قال المحامي البلجيكي شارلوت ديبوك، إن موكله وهو شاب بلجيكي من أصول إسلامية يدعى أنور. ش، قد تعهد في مذكرة تقدم بها للقضاء البلجيكي، أنه لن تكون له أي صلة بالفكر المتشدد من قريب أو بعيد، وأنه سيعمل فقط من أجل مستقبله. وقال المحامي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية في بروكسل، إنه طلب في المذكرة إطلاق سراح موكله بشروط، ووافقت محكمة الاستئناف العليا في مدينة أنتويرب شمال البلاد، على ما جاء في المذكرة وأصدرت قرارها نهاية الأسبوع الماضي. وحسب الإعلام البلجيكي، فالأمر يتعلق بأنور وهو شقيق أحد قيادات تنظيم داعش ويدعى هشام. ش، وكان أنور قد حاول السفر إلى سوريا، وسبق أن صدر حكم في فبراير (شباط) الماضي بحبس أنور لمدة 5 سنوات، في ملف يعرف باسم «طريق الحياة»، وهو اسم المنظمة، التي تعتبرها الأوساط المختلفة في بلجيكا، الوريث لجماعة «الشريعة في بلجيكا»، التي قررت السلطات قبل أكثر من 3 سنوات، تجميد نشاطها، على خلفية تورط عناصرها، في ملفات تتعلق بتجنيد وتسفير الشباب، إلى مناطق الصراعات للقتال في صفوف «داعش»، وخصوصاً في سوريا والعراق.
وأمضى أنور بالفعل 18 شهراً خلف القضبان قبل صدور قرار المحكمة بإطلاق سراحه وفقاً لشروط صارمة. وفي منتصف فبراير الماضي قال المحامي البلجيكي ماتياس لاينس، محامي أسرة هشام. ش، إن الأسرة تلقت رسالة طمأنة، تفيد بأن ابنها بخير ولم يقتل في غارة جوية، وقعت في فبراير الماضي في شمال العراق. ويذكر أنه بعد أيام من الغارة تردد أن هشام (35 عاماً)، ربما قتل ضمن عدد من قادة «داعش» استهدفتهم غارة عراقية، أثناء الاجتماع داخل أحد المنازل بالقرب من تلعفر العراقية. وقال محامي الأسرة في بلجيكا، في تصريحات للتلفزة الناطقة بالهولندية «في آر تي»، إن الأسرة تلقت عبر «الواتساب» رسالة من المقربين من ابنها هشام جاء فيها تأكيد على أنه بخير.
وأشار المحامي إلى أن هذه الرسالة تؤكد أن القيادي السابق في جماعة الشريعة في بلجيكا هشام. ش يوجد في سوريا وليس في العراق. وأشار إلى أن الأسرة لا تريد إجراء أي اتصال مع ابنها ولا تريد التحدث عنه. وكان هشام قد سافر إلى سوريا في 2013 ووصل إلى مكانة مرموقة في تنظيم داعش، وترددت أنباء عن أنه تولى قيادة الشرطة الدينية في الرقة بسوريا، وكان هشام قد ظهر في فيديو بعد أيام قليلة من هجمات بروكسل في مارس (آذار) من العام الماضي، التي أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين.
وقبل أسابيع، تلقت أوروبا تحذيرات جديدة من خطر عودة الدواعش، وما يمكن أن يشكله الأمر من تهديد للأمن الأوروبي، ومخاوف من اعتداءات إرهابية جديدة، تستهدف المدنيين الأبرياء وبطرق مختلفة، وذلك في ظل مؤشرات على تدفق متزايد للمقاتلين من مناطق الصراعات، وخصوصاً في سوريا والعراق، إلى دول الاتحاد الأوروبي، بحسب تحذيرات صدرت عن الأمم المتحدة.
وقال جان - بول لابورد رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، إن أوروبا ستواجه هذا العام تدفقاً لمقاتلي تنظيم داعش الذين انهزموا في سوريا والعراق والذين يعتبرون أكثر خطورة من العائدين السابقين وأكثر خبرة بالحروب والمعارك. وقال لابورد في حديث للصحافيين عقب اجتماع مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي أواخر مايو (أيار) الماضي، إن عدة دول أوروبية تُقدر أن معدلات تدفق المقاتلين العائدين من مناطق النزاعات ازدادت بنسبة الثلث خلال العام الأخير. ومستويات التهديد مرتفعة في غرب أوروبا بعد موجة هجمات أسفرت عن مقتل العشرات خلال العامين الأخيرين، وتشعر عدة دول بالقلق حيال قدرتها على حماية حدودها. وقال لابورد إن المقاتلين الأجانب الذين يسعون إلى العودة لأوروبا الآن «أكثر خطورة» بكثير من العائدين السابقين، إذ يملأهم السخط بعد سنوات من المعارك. وفقد «داعش» مساحات كبيرة من الأراضي خلال حملات عسكرية من ضمنها حملة الجيش السوري المدعومة من روسيا، وكذلك عمليات الفصائل المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة. وقال لابورد: «هؤلاء الأشخاص عادة أكثر التزاماً بكثير وأكثر خبرة واحترافاً».
محكمة بلجيكية تطلق سراح شقيق قائد شرطة «داعش»
تعهد قطع علاقته بالتشدد ولم يكمل تنفيذ عقوبة بالسجن 5 سنوات
محكمة بلجيكية تطلق سراح شقيق قائد شرطة «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة