بن دغر يعد بمحاربة الإرهاب وتحسين الخدمات في أبين

زار المحافظة وأكد حرص حكومته على تشجيع الإنتاج

رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته أبين أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته أبين أمس (سبأ)
TT

بن دغر يعد بمحاربة الإرهاب وتحسين الخدمات في أبين

رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته أبين أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته أبين أمس (سبأ)

قال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر: «سنحارب التنظيمات الإرهابية ولن نسمح بوجود إرهابي يسفك الدم ويقتل النفس التي حرم الله ويفكك النسيج الاجتماعي وسنعمل على محاربته وتجفيف منابعه ومطاردة عناصره أينما وجد»، وذلك لدى زيارته محافظة أبين أمس، إذ وصل مع عدد من أعضاء الحكومة لتفقد الأوضاع الخدمية والأمنية في المحافظة وتلمس هموم المواطنين.
وخاطب رئيس الوزراء حفلا لخريجي وحدات عسكرية وأمنية في المحافظة بالقول: «أبين المحافظة الصامدة، كما عهدناها دائما تناضل إلى جانب الحق، فها هي اليوم تناضل من أجل الشرعية والدولة، ويشرف كل حر ووطني أبي أن يكون مناضلاً في صفوف العزة والكرامة إلى جانب أبنائها الشرفاء حتى تتحقق أهداف البلاد في النصر».
وأكد أنه بلحمة الصف ووحدة المصير المشترك استطاعت هذه المحافظة المقاومة أن تجتث كل الأسباب التي أدت إلى الانقلاب وخلقت الإرهاب، مضيفا: «سوف نناضل معكم ونعيد سوياً بناء أبين السخية بخيراتها وثرواتها، التي تصل إلى 40 في المائة من الإنتاج الزراعي الذي يغذي اليمن».
وتفقد رئيس الوزراء اليمني مقر النيابة العامة بمحافظة أبين، وذكر أن الحكومة تعمل جاهدة على تفعيل دور القضاء والنيابات العامة ومراكز الشرطة وتقديم الخدمات لمواطني المحافظة، لما لها من أهمية بالغة في بسط الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية، وحل القضايا الخلافية بين المواطنين، مشدداً على ضرورة العمل بتفان وإخلاص في خدمة الوطن والمواطن.
كما تفقد رئيس الوزراء محلج القطن في زنجبار، بعد أن دفعت الحكومة 30 مليون ريال يمني، لإعادة تشغيل خطين إنتاجيين. وقال إن «الحكومة ماضية في إعادة تأهيل المحلج ليعود للعمل بقدرته الإنتاجية السابقة، والاستفادة من الأيدي المحلية الماهرة والمدربة التي كان يشكل لها مصدر دخل أساسي».
وأكد الدكتور بن دغر أن عجلة التنمية ستعود مجدداً إلى أبين، وأن عودة محلج القطن يمثل بشرى كبيرة لمزارعي القطن في أبين بعد توقفه الفترة الماضية بعد أن طالته أيادي التخريب والنهب للمعدات بسبب حرب ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وفي حفل أقامته المحافظة، قال بن دغر في كلمة له، إن الحكومة ستضع حجر الأساس في الأيام القليلة المقبلة لمحطة كهربائية ثلاثين ميغاوات لعاصمة المحافظة زنجبار والمديريات المجاورة، وسيتم رفد العملية التعليمية وقطاع الصحة وتعزيز الأمن والاستقرار من خلال عودة المحاكم والنيابات العامة وأقسام الشرطة، وأضاف: «سنتولى عملية الإعمار من أجل التأسيس للمستقبل، وهذا يحتاج إلى وعي بالسلام، ولا بد للجميع أن يفهم أن السلام هو اختيار طريق التنمية، وقريباً سيتم إنجاز مشروعات المياه لمحافظة أبين، كما أن الصحة أعطت المحافظة أولوية في مكافحة جائحة الكوليرا».
ويستغل تنظيم القاعدة الإرهابي بعض الفراغات في السلطة، وهي النقطة التي يشدد على ضرورة الحذر منها المجتمع الدولي.
وكانت قوات الحكومة اليمنية الشرعية مدعومة بالتحالف، حررت محافظات أبين والضالع من الانقلاب، ثم الإرهاب. لكن أطراف بعض المحافظات مثل أبين والبيضاء ما زالت تعاني من النقص في الخدمات، وهو ما تحاول الحكومة اليمنية الشرعية أن تحسنه بحسب تصريحات مسؤوليها.
وقال المحلل السياسي اليمني براء شيبان لـ«الشرق الأوسط»: «استغلت كثير من الجماعات المتطرفة غياب الدولة وغياب دور الحكومة الشرعية في إيجاد نفوذ لها على الأرض، مستغلة حاجة الناس فيها للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية»، وأضاف أن «الغياب الطويل للحكومة وتأخر عودة أعضائها من الرياض، أضعف دور المناصرين لها داخل هذه المناطق ومن بينها محافظة أبين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.