2500 داعشي داخل تلعفر 90 % منهم من سكانها

تنوعها المذهبي ومشاركة «الحشد» ينذران بتعقيدات

TT

2500 داعشي داخل تلعفر 90 % منهم من سكانها

يترقب العراقيون انطلاق عملية عسكرية جديدة لتحرير قضاء تلعفر، آخر معاقل تنظيم داعش في محافظة نينوى، بعد أن نجحت خلال تسعة أشهر في تطهير غالبية مناطق المحافظة. وتشير المعطيات على الأرض إلى أن القطعات العسكرية العراقية أقرب اليوم للتوجه صوب قضاء تلعفر (60 كيلومتراً غرب الموصل)، مركز محافظة نينوى، لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش.
وتحدث رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في خطب متعددة عن العملية العسكرية في تلعفر، مؤكداً أنها «باتت قريبة»، فيما ذكرت مصادر عسكرية أنها ستنطلق قبل سبتمبر (أيلول) المقبل رغم استكمال كل التحضيرات من جميع النواحي العسكرية واللوجيستية.
وعلى أي حال، فالعملية العسكرية متوقعة، والقوات العسكرية متأهِّبَة ومستعدة بعدما اكتسبت خبرة قتالية عالية وأمامها مهام كبيرة، بالإضافة إلى تلعفر؛ فهناك مناطق أخرى لا تزال تحت سيطرة «داعش» في الحويجة ومناطق أعالي الفرات في الرطبة والقائم وعانة وهيت وراوة، وأجزاء من قضاء الشرقاط.
ويقع قضاء تلعفر شمال غربي العراق، ويتبع إداريّاً محافظة نينوى ويقدر عدد سكانه بنحو 205 آلاف نسمة، حسب تقديرات عام 2014 وتقطنه أغلبية من التركمان السنة والشيعة وتمثل نسبة الشيعة فيه نحو أكثر من 60 في المائة.
وقال الرائد سالم غنام العبادي مسؤول تجهيز وإعداد الوحدات العسكرية في الجيش العراقي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: «بعد الانتهاء من عمليات تحرير الساحل الأيمن لمدينة الموصل تم إعداد القوات العسكرية وتجهيزها بمختلف المعدات القتالية المتطورة للمعركة المقبلة التي لم تحدد وجهتها لغاية الآن، إلا أنها ستكون على الأرجح باتجاه تلعفر». وأضاف: «القوات التي سوف تشارك في معركة تلعفر، هي النخبة من جهاز مكافحة الإرهاب، والردّ السريع، والقوات المدرعة من الفرقة التاسعة وجهاز الشرطة الاتحادية، بمساندة مباشرة من قوات الحشد الشعبي والحشود القتالية العشائرية الأخرى».
وذكر الضابط العراقي أن «القيادات العسكرية العليا المكلفة بعمليات تحرير قضاء تلعفر أنهت الخطط الخاصة بهذه العمليات، وإعداد التقارير عن استعداد القوات التي سوف تشارك بها وجهوزيتها القتالية، وإرسالها إلى القائد العام للقوات المسلحة العراقية ليقرر استناداً لها الهدف المقبل للقوات».
وذكر المقدم عامر ذياب الأسود مسؤول الوحدة الاستخباراتية في الجيش العراقي أن «معركة تحرير تلعفر من سيطرة (داعش) ستكون في غاية السهولة، بسبب انهيار معنويات عناصر تنظيم داعش بشكل تام بعد خسارة مدينة الموصل التي تعد مركز ما يُسمَّى بدولتهم في العراق والشام، ومحاصرتهم منذ فترة طويلة، وهم يتلقون ضربات عسكرية يوميّاً في الليل والنهار، سواء من قبل القوات الجوية العراقية أو من قبل طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وإن طردهم من قضاء تلعفر الآن لم يعد بالأمر الصعب، وهو مسألة وقت لا أكثر». وقال: «وفق المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدينا، فإن عدد مقاتلي تنظيم داعش في قضاء تلعفر يتراوح ما بين 2500 إلى 3000 مقاتل أغلبهم وبنسبة 90 في المائة من المحليين، أي سكان القضاء، ويعتمدون في الغالب على العبوات الناسفة، والبراميل المتفجرة وتفخيخ المنازل، كذلك يمتلكون شبكة من القناصة لإعاقة تقدم القوات نحو هدفها المنشود، وإن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن التنظيم قد جهز 45 عجلة مفخخة لاستهداف القوات فور هجومها على القضاء، وأن هذه المعلومات وصلت إلى الجهات المعنية البرية والجوية لمعالجتها».
وأوضح أن «عوامل كثيرة تصب في صالح القوات العراقية في معركة تلعفر، منها تضاريس قضاء تلعفر التي تسمح بتقدم الدبابات والمدرعات في عمق المدينة، والعدد القليل للمدنيين الذين يسعى تنظيم داعش لاتخاذهم دروعاً بشرية، لإطالة أمد المعركة واستنزاف القوات المهاجمة فضلاً عن الخبرة القتالية التي اكتسبتها القوات العراقية بعد سنوات من القتال على طريقة حرب الشوارع، والتي كانت آخرها وأصعبها مدينة الموصل، واستطاعت تلك القوات رغم الصعاب والمعوقات إحراز النصر بها وتكبيد التنظيم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات».
وقال المواطن التركماني غونيش جان أوزدن: «خرجت من قضاء تلعفر مع أفراد عائلتي المكونة من تسعة أفراد، وبعد رحلة شاقة وصلت إلى ناحية ربيعة». وأوضح أن «الكثير من قادة التنظيم وعناصره البارزين هربوا عبر الممرات الصحراوية نحو الحدود السورية، وأن هروبهم كان يحدث على أيدي مختصين بعمليات التهريب مقابل مبالغ مالية ضخمة جدا».
وذكر أن «الخطباء المنتمين للتنظيم حرصوا في الآونة الأخيرة على جعل خطبهم تحريضية حماسية لشحذ الهمم ورفع المعنويات. فكانوا يؤكدون على ضرورة التطوع في صفوف التنظيم وحمل السلاح، لكل من يستطيع ذلك، لمواجهة القوات العراقية والعمل على إعاقتها، إلا أنه في المقابل لا أحد كان يستجيب لنداءاتهم المتواصلة، حتى غدوا يكررون خطبهم على مدار ساعات النهار، وبعض ساعات المساء».
وبعيداً عن مسرح العمليات العسكرية وجهوزية القوات العسكرية، يرى المراقب للشأن الأمني الدكتور صالح عبد العزيز الوردي أن «معركة قضاء تلعفر صعبة للغاية، وأن صعوبتها تكمن في شقها السياسي، وليس العسكري، بسبب أن القضاء يقطنه الآن سكان من القومية التركمانية ذات المذهب السني والشيعي. وأن القوات المهاجمة الأساسية، التي تقف على تخوم القضاء هي قوات الحشد الشعبي المعروفة بانتمائها للمذهب الشيعي، وأن هناك أطرافاً إقليمية كتركيا ومحلية كممثلي المكون السني في العملية السياسية سوف يدخلون على خط المواجهة في حال لم تسارع الحكومة العراقية باستبدال القوات المكلفة بعمليات التحرير، ما يعني أن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن سيعقد من حسم المعركة، وسيجعلها كرّاً وفرّاً، وما التجربة السورية واليمنية ببعيدة عن هذا الواقع».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.