عون: الوحدة الوطنية حمت لبنان من الإرهاب

عون: الوحدة الوطنية حمت لبنان من الإرهاب
TT

عون: الوحدة الوطنية حمت لبنان من الإرهاب

عون: الوحدة الوطنية حمت لبنان من الإرهاب

أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أن «الوحدة الوطنية التي تعززت في الفترة الأخيرة، حمت لبنان ومكّنته من مواجهة الإرهاب بإرادة وطنية جامعة»، عادّاً أن «الأوضاع تتجه نحو الاطمئنان والخير»، مشددا على دور اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم، وضرورة استمرار تواصلهم مع الوطن الأم.
وقال عون في كلمة جاءت خلال استقباله في قصر بعبدا وفداً من الانتشار اللبناني من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأوروبا والخليج وأفريقيا وأميركا الجنوبية والعراق، بحضور سفير لبنان المعيّن لدى الولايات المتحدة الأميركية غابي عيسى، إن لبنان «بلد صغير بحدوده الجغرافية، إلا أن مساحته تغطي العالم بكامله من خلال وجود أبنائه في مختلف أرجائه، وامتداد انتشارهم من القطب إلى القطب، ما يشكل عامل قوة للبنان، البلد (الكوني)، الذي وبسبب هذه الصفة التي تجمع الشرق والغرب، يبقى عرضة للمشاكل بشكل دائم».
وأضاف: «لقد تمكنا من حماية لبنان من المشاكل الإقليمية، وفرض الاستقرار والأمن في ربوعه»، مشيراً في الوقت نفسه، إلى «أهمية المعركة التي يخوضها لبنان ضد الإرهاب على الحدود الشرقية». وتابع: «نجحنا في مكافحة الإرهاب الذي ضرب ولا يزال مختلف دول العالم، ومن بينها لبنان الذي عانى منه في مرحلة من المراحل، حيث لم تكن الاستعدادات لمواجهته كافية، لأن الحروب التي سببها الإرهاب كانت أشبه بالنار التي أشعلت القش بقوة، إلا أن وحدتنا الوطنية التي تعززت حمت الداخل ولم تحصل أي ضربة كف»، لافتاً إلى أن «تعزيز الوحدة الوطنية تحقق بكثير من الإنجازات بعد الانتخابات الرئاسية، عبر تأليف الحكومة ووضع قانون انتخابي جديد يكرّس العدالة والمساواة بشكل أفضل».
وأكد الرئيس عون أن «الأوضاع في لبنان تتجه نحو الاطمئنان والخير»، لافتاً إلى أن لبنان «واجه ولا يزال ثلاث أزمات؛ بدءاً من الأزمة الاقتصادية العالمية، مروراً بالحروب التي طوقته بالحديد والنار، وصولاً إلى النزوح السوري الكثيف نحو أراضيه، من دون أن ننسى اللجوء الفلسطيني الذي حصل في الفترة الماضية». وأوضح أن الأمم المتحدة «لا تقدم مساعداتها للدولة اللبنانية لتمكنها من تحمل عبء هذا النزوح، بل تقدمها بشكل مباشر إلى النازحين، ما يعتبر من أهم الصعوبات التي يواجهها لبنان حالياً»، مشيراً إلى أن لبنان «يعيش أزمة اقتصادية، نسعى دائماً وبجهود مكثفة لوضع حلول لها عبر تغطية العجز الذي تعاني منه المالية العامة كي لا يبقى رازحاً تحت نتائج هذه الأزمة الصعبة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.