الإنفاقات الخيالية على شراء اللاعبين... المفاجآت الكبرى ما زالت في الطريق

الأندية المهيمنة لم تغلق دفاتر شيكاتها بعد... والأسعار المعلنة الآن مجرد أرقام بسيطة فقط

TT

الإنفاقات الخيالية على شراء اللاعبين... المفاجآت الكبرى ما زالت في الطريق

قد يكون الشيء الأبرز في فترة الانتقالات الصيفية الحالية يكمن في أن جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تقريبا قد حاولت كسر أرقامها القياسية لأغلى الصفقات في تاريخها، لكن في الحقيقة ثمة شيء مثير للاهتمام للغاية يتمثل في أنه لا يوجد أي ناد، ربما باستثناء ريال مدريد الإسباني، يعرف ما إذا كان قد كسر بالفعل الرقم القياسي الخاص به فيما يتعلق بأغلى اللاعبين في تاريخه أم لا.
ولنضرب مثلا بصفقة انتقال المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو لمانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 90 مليون جنيه إسترليني، حسب ما جاء في صدر الصحف العالمية. فعندما باع إيفرتون اللاعب، قُدرت الصفقة بـ75 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى بعض «الحوافز المالية»، والتي رفعت القيمة الإجمالية للصفقة إلى نحو 90 مليون جنيه إسترليني. ومع ذلك، ظل اللاعب الفرنسي بول بوغبا، الذي جاء لأولد ترافورد العام الماضي، هو أغلى صفقة في تاريخ مانشستر يونايتد. فما هو تفسير ذلك؟ من المفترض أن صفقة بوغبا قد تضمنت «حوافز مالية» أيضا، رغم أن القيمة المعلنة للصفقة هي 89 مليون جنيه إسترليني. لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تحتسب الحوافز المالية ضمن قيمة الصفقة أم لا؟
ومن هو أغلى مدافع في العالم حاليا، من بين المدافعين الجدد الذين ضمهم مانشستر سيتي؟ لقد كانت الحوافز المالية هي التي جعلت صفقة انتقال كايل ووكر من توتنهام هوتسبير لمانشستر سيتي تتخطى حاجز الـ50 مليون جنيه إسترليني التي دفعها باريس سان جيرمان من أجل الحصول على خدمات المدافع البرازيلي ديفيد لويز، وما زال من غير الواضح حتى الآن كيف احتسبت قيمة صفقة بينجامين ميندي التي بلغت 52 مليون جنيه إسترليني!
في الحقيقة، لا يهم ذلك إلى حد كبير، لأن هذه المبالغ التي أنفقت بغباء وتلك التفاصيل الهامشية لا تكون لها أهمية تذكر عندما يُغير اللاعب النادي الذي يلعب له، لكن كل ما في الأمر أن عشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء المعمورة يرغبون في معرفة أشياء من قبيل من هو أغلى لاعب في العالم أو المدة الزمنية التي صمد فيها رقم قياسي دون أن يتمكن لاعب آخر من كسره، وهكذا.
ويشبه الأمر ما كان يحدث في تصنيف أعلى الألبومات الغنائية مبيعا في العالم، فكل منا ما زال يتذكر عند سن معينة أن هذا الألبوم الغنائي أو ذاك كان هو الأكثر مبيعا خلال ذلك الصيف أوعيد الميلاد. إنها ليست معلومات مهمة للغاية، لكن يكون من الجيد أن تعرف أن هذا الشخص أو هذا المكان يحتفظ برقم قياسي، وأنه يمكن العودة إلى رسوم بيانية دقيقة تعود إلى خمسينات القرن الماضي للاعتماد عليها إذا لزم الأمر. وقد أصبحت الإحصائيات الخاصة بالألبومات الغنائية غريبة بعض الشيء هذه الأيام في ظل القدرة على تحميل وتنزيل الأغنيات من على المواقع الإلكترونية، ويبدو أن شيئا مماثلا قد حدث في انتقالات اللاعبين بسبب الحوافز المالية وحقوق بيع صور اللاعبين.
ويبدو أننا سنرى قريبا الأندية ورعاة قمصان فرق كرة القدم وهي تتوقف عن التباهي بأنها تفهم فرص التسويق الجديدة، واللاعبين أنفسهم وهم يتوقفون عن إثبات أنهم يستحقون هذه المبالغ المالية الطائلة وهذا الاهتمام الزائد. وسيكون هناك تعاطف بالتأكيد مع وجهة النظر التي تقول إنه لا يوجد لاعب يستحق 50 مليون جنيه إسترليني، وليس 90 مليون جنيه إسترليني، وأن هناك انفصالا كاملا بين الأموال التي تدفع في عالم كرة القدم وبين العالم الحقيقي منذ وقت طويل، رغم أن هذه المخاوف وهذه الآراء نسمعها كل عام، وربما منذ انتقال حصول النجم الإنجليزي السابق آلان بال على 112 ألف جنيه إسترليني عام 1966.
دعونا نتفق أولا على أن أندية كرة القدم لا تدفع أموالا تعرف أنها لا تستطيع توفيرها، ولذا فإن العائدات المالية الكبيرة التي تحصل عليها هذه الأندية هي التي تجعلها تنفق بهذا السخاء على التعاقد مع اللاعبين الجدد. وإذا ما نظرنا للحظة إلى الطريقة التي تنفق بها الأندية على تدعيم صفوفها سنجد أن تعاقد مانشستر يونايتد مع لوكاكو، سواء كان ذلك صفقة قياسية في تاريخ النادي أم لا، بات يبدو شيئا عاديا أو تقليديا في ضوء ما يجري في سوق انتقالات اللاعبين والأسعار الخرافية التي نسمع عنها يوميا. فرغم أن مانشستر يونايتد ما زال يسعى لتدعيم صفوفه بالتعاقد مع لاعبين آخرين مثل ريناتو سانشيز وإيريك داير ونيمانيا ماتيتش، فإن ناد من أندية الوسط مثل إيفرتون يحاول أن يحصل على خدمات لاعب سوانزي سيتي غيلفي سيغوردسون مقابل 50 مليون جنيه إسترليني!
وفي الأيام الخوالي، وبالتحديد قبل أربع أو خمس سنوات من الآن، كان النادي الذي ينفق نحو 150 مليون جنيه إسترليني في فترة انتقالات صيفية واحدة يُنظر إليه على أنه يحاول أن يحصل على بطولة دوري أبطال أوروبا، كما كان يفعل تشيلسي ومانشستر سيتي في الماضي. أما الآن، فينفق إيفرتون مثل هذه المبالغ الضخمة وهو لا يضمن حتى الدخول ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وأنفق مانشستر سيتي مبالغ مالية كبيرة من أجل التعاقد مع عدد من المدافعين، في الوقت الذي أنفق فيه تشيلسي نحو 130 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع ألفارو موراتا وتيموي باكايوكو وأنطونيو روديغر، وما زال مديره الفني أنطونيو كونتي يتحدث عن ضرورة التعاقد مع ثلاثة أو أربعة لاعبين من العيار الثقيل قبل نهاية أغسطس (آب) القادم.
ثمة حكمة شهيرة تقول إنه لا يتعين على أي ناد أن يغير عددا كبيرا من لاعبيه دفعة واحدة، فمن الممكن مثلا أن يغير المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو لاعب الارتكاز أو المهاجم الأساسي لفريقه، أو أن نرى المدير الفني لتوتنهام هوتسبر ماوريسيو بوكيتينو – الذي لم يجر أي تغيير واعتمد على نفس القوام الأساسي لتوتنهام وقدم أداء رائعا للغاية – وهو يعتمد على الظهير الأيمن كيران تريبير بدلا من كايل ووكر الذي رحل عن النادي، وهكذا. لكن، هل لو صحح المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا معظم أخطاء الموسم الماضي واعتمد على حارس مرمى جديد وخط دفاع جديد، فهل يؤثر ذلك كثيرا على الفريق؟
في الحقيقة، من الصعب للغاية التكهن بأي شيء في الوقت الحالي، لأنه ما زال يتبقى شهر كامل في فترة الانتقالات الصيفية. وفي كل عام، تكون هناك مناشدات تطالب بانتهاء فترة انتقالات اللاعبين قبل انطلاق الموسم الجديد. ورغم أن الارتباطات الدولية قد تقام في فصل الصيف وتعطل سوق الانتقالات، فإن الصيف الذي لا توجد به ارتباطات دولية مثل الصيف الجاري يمكن أن يشهد بعض التغييرات والتعديلات في الجداول الزمنية بحيث يكون هناك متسع من الوقت أمام الأندية لكي تتمكن من عقد الصفقات التي تريدها قبل انطلاق الموسم. وما زال من الممكن أن يفقد آرسنال خدمات لاعبه التشيلي أليكسيس سانشيز في نهاية أغسطس (آب) القادم، وهو ما سيؤثر على فرص النادي في العودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، كما قال المدير الفني للـ«مدفعجية» آرسين فينغر. ويواجه ليفربول نفس المعضلة فيما يتعلق بنجمه البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي يحظى باهتمام كبير من نادي برشلونة الإسباني، في الوقت الذي يمارس فيه ليفربول ضغوطا من أجل التعاقد مع نابي كيتا من لايبزيغ الألماني وفيرجيل فان ديك من ساوثهامبتون الإنجليزي ولا يأبه بالمعاناة التي تواجهها مثل هذه الأندية للاحتفاظ بنجومها. ونشك جميعا في أن فترة الانتقالات الحالية ستنتهي دون أن ينتقل فان ديك وسانشيز على وجه التحديد إلى أندية أخرى، لأنهما من أكثر اللاعبين الذين يحظون باهتمام الكثير من الأندية في الوقت الحالي. ويملك مانشستر سيتي وتشيلسي قدرات مالية هائلة ساهمت كثيرا في رفع أسعار اللاعبين بالشكل الذين نشهده الآن، وربما تؤدي إلى مزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة.
وما زال هناك متسع من الوقت وكثير من الأموال التي تجعل الأسعار التي نسمع عنها الآن مجرد أرقام بسيطة، ولن يكون من الغريب أن نرى «الجائزة الحقيقية» لفترة الانتقالات الصيفية الحالية، وهو الفرنسي كيليان مبابي، ينتقل لريال مدريد الإسباني بمقابل مادي يصل لضعف الرقم القياسي المسجل حاليا لأغلى لاعب في العالم. وسيكون رد فعل الأندية الإنجليزية على فشلها في التعاقد مع لاعبين بهذه القدرات الكبيرة هو دفع مبالغ مالية كبيرة للغاية على لاعبين من المستوى الثاني.
ورغم تحذير رئيس نادي توتنهام هوتسبير، دانيل ليفي، مما يحدث ووصفه لما تنفقه الأندية الإنجليزية بأنه وضع غير قابل للاستمرار، فمن المرجح أن يكون توتنهام هوتسبير هو الاستثناء وليس القاعدة. الشيء المؤكد هو أن الأندية الست الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز لم تغلق دفاتر شيكاتها بعد، وربما لم تأت أكبر المفاجآت حتى الآن.
وكان ليفي انتقد الإنفاق «غير المستدام» لأندية البرميرليغ في صيف الانتقالات المحموم. وأنفقت أندية الدوري الممتاز 800 مليون جنيه إسترليني (1.04 مليار دولار أميركي) هذا الصيف، لكن رئيس النادي اللندني يعتقد أن الفورة الباهظة سيئة للعبة. وأنفق سيتي وحده 200 مليون جنيه إسترليني لضم ستة لاعبين، فيما عقد كل من تشيلسي وآرسنال وليفربول صفقات قياسية منذ انتهاء الموسم الماضي. وتسير البريميرليغ نحو تحطيم رقمها القياسي البالغ 1.2 مليار جنيه إسترليني في فترة انتقالات واحدة، بيد أن توتنهام لا يزال بعيدا عن الصفقات الخيالية.
وقال ليفي إن الأندية الـ19 الأخرى في الدوري تخاطر بصحتها المالية، «علينا واجب إدارة النادي بشكل مناسب». وتابع: «يستحيل أن تكون بعض الأنشطة الحالية مستدامة». وأردف «البعض ينفق 200 مليون جنيه إسترليني، أكثر مما يجني.. لا يمكن استمرار القيام بذلك». وفي ظل اضطرار توتنهام لإنفاق 800 مليون جنيه إسترليني لتطوير ملعبه «وايت هارت لاين» في شمال لندن، اعترف ليفي أنه من الحكمة أخذ الحذر في موسم الانتقالات.
لكنه نفى أن تكون كلفة الملعب عائقا أمام جلب المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو أي لاعب يريده لتطوير الفريق الذي نافس في الموسمين الأخيرين على لقب الدوري. وباع توتنهام أخيرا الظهير الدولي كايل ووكر إلى سيتي مقابل 50 مليون جنيه إسترليني.
من جهته تساءل أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عن طموح غريمه توتنهام هوتسبير في ظل ابتعاده عن إبرام صفقات خلال الصيف الجاري. واحتل توتنهام المركز الثاني في الدوري الموسم الماضي بفارق سبع نقاط لكنه لم يعزز تشكيلته خلال الصيف. وكان نشاط توتنهام الوحيد في سوق الانتقالات يتعلق ببيع الظهير الأيمن كايل ووكر إلى مانشستر سيتي.
وقال كونتي: «إذا لم يفز (توتنهام) باللقب لن تكون مأساة. إذا لم يصل في دوري الأبطال لن تكون مأساة. إذا خرج من الدور الأول لدوري الأبطال لن تكون مأساة. إذا خرج من أول مباراة في الدوري الأوروبي لن تكون مأساة». وأضاف كونتي أن أي إخفاق لتشيلسي أو آرسنال أو مانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد أو ربما أيضا ليفربول يعتبر بمثابة المأساة.
وقال كونتي «كل فريق عليه أن يدرك مدى طموحه. إذا كان الطموح يتعلق بالمنافسة على اللقب أو الفوز بدوري الأبطال يجب شراء لاعبين بأسعار كبيرة وإلا سيستمر الفريق في نفس المستوى. الأمر بسيط». وأضاف: «سؤالي هو.. ما هي طموحات توتنهام؟» وعلى عكس توتنهام أنفقت باقي الأندية الكبيرة مبالغ ضخمة على اللاعبين الجدد. وقال كونتي إن توتنهام يملك تشكيلة قوية «إذا حافظ على كل لاعبيه».



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.