أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أن الأردن سيكرس كل جهود الدولة وأدواتها، لتحصيل حق المواطنيْن الأردنيين اللذين قضيا في حادثة إطلاق أحد أفراد السفارة الإسرائيلية في عمان، النار عليهما، وتحقيق العدالة لهما. فيما أكد مصدر حكومي، أن عمان أبلغت تل أبيب رسميا، بأنها لن تسمح لطاقم سفارة تل أبيب في عمان بالعودة، قبل فتح تحقيق «جدي» في حادثة السفارة.
وقال الملك عبد الله الثاني، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس السياسات الوطني عقد، أمس، في قصر الحسينية، فور عودته إلى البلاد، بعد زيارة خاصة إلى الولايات المتحدة، إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطالب بالالتزام بمسؤولياته، واتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن محاكمة القاتل (الإسرائيلي)، وتحقيق العدالة، بدلا من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي، بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية. وإن مثل هذا التصرف المرفوض والمستفز، على كل الصعد، يفجر غضبنا جميعا، ويؤدي إلى زعزعة الأمن، ويغذي التطرف في المنطقة، وهو غير مقبول أبدا».
وتوجه العاهل الأردني بالتعزية لعائلتي الضحيتين، وقال: «إننا لن نتنازل أو نتراجع عن أي حق من حقوق مواطنينا، وسيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة ومقتل القاضي زعيتر، وغيرها من القضايا، أثر مباشر على طبيعة علاقاتنا».
وشدد الملك عبد الله الثاني، خلال الاجتماع، على حرص الأردن الدائم على احترام القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، من منطلق كونه دولة قانون تحترم التزاماتها والمواثيق التي تدخل بها، و«هذا الالتزام بالقانون الدولي هو الذي يضمن حقوقنا وحقوق مواطنينا». وقال: «أما وقد تعاملنا مع الأزمة الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وبعد جهود أدت لاحتواء تداعياتها وفتح المسجد الأقصى بشكل كامل، من خلال مواقفنا الواحدة مع أشقائنا الفلسطينيين، خلال الفترة التي تلت الأزمة، التي بدأت في الرابع عشر من شهر يوليو (تموز) الحالي، فإنني أؤكد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف لمنع تكرار هذه الأزمات».
وكانت السلطات الإسرائيلية قتلت القاضي رائد علاء الدين زعيتر، في 10 مارس (آذار) 2014. عند معبر جسر الملك حسين، على الحدود بين الضفة الغربية والأردن، ما أثار موجة غضب واحتجاجات عارمة في الأردن وفلسطين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر حكومي أردني قوله، إن الأردن أبلغ إسرائيل رسميا، بأنه لن يسمح لطاقم سفارة تل أبيب في عمان بالعودة، قبل فتح تحقيق «جدي» في حادثة السفارة.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن عمان «أبلغت الحكومة الإسرائيلية رسميا، بأنها لن تسمح للسفيرة عينات شلاين وطاقم السفارة، بالعودة قبل قيام إسرائيل بفتح تحقيق جدي في الحادث».
وكان حارس أمني في سفارة إسرائيل بعمان، يحمل صفة دبلوماسي، قد قتل الأحد الماضي، أردنيين هما محمد الجواودة (17 عاما) والطبيب بشار الحمارنة (58 عاما) إثر «إشكال» وقع داخل مجمّع السفارة.
وسمح الأردن الاثنين الماضي للقاتل بالمغادرة برفقة السفيرة شلاين إلى إسرائيل بعد استجوابه، حيث استقبله
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، استقبال «الأبطال»، فعانقه وأبدى تضامن حكومته معه.
وبثت وسائل إعلام إسرائيلية صور اللقاء الذي حضرته عينات شلاين من دون إظهار وجه الحارس.
وقال نتنياهو خلال اللقاء، «سعيد برؤيتك وبأن الأمور انتهت بهذا الشكل. تصرفت بشكل جيد، وكان لزاما علينا إخراجك من هناك. لم يكن ذلك قابلا للنقاش، ولكن كانت مسألة وقت فقط».
وأضاف: «أنا سعيد بأنه كان وقتا قصيرا، أنت تمثل دولة إسرائيل، ودولة إسرائيل لا تنسى هذا ولو للحظة».
وأثارت هذه التصريحات غضبا واسعا في الأردن، خصوصا مع انتشار صور استقبال الحارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
العاهل الأردني: سيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة أثره المباشر على علاقاتنا
سفيرها لن يعود قبل فتح تحقيق «جدي» مع قاتل الأردنيين
العاهل الأردني: سيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة أثره المباشر على علاقاتنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة