الأمم المتحدة: مذابح في الكونغو يرتكبها أطفال يشربون دماء ضحاياهم

TT

الأمم المتحدة: مذابح في الكونغو يرتكبها أطفال يشربون دماء ضحاياهم

تناول تقرير أممي نشر أمس دور ميليشيات الأطفال في النزاعات العرقية في الكونغو. إذ قال محققون من الأمم المتحدة إن ميليشيا تشير إليها أصابع الاتهام في ارتكاب أعمال وحشية بالكونغو تضم في الأساس أطفالاً، وإن ميليشيا أخرى تشكلت للتصدي لها نفذت مذابح وجرائم اغتصاب على أساس عرقي. واستند التقرير على شهادات أشخاص فروا من العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أنغولا.
ويقول التقرير إنه قتل نحو 251 شخصاً بينهم 62 طفلاً في تصفيات وحشية جرت بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) في منطقة كاساي بوسط جمهورية الكونغو الديمقراطية ونفذتها عناصر من أجهزة الدولة وعناصر ميليشيات ومتمردون، بحسب حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة في تقرير صدر الجمعة في جنيف. وأعد الحصيلة فريق من المحققين التابعين لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حول المجازر الإثنية في منطقة كاساي، وفق ما أوضحت المفوضية في بيان. ومن بين الأطفال الـ62 الذين قتلوا في هذه التصفيات، 30 طفلاً دون الثامنة من العمر.
وقال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في بيان: «رواياتهم يجب أن تكون بمثابة إنذار خطير لحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية كي تتحرك الآن لمنع تحول هذا العنف إلى تطهير عرقي أوسع نطاقاً». وأضاف: «أناشد الحكومة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للوفاء بالتزامها الأساسي المتمثل في حماية الشعب من مختلف الخلفيات العرقية في منطقة كاساي الكبرى».
وقال المفوض السامي: «أخبر الناجون عن صراخ أشخاص أحرقوا أحياء ومشاهد أقرباء لهم تعرضوا للمطاردة والقتل وعن فرارهم هم أنفسهم مذعورين». وأضاف أن «ما يجعل هذه المجازر أكثر فظاعة أنه يجري على ما يبدو استهداف السكان في معظم الأحيان بسبب انتماءاتهم الإثنية».
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن ميليشيا «كاموينا نسابو» تقاتل الحكومة منذ عام وأعدمت 79 شخصاً على الأقل. وأضاف: «غالبية عناصر كاموينا نسابو أطفال (بنات وأولاد) بعضهم في السابعة من أعمارهم». وقال التقرير إن بعض اللاجئين مقتنعون أن كاموينا نسابو تتمتع بقوى خارقة. وتشكلت ميليشيا ثانية هي (بانا مورا) في مارس أو أبريل (نيسان) وتتردد مزاعم بأنها تتلقى تسليحاً وتمويلاً من زعماء محليين ومسؤولين بالشرطة والجيش بهدف مهاجمة عرقيتي لوبا ولولوا اللتين ينتمي إليهما مقاتلو (كاموينا نسابو)». وقال التقرير: «بينما يتردد أن كاموينا نسابو استهدفت أشخاصاً بعينهم، معظمهم عناصر تابعة للدولة وأفراداً يشتبه في ممارستهم السحر، يتردد أن بانا مورا تنفذ منذ أبريل 2017 حملة تهدف للقضاء على جميع سكان لوبا ولولوا في القرى التي هاجمتها». وأضاف التقرير نقلاً عن 3 شهود أن جنوداً من الجيش كانوا يرافقون بانا مورا وأنهم مسؤولون عن أعمال وحشية من بينها إطلاق صواريخ على كنيسة في قرية جيبوكو يوم العاشر من يونيو، مما أسفر عن مقتل ما يتراوح بين 60 و90 شخصاً كانوا يحضرون قداساً. وقال التقرير إن ميليشيا بانا مورا قتلت بالرصاص أناساً ومزقت أوصال آخرين وبقرت بطونهم في هجوم على إحدى القرى. وأضاف أنها قطعت رؤوس كثيرين أو أحرقتهم أحياء ومنهم مرضى في مركز طبي. وذكر التقرير أن شاهد عيان قال بعد هجوم شنته بانا مورا على قرية أخرى أنه تم دفن 45 جثة مقطوعة الرأس. وحددت الأمم المتحدة 80 مقبرة جماعية في منطقة كاساي. وأوضحت الأمم المتحدة أن عمليات التصفية إما نفذها عناصر من أجهزة الدولة «خارج نطاق القضاء»، أو ارتكبها عناصر ميليشيات مختلفة أو متمردون. وقالت ناطقة باسم المفوضية السامية: «ما يهمنا هو عدد التصفيات».
وفي يونيو الماضي، اتهم الحسين سلطات الكونغو في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف بتسليح ميليشيا ترتكب «اعتداءات شنيعة» على المدنيين في منطقة كاساي التي تشهد اضطرابات. وندد خصوصاً بالميليشيات المعروفة بـ«بانا مورا» التي «نفذت هجمات فظيعة تستهدف جماعتي لوبا ولولوا». وإزاء الوضع السائد في المنطقة، قرر المفوض السامي إرسال فريق من المحققين لمقابلة اللاجئين الهاربين من أعمال العنف. والوثيقة التي نشرت الجمعة في جنيف هي تقرير هؤلاء المحققين.



باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.