مطعم الاسبوع : ريتورنو... ترجمة حرفية للعودة إلى التقاليد

مطعم يحمل الوصفات الإيطالية القديمة إلى لندن

المعكرونة تصنع يدوياً على الطريقة التقليدية - مائدة غنية بالأطباق الإيطالية اللذيذة
المعكرونة تصنع يدوياً على الطريقة التقليدية - مائدة غنية بالأطباق الإيطالية اللذيذة
TT

مطعم الاسبوع : ريتورنو... ترجمة حرفية للعودة إلى التقاليد

المعكرونة تصنع يدوياً على الطريقة التقليدية - مائدة غنية بالأطباق الإيطالية اللذيذة
المعكرونة تصنع يدوياً على الطريقة التقليدية - مائدة غنية بالأطباق الإيطالية اللذيذة

في وقت تسعى فيه المطاعم إلى تقديم الطعام العصري والطعام الذي يطلق عليه اسم «فيوجن»، الذي هو مزيج لأكثر من مطبخ، ارتأى مطعم «ريتورنو» Ritorno الإيطالي الجديد الذي افتتح أبوبه أخيرا في شارع «كينغز روود» بأن يعود إلى الماضي من خلال تطبيق الوصفات الإيطالية التقليدية من مختلف أنحاء إيطاليا، وهذا ما يعنيه الاسم «العودة».
المطعم أنيق جدا وليس فيه ما يمت بالتقاليد أو الماضي بصلة، لكنه مرآة حقيقية لأناقة مدينة ميلانو، ويذكرك بمطاعمها الجميلة وألوان أثاثها الراقي، يتسع لنحو 40 شخصا في الطابق الأرضي، وتوجد به غرفة مخصصة للعشاء الخاص في الطابق السفلي تتسع لنحو 16 شخصا، ومن الممكن تأجير المطعم بالكامل للحفلات الخاصة ويكون بإمكان 50 شخصا التمتع بالديكورات الجميلة والطعام المميز.
توجد خارج المطعم جلسات جميلة تزينها الورود فتشعرك وكأنك في حديقة ولست على تقاطع الطرق في شارع مزدحم مثل كينغز روود، الذي كان يعتبر في الماضي مهد الأناقة وانطلاقات مصممي الأزياء في لندن، واليوم هو مركز المطاعم المميزة.
وانضم «ريتورنو» إلى مطاعم «كينغز روود» واستطاع في فترة قصيرة جدا إثبات وجوده من خلال الأطباق التي يبتكرها الشيف الإيطالي المبدع فيليبو سالزانو الذي عمل في السابق في أفضل مطاعم المدينة الإيطالية مثل «سي لندن» الذي كان يعرف في الماضي باسم «شيبرياني» وتغير الاسم لأسباب قانونية و«فيلا كيارا» في منطقة بيسكارا في إيطاليا.
واستطاع الشيف سالزانو تطبيق رؤية أصحاب المطعم وهم من مدينة ميلانو التي ترتكز على تقديم الطعام الذي يأكله الإيطاليون في منازلهم والتركيز على المنتجات التقليدية التي تقدم في قالب عصري من خلال استخدام تقنيات حديثة دون تحديث الوصفات.
الجميل في «ريتورنو» هو أن لائحة الطعام فيه سهلة وغير معقدة، كما أن جميع الأطباق تصلح للمشاركة، وهذه ميزة جيدة والإقبال عليها في أيامنا هذه كبير. تقدم المأكولات في أطباق ملونة مصنوعة يدويا، وجرّبنا أكثر من طبق، من بينها: جبن البوراتا مع صلصة الزوكيني (كوسا)، والأخطبوط مع صلصة الطماطم وكارباتشو التونا، ولحم البقر والباستا على طريقة أهالي بيسكارا، ويتم تحضير العجينة بواسطة اليد وتقدم مع جبن البارمزان.
«ريتورنو» يصلح للغداء والعشاء وحتى لتناول الكوكتيلات التي تستخدم فيها الفاكهة الطازجة، وييقد أيضا أيام الأحد ما يعرف بالـ«أبيريتيفو»، وتخصص أطباق خفيفة مناسبة.
وبمجرد الدخول إلى المطعم تشعر وكأنك في أحد مطاعم أو بيوت مدينة ميلانو الأنيقة؛ لأنه من المعروف عن أهالي ميلانو حبهم للموضة والأناقة، وهذا ما يعكس شخصية أصحاب المطعم، والعشاء في «ريتورنو» هو أشبه برحلة تنقلك إلى إيطاليا وتعرفك على جميع أرجائها التي تختلف فيها المطابخ من مكان إلى آخر، فعند اختيار الأطباق تقدم لك خريطة توضح مركز كل طبق ومشروب؛ لأنه من المعروف عن إيطاليا تنوع طعامها من جزء إلى آخر بشكل لافت، وهذا ما استطاع «ريتورنو» تقديمه بشكل جيد فكانت النتيجة، أجواء راقية تعكس صفة ميلانو ومأكولات منوعة تعرفك على مطابخ صقلية وبيسكارا وبوليا وسردينيا..
ويقول جوليو جياني، مدير «ريتورنو»: إن المطعم هو عبارة عن تجربة لقاء جميل ما بين ميلانو وتشيلسي، ينقل الزبائن والذواقة إلى إيطاليا لتذوق أفضل نكهات أطباقها.
أما ماسيمو مونتوني، الخبير والمستشار في شؤون المطاعم فيقول إنه سعيد جدا لأن «ريتورنو» استطاع تحقيق الفكرة من وراء افتتاحه، وهي نقل إيطاليا إلى لندن في قالب أنيق.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.