مسؤول تركي يحذر من {أياد أجنبية تثير الفتنة} بين المواطنين والسوريين

أنقرة ترحل 8 {تورطوا في التحريض}

مسؤول تركي يحذر من {أياد أجنبية تثير الفتنة} بين المواطنين والسوريين
TT

مسؤول تركي يحذر من {أياد أجنبية تثير الفتنة} بين المواطنين والسوريين

مسؤول تركي يحذر من {أياد أجنبية تثير الفتنة} بين المواطنين والسوريين

كشف والي العاصمة التركية أنقرة، إرجان طوبجو، عن وجود أياد أجنبية تسعى لإشعال الفتنة بين المواطنين الأتراك والسوريين، لافتا إلى إبعاد 8 أجانب بعد ثبوت قيامهم بأنشطة تهدف إلى التحريض وإثارة الفتنة بين المواطنين والسوريين المقيمين في بعض مناطق العاصمة.
وقال طوبجو في بيان، أمس، إن قوات الأمن التركية أوقفت الأسبوع الماضي 8 أجانب (لم يحدد جنسياتهم)، في منطقة ألتن داغ التي تقطنها أعداد كبيرة من السوريين بضواحي أنقرة، وأبعدتهم خارج البلاد.
في السياق نفسه، نفى والي أنقرة ما تردد عن منح رواتب شهرية للسوريين، لافتا إلى أن هذه الشائعة الكاذبة جاءت في سياق مخطط التحريض وإثارة غضب المجتمع التركي.
وشهدت العاصمة أنقرة مؤخرا بعض الحوادث بين مواطنين أتراك وبعض السوريين في حي يني محلة بضواحي المدينة، تم خلالها إحراق بعض المحال الصغيرة التي افتتحها سوريون لكسب لقمة عيشهم. وعلى خلفية هذه الحوادث التي تكررت في مدن أخرى يقيم بها سوريون بأعداد كبيرة، مثل مرسين وأضنة في جنوب البلاد، أصدرت وزارة الداخلية التركية الشهر الماضي بيانا حذرت فيها من أن بعض الحوادث التي تقع أحيانا بين المواطنين الأتراك والسوريين في بعض الأماكن، تهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية.
وأوضحت وزارة الداخلية التركية أن «جهات معينة» تتعمد تضخيم الأحداث المؤسفة وتروج لها، بشكل لا يتوافق مع معايير حسن الضيافة والعمل بمبدأ «الأنصار والمهاجرين»، ويُحدث شرخًا داخل المجتمع.
وفي خطوة تستهدف التصدي لمثل هذه الحوادث، أصدرت ولاية أنقرة تعليمات جديدة بخصوص السوريين المقيمين في عدة أحياء، فيما يتعلق بمجالات الأمن والتجارة والتعليم، بما يحفظ السلم الاجتماعي ويلبي احتياجات نحو 85 ألف لاجئ سوري يعيشون في المدينة، خصوصا في أحياء ألتن داغ وكيتشي أوران وماماكويني محلة.
وبحسب ما نشرت صحيفة «حريت» التركية، تضمنت التعليمات الجديدة تخصيص أحد الأبنية مركزا للشرطة نتيجة كثافة الأجانب الذين يقطنون هذه الأحياء ولتقديم الخدمات التي يحتاجونها والتزام المحلات التجارية التي يديرها الأجانب بساعات العمل المحددة من قبل الدوائر المسؤولة، وقيام دوريات الشرطة بالتحقق من التزامهم بالتعميم وحظر عرض أو بيع السلع التجارية في الشارع، من دون الحصول على تصريح رسمي من الدوائر المسؤولة في الأحياء والبلديات.
كما اشتملت التعليمات على قيام فرق الشرطة والأمن بدوريات داخل الحدائق العامة بشكل منتظم للتصدي لأي احتكاكات أو سلوكيات خاطئة، وافتتاح دورات لتعليم اللغة التركية عند الحاجة مع إثبات وصول الأطفال إلى السن القانونية للتعليم، عن طريق إبلاغ مديرية التربية والتعليم في المدينة قبل نهاية شهر يوليو (تموز) من كل عام، وتنظيم اجتماعات ودورات تدريبية حول القواعد الواجب اتباعها، والالتزام بها للحفاظ على الأمن العام.
انعكس صدى التوترات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدت إلى صدور ردود فعل من بعض فئات الشعب التركي، حيث يؤخذ على بعض السوريين، بحسب ما يتداول عبر هذه المواقع، عدم مراعاتهم أو احترامهم لعادات وتقاليد الأتراك التي هي عادات وتقاليد شرقية إسلامية في مجملها، وارتباط بعض السوريين ببعض جرائم النصب أو السلوكيات التي لا تراعي نمط الحياة الاجتماعية في تركيا.
لكن وزارة الداخلية أوضحت أن نسبة تورط السوريين الذين وصل عددهم إلى 3 ملايين سوري؛ 300 ألف منهم فقط في مخيمات اللاجئين والباقي في المدن، بالمشكلات والجرائم في تركيا لا تتجاوز 1.3 في المائة بين عامي 2014 و2017، لافتة إلى أنها نسبة ضئيلة جداً مقارنة بعدد الجرائم التي تسجل في تركيا؛ علاوة على أنها في غالبيتها نزاعات وخلافات فيما بينهم.
وبحسب إحصاءات وزارة الداخلية ورغم ازدياد أعداد السوريين المقيمين في تركيا، فإن الجرائم التي تورط فيها سوريون تراجعت بنسبة 5 في المائة خلال الأشهر الستة الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومع تصاعد نبرة التحريض ضد السوريين، دعا رئيس الوزراء بن علي يلدريم الشهر الماضي إلى تجنب التعرض للسوريين لأنهم ضيوف على تركيا، وتجنب الانجرار إلى الفوضى والفتنة، وحث المواطنين على اللجوء إلى الجهات الأمنية في حال مشاهدتهم لمخالفات لا يمكن السكوت عنها، وأكد أن المخطئ سيأخذ عقابه في إطار القانون.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».