أكدت الشرطة العسكرية الروسية استعدادها التصدي لـ«أي هجمات قد تشنها مجموعات إرهابية» في منطقة الغوطة، في وقت أفيد بنشر الجيش الروسي صواريخ محمولة مضادة للطائرة قرب دمشق بالتزامن مع أنباء عن وجود 20 طائرة عسكرية روسية في قاعدة حميميم في اللاذقية.
ونقلت وكالة «تاس» عن أليكسي بولاتينسكي، ضابط مجموعة الشرطة العسكرية المنتشرة على الحواجز في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية، قوله إن العسكريين الذين يقومون بمهام المناوبة في الأجزاء الجنوبية من منطقة «خفض التصعيد» في الغوطة الشرقية مستعدون لصد هجمات الإرهابيين، لافتاً إلى أن «المعلومات تشير إلى وجود مجموعة من (جبهة النصرة) تضم نحو 350 مقاتلا، بالقرب من خطوط التماس، بأسلحة رشاشة ومدفعية»، وأكد أن «هؤلاء يستهدفون كل من يقع على مرمى نيرانهم ولا نية لديهم للاتفاق مع أي كان على هدنة». ولم يستبعد أن تقوم تلك المجموعة بمهاجمة الحواجز الروسية ونقاط المراقبة، وأكد أن قوات الشرطة العسكرية الروسية وزعت المهام والنقاط بشكل يضمن القدرة على الرد بالشكل المناسب.
وتنتشر مجموعات من الشرطة العسكرية الروسية في أكثر من منطقة في سوريا. وكانت المرة الأولى التي تنتشر فيها كتيبة من تلك القوات على الأراضي السورية، بعد معركة حلب العام الماضي، حيث أعلنت روسيا إرسال كتيبة قوامها جنود من الوحدات الخاصة الشيشانية، وأطلقت عليهم «شرطة عسكرية» يقومون بمهام حفظ الأمن، بحسب تصريحات المسؤولين الروس. وقامت روسيا بنشر مجموعة جديدة من تلك القوات، بموجب اتفاق «منطقة خفض التصعيد» جنوب – غرب سوريا. ومن ثم قامت بنشر مجموعتين بموجب الاتفاقين الأخيرين حول منطقة خفض التصعيد في الغوطة، ومنطقة خفض التصعيد في ريف حمص.
وحصلت روسيا عبر تلك الاتفاقيات على شرعية من المعارضة السورية لنشر قوات برية بغض النظر عن تسميتها. كما أن اتفاقيات مناطق خفض التصعيد تعطي الجانب الروسي ضمنا الحق في الرد العسكري على أي هجمات تشنها مجموعات مثل «جبهة النصرة» من مواقع لها في تلك المناطق. ويرى مراقبون، أن هذه التغيرات الطفيفة تمهد لدور جديد ستقوم به القوات الروسية في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
في سياق متصل، كشف موقع «روسكايا فيسنا» الروسي عن نشر وحدات عسكرية روسية مزودة بمنظومة صواريخ «فيربا» المحملة على الكتف، المضادة للطائرات، على حاجزين من الحواجز في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية. ويقول: «روسكايا فيسنا» نقلا عن مصدر عسكري روسي، إن وحدة عسكرية روسية مزودة بتلك المنظومة الصاروخية قامت يوم الثاني من أغسطس (آب) بإسقاط طائرة من دون طيار، استخدمتها «جبهة النصرة» في دمشق لتوجيه القصف المدفعي من جانب الإرهابيين، بما في ذلك القصف على السفارة الروسية في دمشق. ومعروف أن منظومة «فيربا» هي من أحدث الأنظمة المحمولة على الكتف المضادة للطائرات. قادرة على إسقاط حتى الطائرات من دون طيار، والصواريخ المجنحة التي تطير بسرعة تصل إلى 500 متر في الثانية، كما يمكنها إصابة الهدف بشكل مؤكد حتى في حالة استخدامه المصائد الحرارية. تصيب هذه الصواريخ المحمولة أهدافها الجوية على بعد 500 – 6400 م وعلى ارتفاع 10 – 4500 م. والمنظومة مزودة بمعدات توجيه أوتوماتيكية، حيث يمكنها خلال 8 ثوان أن تكون جاهزة لإصابة الهدف. واللافت، أن موقع «روسكايا فيسنا» تحدث عن نشر هذه المنظومة من الصواريخ في سوريا في سياق حديثه عن الاتفاق على منطقة خفض تصعيد في الغوطة، ولفت إلى أنه تم إعلان حظر جوي شامل فوق منطقة خفض التصعيد تلك ونشر تلك المنظومات الصاروخية هناك. ولم تصدر أي تأكيدات عن جهات رسمية روسية للمعلومات على الموقع.
إلى ذلك، كشف موقع «ذا درايف»، عن وجود صور تكشف انتشار أكثر من 20 مقاتلة روسية في مطار حميميم العسكري، من أجيال مختلفة «إس يو - 27- 30- 34- 35». ولفت الموقع إلى أن الصور الفضائية تعود إلى 15 يوليو (تموز) 2017. وتظهر 11 مقاتلة من نوع «إس يو - 24 فينسرز» و«إس يو - 25»، حيث يستخدم هذان النوعان من المقاتلات بشكل استثنائي لنقل الذخيرة من الجو للأرض، وهما أقل تقدما من «فلانكر» النوع المحسّن منها، وهي «سوخوي 27 إس إم 3». وذكر التقرير، أن الجيش الروسي لم يكن ينشر في الحقيقة سوى أربع مقاتلات في وقت واحد، إلا أن العدد زاد مع الوقت. ويلاحظ التقرير، أن روسيا تقوم بتعزيز دفاعاتها الجوية في كل مرة تتعرض فيها مصالحها أو مصالح نظام بشار الأسد للخطر، حيث قامت روسيا بتعزيز نظامها الصاروخي أرض - جو «إس - 300» حول القاعدة البحرية في طرطوس، و«إس - 400» في حميميم، وإرسال مقاتلات متقدمة، بعد إسقاط مقاتلة تركية من نوع «إف - 16» مقاتلة روسية «سوخوي - 24»، إضافة إلى الهجمات الأميركية بصواريخ «تومهوك» على قاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص. ويؤكد الموقع، أن الحقيقة الواضحة هي أن المقاتلات العسكرية الروسية لن تسحب من سوريا في وقت قريب، مشيرا إلى أن جزءا من الاتفاق الذي تم بين الكرملين ونظام الأسد هو وجود عسكري روسي طويل الأمد، في البلد الواقع في قلب الشرق الأوسط، وعلى شواطئ شرق البحر المتوسط، حيث تتضمن الاتفاقية وجودا وسيطرة بلا نهاية على قاعدتهم العسكرية في طرطوس.
الجيش الروسي يعزز وجوده في سوريا
20 طائرة روسية في حميميم ومضادات جوية قرب دمشق
الجيش الروسي يعزز وجوده في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة