باتريك فييرا أفضل صفقة بالدوري الإنجليزي في آخر 25 عاماً

ما زال عالم الكرة في إنجلترا يبحث عن لاعب خط وسط يملك مواصفاته وقدرته على القيادة

المنافسة الشرسة بين فييرا وكين حولت العلاقة بين آرسنال ومانشستر يونايتد إلى عداء
المنافسة الشرسة بين فييرا وكين حولت العلاقة بين آرسنال ومانشستر يونايتد إلى عداء
TT

باتريك فييرا أفضل صفقة بالدوري الإنجليزي في آخر 25 عاماً

المنافسة الشرسة بين فييرا وكين حولت العلاقة بين آرسنال ومانشستر يونايتد إلى عداء
المنافسة الشرسة بين فييرا وكين حولت العلاقة بين آرسنال ومانشستر يونايتد إلى عداء

شهدت المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2005 مواجهة من العيار الثقيل بين نجم خط وسط آرسنال باتريك فييرا ونجم خط وسط مانشستر يونايتد روي كين، ولم يكن أحد يعرف آنذاك أن هذين اللاعبين المنضمين حديثا لآرسنال ومانشستر يونايتد سيكتبان اسميهما بأحرف من نور ويتركان بصمة كبيرة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.
انتهت المباراة بالتعادل السلبي واحتكم الفريقان لركلات الترجيح. وبعد ما لعب كل فريق أربع ركلات ترجيح، كان آرسنال متقدما في النتيجة بعدما تصدى حارس «المدفعجية» يانس ليمان لركلة جزاء النجم الإنجليزي بول سكولز. وتقدم كين للركلة الخامسة لمانشستر يونايتد وأحرزها بنجاح، قبل أن يأتي الدور على فييرا لتنفيذ ركلة الترجيح الأخيرة. وخلال عودة كين إلى دائرة المنتصف وذهاب فييرا إلى نقطة الجزاء تقابل النجمان الكبيران لكنهما لم ينظرا إلى بعضهما البعض مطلقا وسار كل منهما في طريقه، في لقطة معبرة للغاية عن المنافسة الشرسة بين الناديين بصفة عامة وهذين اللاعبين بصفة خاصة.
لقد جسد كين وفييرا واحدة من أكثر الفترات قوة ومنافسة، بدأت من منتصف التسعينات في القرن الماضي واستمرت لما يقرب من عقد من الزمان، عندما كان مانشستر يونايتد في أفضل فتراته بقيادة مديره الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون وآرسنال بقيادة مديره الفني الكبير آرسين فينغر. لقد نجح هذان المدربان الكبيران في تكوين فريقين عظيمين يجمعان بين القوة البدنية الهائلة والمهارة الكبيرة، ولذا لم يكن من الغريب أن نشاهد منافسة حامية الوطيس بين هذين الناديين الكبيرين للدرجة التي جعلت المنافسة تنحصر بينهما إلى حد كبير، فعندما يفوز أحدهما بالدوري الإنجليزي الممتاز يكون الآخر في مركز الوصيف والعكس صحيح.
واستخدم كين في كتابه «الشوط الثاني» كلمة «أجواء مشحونة» لكي يصف المنافسة الشرسة بين مانشستر يونايتد وآرسنال، وقال: «لم نشهد منافسة بهذا الشكل الشرس منذ ذلك الحين. لا توجد مثل هذه القوة البدنية الهائلة في كرة القدم هذه الأيام، لأن الأندية تشتري نوعا مختلفا من اللاعبين وتبحث عن الموهبة في المقام الأول وليس عن اللاعبين المقاتلين. لم تكن المنافسة محصورة بيني وبين باتريك فييرا، لكن كانت هناك منافسات قوية للغاية في جميع أرجاء الملعب. أنا أرى بعض اللاعبين اليوم وهم يحتضنون لاعبي الفرق المنافسة قبل انطلاق المباريات. لا أعتقد أن أي من لاعبي مانشستر يونايتد سيختلف معي عندما أقول إننا كنا نكره آرسنال وكان لاعبو آرسنال يكرهوننا» لقد أدى هذا الشعور بالصراع المستمر إلى تطوير قدرات وإمكانيات كين وفييرا وخلق منافسة شرسة استمرت لسنوات.
