقف علي أنا فقط».
وجاءت الفرصة التي يريدها في إنجلترا. ويرى باتشيكو أن الدوري الإنجليزي الممتاز يناسب موراتا تماما، في حين قال راماليو: «موراتا يلعب بشكل مباشر وسريع، وهذا يناسب كرة القدم في إنجلترا». وقال مارينو إن أهم شيء في هذه الخطوة يكمن في أن موراتا سوف يحصل على الفرصة، مضيفا: «في ريال مدريد هناك لاعبون لا يمكن المساس بهم، وكان الأمر صعبا بالنسبة له لأنه لم يصل إلى تلك المكانة. أما الآن فسوف يحصل على الفرص ويتعين عليه أن يثبت أنه يستحقها. ربما لا يكون أفضل مهاجم في العالم، لكن يمكنه الوصول لذلك. أما بالنسبة لحاجته لأن يكون أكثر شراسة، فربما يتحقق ذلك مع الوقت وهو بحاجة لأن يظهر قدراته للآخرين وأن يثبت نفسه».
وأضاف مارينو: «أعترف بأنني متحيز لموراتا، لأنني دائما ما أحبه منذ أن كنت ألعب معه، وأنا سعيد للغاية بخطوته الجديدة، كرة القدم الإنجليزية تناسبه تماما لأنه مهاجم صريح يقوم بكل شيء بصورة رائعة ويمكنه التكيف مع جميع الخطط التكتيكية. إنه لا يكتفي بتسجيل الأهداف، لكنه يصنع الأهداف ويقاتل داخل الملعب ويتعاون مع زملائه بالفريق ويمكنه الربط بين خطوط الفريق المختلفة ويلعب جيدا بقدميه ومميز للغاية في ألعاب الهواء ويتسم بالقوة الكبيرة. أنا متابع جيد لكرة القدم الإنجليزية وأرى أن طريقة لعبه تناسبها تماما. لقد تكيف مع اللعب في إسبانيا وإيطاليا، فلماذا لا يتكيف مع اللعب في إنجلترا؟».
وفي بداية الصيف الحالي، كان موراتا يتوقع الانضمام لمانشستر يونايتد للعب تحت قيادة جوزيه مورينيو، الذي بعث له برسالة عندما فاز بلقب الدوري الإيطالي مع يوفنتوس يقول فيها إنه يجب أن يفوز بالدوري في 3 بلدان مختلفة. ولكن بعدما فشلت المفاوضات بين مانشستر يونايتد وريال مدريد وأصبح مصيره ليس بيديه مرة أخرى، كان من الطبيعي أن ينتقل إلى تشيلسي، لأنه كان يتوقع منذ البداية أن يلعب في «ستامفورد بريدج».
وقال موراتا قبل ثلاثة أشهر من الآن: «أنا متأكد أنني سأعمل مع كونتي عاجلا أم أجلا... إنه أكثر مدير فني راهن على قدراتي حتى من دون أن أكون في فريقه، وهذا شيء أدركه تماما. أشعر بأنني مدين له، لأنه المدير الفني الذي وثق بي وجعلني أشعر بأنني قادر على اللعب في أعلى المستويات وأن أقدم أفضل ما لدي، ورغم ذلك لم تتح لي الفرصة لكي أعمل معه». كما أنه هو المدير الفني الذي وعد موراتا بأن يحوله إلى «وحش» في فريقه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».