قراءة «المؤجَّل» و«سفر داخل السفر»

الكتاب المغاربة والصيف الطويل

محمد شويكة - عبد اللطيف السخيري - يوسف بن عدي
محمد شويكة - عبد اللطيف السخيري - يوسف بن عدي
TT

قراءة «المؤجَّل» و«سفر داخل السفر»

محمد شويكة - عبد اللطيف السخيري - يوسف بن عدي
محمد شويكة - عبد اللطيف السخيري - يوسف بن عدي

هل يحافظ المبدعون والكتاب المغاربة على عادة القراءة في فصل الصيف، أم تراهم يتخففون من «هم» القراءة والكتابة معاً، وينشغلون كالجميع بأجواء العطلة بحثاً عن الراحة والاستجمام، في انتظار مرور أشهر الصيف وظهور تباشير ما يسمى بـ«الدخول الثقافي»؟ ثم ماذا تعني «العطلة» بالنسبة للمثقف المغربي، قارئاً وكاتباً؟ وأي معنى يصير للسفر؟ وهل يمكن للمبدع أن يقتطع لنفسه عطلة من فعل القراءة والكتابة؟ أم أن من سكنه «جن» الإبداع لا يحتاج «العطلة» ما دام في حاجة متواصلة إلى تجديد صلته بالأدب؟
يرى الشاعر المغربي عبد اللطيف السخيري أن القراءة - في جوهرها - سفر بالكلمة، وفي الكلمة، «وقد أزعم أن هذا الوعي وعي شعري بالأساس، بدليل احتفال الشاعر الجاهلي بهذه القراءة مقرونة بالرحيل بكل معانيه: حياة وموتاً. أليس الوقوف على الطلل قراءةً في أبجديات الموت، وترسُّماً لرموز الحضور والغياب بالكلمة؟ وبالكلمة أيضاً وصف الرحلة باعتبارها رحلة في شعره، كما قال ابن قتيبة على لسان بعض أهل الأدب؟».
عن تعاطيه مع فعل القراءة، خلال أشهر الصيف، يقول السخيري إن «الوعي المنفتح على كتاب الحياة، والمتلعثم بالشعر بوصفه إعادة كتابة أو خلق للطبيعي والإنساني معاً، هو الذي يرافقني في القراءة - السفر، عندما أتحرر من ربقة الواجب المهني، وضغوط الحقل الثقافي والتزاماته. الصيفُ والسفرُ زمنان لقراءة المؤجَّل من الدواوين والروايات. وفعلُ التأجيل، وإن كان دالاًّ على مضايق الزمن وإكراهاته، فإنه يكتسي في نظري طابعاً إيجابياً، يجعل اخترافَ الجَنَى في موسم القطاف والسفر. ولأن اهتمامي متاخم للشعر قراءة وبحثاً، ومساءلة تنظيراً وممارسة؛ فإن حصة الأسد من التأجيل المذكور تطال السّرد، والرواية خاصة، مما يجعل مكانتها في حقيبة سفري أوفر حظاً من الشعر، وإن كان له الحظ الأوفر من الهوى والذوق. كل صيف يستحيلُ فصولاً من الروايات المقروءة، أجد فيها فصولَ السنة بأكملها، كما أُلفي فيه أمكنةً تجعلُ سفري سفراً مُضاعفاً، فيه انتقال فيزيقي من مكان معهود إلى أمكنة هي بمثابة كتاب الحياة المفتوح. وفيه انتقالٌ في الأمكنة المقروءة بعين الخيال، وما يرافقها من تداع وتماهٍ... إنه سفر بلَّوري مُتعدد الأَبعاد».
* قراءة المتعة
وعن سؤال أي كتب يحملها في حقيبته أثناء السفر، يقول الكاتب والناقد السينمائي المغربي محمد شويكة: «تعودت على أن ترافقني في التنقلات والأسفار بعض الكتب ذات الطابع المتعلق بمجالات اختصاصي، وهي، عادة ما تكون في الفلسفة والعلوم الإنسانية والفنون والإبداع الأدبي إلا أن هذه العادة صارت تتغير بحسب انشغالي بمقال أو دراسة أو بحث أو ندوة، فقد صرت أكثر ميلاً إلى القراءات الوظيفية لأترك قراءة المتعة للصيف أكثر؛ إذ أنهمك في قراءة القصة القصيرة والشعر والرواية وبعض الكتب التي يهديها لي بعض الأصدقاء، وذلك احتراماً لفضيلة الإهداء، وتقديراً لصداقة الإبداع والبحث. منذ أن التحقت ببرنامج «صدى الإبداع» التلفزيوني (على القناة المغربية الأولى)، صرت أقرأ ما استطعت للضيوف المدعوين إليه، وأشاهد (أسمع) ما أنجزه الفنانون من أعمال فنية (لوحات تشكيلية، منحوتات، مسرحيات، أفلام، أغاني، رقصات...)، وقد ساعدتني بعض الحلقات على ولوج عوالم لم يكن لي عهد بها مما يجعل القراءة مدخلا مفتوحاً على تجاوز الجهل الذاتي، وإغناء التجربة الفردية».
من جهته، قال يوسف بن عدي، الكاتب والباحث المتخصص في الفلسفة العربية الإسلامية والفكر العربي المعاصر: «لعل قدر الباحث والمؤلف في المعارف والفلسفات أنْ يحمل معه أينما حلّ وارتحل بعض المؤلفات الفكرية والنصوص الفلسفية والشعرية والروائية؛ إنه قدر انطولوجي يدلُ دلالة واضحة ووثيقة على أن المعرفة بالنسبة للباحث بنية من بنيات هويته ومساره وحياته وهذه الكتب أعمل على انتخابها وفق سياق هذا الفصل؛ إذ أختار بعض المؤلفات الفلسفية العامة التي تتحدث عن تاريخ الفلسفة سواء بالعربية أوبغير العربية، وأنتخب بعض الرواية وسيلتي في ذلك ذوقي الخاص، فضلاً عن ذلك استمتاعي ببعض الدواوين الشعرية لمحمود درويش وعمر أبو ريشة وقبلهما المتنبي والبحتري...، تلك إذن، هي حقيبة سفري».
* سفر داخل السفر
جواباً على سؤال ماذا ستقرأ هذا الصيف، قال شويكة: «من الصعب جداً الالتزام بالبرنامج الذي سطرته لأنني لا أقرأ فقط، بل أكتب وأشاهد الأفلام بشكل كبير... وعليه، فإنني أنوي قراءة بعض الدراسات السينمائية التي لها علاقة ببحثي المقبل، وكذا بعض الروايات العربية والفرنسية الفائزة بأهم الجوائز، فضلاً عن الأفلام الجديدة. وهكذا فلم تعد الكتب محمولة في الحقيبة، بل هناك أقراص الأفلام أو الذاكرات الإلكترونية الملحقة بالحاسوب أو الروايات والكتب الإلكترونية مما يفرض عَلَي حمل الحاسوب أو اللوح الإلكتروني وقارئ الأفلام... ويا له من سفر آخر داخل السفر! ويا له من سفر داخل الكتب والحوامل داخل الجغرافيات التي أتنقل فيها. وفي الأخير، لا تفوتني الإشارة إلى تصفح بعض الجرائد والمجلات أو المواقع الإلكترونية الإخبارية أو ذات الصلة بمجالات اهتمامي».
من جهته، قال بن عدي: «لعل فصل الصيف كباقي فصول السنة لا أنقطعُ فيه عن القراءة وعطرها بقدر ما تكون لدي مساحة كبيرة من الانفتاح على بعض الروايات العربية والعالمية وأيضاً بعض الكتيبات العلمية الخفيفة التي تصدر هنا وهناك.
وهي الكتب والمنشورات التي تكون لديها عندي في هذا الفصل الحار فرصة الاطلاع والمطالعة في منأى عما تعودت من تحرير لمقالات ودراسات تستند إلى لغة الصرامة والتأمل والمنطق...كما لا أنفصل عما يقع في عالمنا الإنساني من حروب وصراعات ومآسٍ بتصفح بعض الجرائد العربية والوطنية والدولية ذات الموضوعية والنزاهة والحياد».



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.