لقد كسر مانشستر يونايتد الرقم القياسي لأغلى لاعب إنجليزي عندما تعاقد مع كين - الذي وصفه المدرب الإنجليزي الفذ برايان كلوف في ذلك الوقت بأنه «أكثر اللاعبين الذين ينتظرهم مستقبل باهر في عالم كرة القدم - من نادي نوتنغهام فورست». وكان اللاعب على وشك الانتقال إلى بلاكبيرن روفرز لولا تدخل مسؤولي مانشستر يونايتد في اللحظات الأخيرة وتحويل وجهة اللاعب إلى «أولد ترافورد». وقال فيرغسون في وقت لاحق: «لقد بدا أنه لاعب في مانشستر يونايتد بمجرد أن رأيته».
ودفع مانشستر يونايتد 3.75 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدمات كين، وكان ذلك مبلغا كبيرا للغاية عام 1993، لكن اللاعب أثبت أنه يستحق هذا المبلغ بفضل ما قدمه مع مانشستر يونايتد. كان فيرغسون يسعى لإيجاد بديل للاعبه المخضرم بريان روبسون الذي كان في منتصف الثلاثينات من عمره وكان يعاني من الإصابات من آن لآخر. وبالفعل نجح كين في أن يكون البديل الأمثل وأصبح حجر الزاوية في خط وسط مانشستر يونايتد وأحد العناصر الأساسية التي ساهمت في حصول النادي على كثير من البطولات والألقاب.
لقد كان كين يبث الرعب في نفوس لاعبي الفرق المنافسة بفضل قوته وشراسته وقوته البدنية الهائلة وقدرته الفائقة على استخلاص الكرات وهو ما كان يمنح الأفضلية لفريقه دائما في منتصف الملعب. وقال ريان غيغز عن كين: «كان يجعل كل حصة تدريبية وكأنها مباراة نهائية في الكأس. كان يحفزنا في كل دقيقة من دقائق المباراة. وكان وجوده في الفريق يجعلنا نشعر دائما بأن الفرصة متاحة أمامنا».
أما فييرا فوصل إلى آرسنال بعد انضمام كين لمانشستر يونايتد بثلاثة أسابيع. وكان اللاعب الفرنسي الموهوب قد انضم لميلان الإيطالي وهو في التاسعة عشرة من عمره ثم انتقل إلى آرسنال مع بداية انتقال فينغر من اليابان لتولي تدريب المدفعجية. وسرعان ما ظهر تأثير فييرا على خط وسط آرسنال، ولكي نفهم ما حدث بالضبط يتعين علينا أن نتذكر أن خط وسط آرسنال قبل فييرا ربما كان الخط الأضعف بين خطوط الفريق، وكان يلعب به لاعبون مثل ديفيد بلات والدنماركي جون ينسن والسويدي ستيفان شوارز ومجموعة من اللاعبين المحليين.
لقد تفاجأ لاعبو آرسنال بطريقة لعب فييرا، للدرجة التي جعلت المهاجم الإنجليزي الدولي إيان رايت يقول: «لم أر في حياتي لاعب خط وسط يلعب بهذا الشكل، فقط كان طويل القامة وأنيقا في حركاته. عندما رأيته للمرة الأولى انتابني شعور بأن لاعبي خط الوسط الآخرين في إنجلترا سوف يلتهمونه لأنه نحيف وضئيل إلى حد ما. لكن عندما بدأنا التدريب لم نتمكن من الاقتراب منه، وأدركنا حينئذ أننا نمتلك لاعبا من طراز عالمي». وكان من المذهل أن تراه ينجح في قطع الكرات من الفرق المنافسة ثم يرسلها بسرعة كبيرة ودقة فائقة إلى لاعبي فريقه في نفس الحركة. لقد كان يتميز بالقوة والصلابة بقدر تمتعه بالمهارة والفنيات الكبيرة. وقد وصفه المهاجم الهولندي الكبير دينيس بير كامب بأنه «واحد من أوائل لاعبي خط الوسط الذين يلعبون كرة القدم الحديثة»، كما أن طريقة لعبه تختلف تماما عما اعتادت عليه كرة القدم الإنجليزية.
لقد شهد الدوري الإنجليزي الممتاز على مدى الـ25 عاما الماضية الكثير من اللاعبين الرائعين القادرين على منافسة فييرا على لقب أفضل صفقة انتقال في كرة القدم الإنجليزية خلال تلك الفترة، فهناك لاعبون أمتعونا بمهاراتهم وفنياتهم العالية مثل الهولندي دينيس بير كامب والإيطالي جيانفرانكو زولا اللذين قدما كرة قدم جميلة وممتعة بأسلوب ساحر، وهناك هدافون من طراز فريد مثل الآن شيرار والفرنسي تيري هنري والبرتغالي كريستيانو رونالدو والإيفواري ديديه دروغبا والأرجنتيني سيرجيو أغويرو. وهناك نجوم عمالقة مثل حارس المرمى الدنماركي بيتر شمايكل ومدافع تشيلسي البرتغالي ريكاردو كارفاليو، ولاعبون نجحوا في نقل فرقهم إلى مستويات أعلى مثل فرانك لامبارد ويايا توريه، ولاعبون تألقوا للغاية على عكس كل التوقعات في البداية مثل كارلوس تيفيز ونغولو كانتي.
في الحقيقة، لا توجد صيغة رياضية واضحة لا يمكن لأحد الاختلاف عليها لمعرفة أفضل صفقة في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال آخر 25 عاما. قد يمكننا أن نلجأ إلى احتساب قيمة الصفقة ونضربها في عدد البطولات والألقاب وعدد النقاط التي حصل عليها الفريق خلال مشاركة هذا اللاعب ثم نطرح منها بعض النقاط بسبب المشكلات السلوكية للاعب ثم نضيف إليها عائدات بيع قمصان هذا اللاعب وعائداتها من الناحية التجارية، لكن لا يبدو هذا واقعيا على الإطلاق. لكن الأمر يتعلق بكل بساطة في رد فعلك العفوي والتلقائي الذي لا يمكن تفسيره وأنت تشاهد لاعباً يجعلك تهتز من داخلك وتصرخ حتى يصل صوتك إلى عنان السماء بسبب ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، ونعرف بالطبع أن كل شخص سيكون له رأي مختلف فيما يتعلق باللاعب الأفضل.
وعقب انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد، وبالتحديد في منتصف التسعينات من القرن الماضي، ساعدت التدفقات المالية الهائلة والحرية في التعاقد مع عدد أكبر من اللاعبين الأندية الإنجليزية على إبرام تعاقدات كبيرة وجلب مواهب رائعة من جميع أنحاء العالم، وبدا أن كل شيء بات في الإمكان، فتعاقد ليدز يونايتد مع اللاعب الغاني توني يبواه، ونيوكاسل يونايتد مع الكولومبي فاوستينو اسبريا، وتوتنهام هوتسبير مع الألماني يورغن كلينسمان، وكوفنتري سيتي مع المغربيين مصطفى حجي ويوسف شيبو، وشيفلد يونايتد مع الإيطالي باولو دي كانيو، وميدلسبره مع البرازيلي جونينيو الذي أضفى على النادي نكهة برازيلية جميلة. واتجه مانشستر سيتي إلى شرق أوروبا وتعاقد مع نجم جورجيا جورجي كينكلادز، وبدأت الأندية الإنجليزية في جذب المواهب البارزة من جميع أنحاء العالم.
ومن بين كل هذه الأسماء يبرز كين وفييرا بسبب مجودهما الوفير وقيادتهما لزملائهما داخل الملعب وحماسهما الشديد خلال مواسم استثنائية في تاريخ ناديهما. لقد ترك هذان اللاعبان بصمة واضحة على أداء الأندية التي لعبا لها وساهما في رفعها إلى مكانة أعلى، حتى تحولا إلى رمزين يحتذى بهما، ليس فقط بسبب طريقتها في اللعب ولكن بسبب تأثيرهما على أداء ومستوى الآخرين.
ولم يكن من السهل على الإطلاق أن تختار اللاعب الأفضل من بينهما، فكين حصل على بطولات أكثر في إنجلترا، حيث حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز سبع مرات مقابل ثلاث مرات لفييرا (رغم أن اللاعب الفرنسي قد حصل على لقب الدوري الإيطالي الممتاز عدة مرات). كما حصل كين على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات مقابل ثلات لفييرا. وفاز كين بلقب دوري أبطال أوروبا، لكن فييرا حصل على كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده.
لقد أعاد فييرا تعريف الواجبات والمهام التي يتعين على لاعب خط الوسط القيام بها في الدوري الإنجليزي الممتاز، فرغم قدرته الفائقة على إفساد هجمات الفرق المنافسة والتغلب على أي لاعب أمامه فإنه يملك في الوقت نفسه ما وصفه اللاعب الفرنسي السابق مارسيل ديساييه بـ«الفنيات المتطورة» أيضاً. انتقل فييرا إلى آرسنال مقابل ما يزيد قليلا عن ثلاثة ملايين جنيه إسترليني عام 1996، عندما تدخل فينغر وخطف اللاعب قبل انتقاله إلى أياكس أمستردام الهولندي، في لحظة حاسمة في تاريخ اللاعب وآرسنال والدوري الإنجليزي على حد سواء. وما زال الجميع يبحث حتى الآن عن باتريك فييرا الجديد، لكن في حقيقة الأمر من الصعب العثور على لاعب بمثل هذه المواصفات مرة أخرى.
جدير بالذكر أن الأسطورتين «روي كين وباتريك فييرا» ظهرا للمرة الأولى معاً على ملعب «إل مدريجال عام 2011 وتبادلا الكلمات اللطيفة فيما بينهما وهو الأمر الذي لم يسبق حدوثه على الإطلاق طيلة فترة وجودهما معاً في إنجلترا حين كانا يلعبان بين صفوف مانشستر يونايتد وآرسنال. كين وفييرا كانا من أعظم اللاعبين الذين لعبوا لمانشستر يونايتد وآرسنال ولمنتخبي جمهورية آيرلندا وفرنسا في العصر الحديث، لكن دائماً كانت بينهما خلافات حادة خرجت عن الروح الرياضية في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز مطلع هذه الألفية، لدرجة أن الإعلام شبه علاقاتهما معاً بالحرب التي لا تنتهي.
لكن الثنائي تبادل الكلمات الرقيقة على أرض ملعب نادي فيا ريال (إل مدريجال) قبل بدء مباراة فيا ريال ومانشستر سيتي في الجولة الرابعة من دور مجموعات أبطال أوروبا، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز السيتي بثلاثة أهداف نظيفة. وتعجب الحاضرون في ملعب «إل مدريجال» وعشاق مانشستر يونايتد وآرسنال من هذا التناقض الصارخ في علاقة الثنائي داخل الملعب قبل سنوات وعلاقتهما الآن.
وكان روي كين واصل إطلاق قذائفه الصاروخية في كل اتجاه، بعد إعلانه عن كتابه الجديد، الذي يحكي فيه تفاصيل كروية شديدة الخصوصية، ورحلته الكبيرة في كرة القدم البريطانية. واعترف كين بحالة العداء التاريخية بينه وبين باتريك فييرا، وأكد بأن فييرا إذا سنحت له الفرصة، كان من الممكن أن يقتله، خصوصاً مع المشاجرات المستمرة بين الثنائي خلال فترة المنافسة بين يونايتد وآرسنال.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».