فصيل سوري يعتقل «أكبر المقاتلين البلجيكيين سناً» في إدلب

عمره 71 عاماً وتعتبره بروكسل مسؤولاً عن تجنيد عشرات الشبان للقتال

عشرات المقاتلين من {هيئة تحرير الشام} على متن سيارات دفع رباعي في إدلب (أ.ب)
عشرات المقاتلين من {هيئة تحرير الشام} على متن سيارات دفع رباعي في إدلب (أ.ب)
TT

فصيل سوري يعتقل «أكبر المقاتلين البلجيكيين سناً» في إدلب

عشرات المقاتلين من {هيئة تحرير الشام} على متن سيارات دفع رباعي في إدلب (أ.ب)
عشرات المقاتلين من {هيئة تحرير الشام} على متن سيارات دفع رباعي في إدلب (أ.ب)

أفيد أمس بأن فصيل «هيئة تحرير الشام» في مدينة إدلب السورية اعتقل الشيخ بسام العياشي (71 عاماً) الذي وصفته وسائل إعلام بلجيكية بأنه أكبر المقاتلين البلجيكيين سناً في صفوف المتشددين، وكان قد سافر إلى سوريا للمشاركة في العمليات القتالية هناك بعدما عاش لفترة من الوقت في بلدية مولنبيك ببروكسل.
واعتبرت السلطات البلجيكية في فترة من الوقت الشيخ الموقوف واحداً من أكثر المتشددين نفوذاً في بلجيكا، ويُزعم أنه ساهم بدور في تحفيز عشرات من الشباب للسفر إلى مناطق الصراعات في سوريا والعراق وأفغانستان، وهي أمور سبق أن نفاها الشيخ العياشي الذي سبق اعتقاله في عام 2013 من جانب عناصر جماعة «أحرار الشام».
ونقلت وسائل إعلام بلجيكية عن مصادر سورية، قولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشيخ عياشي اعتُقل مؤخراً في إدلب من جانب عناصر «هيئة تحرير الشام» وهي جماعة متشددة تهمين عليها «جبهة النصرة» وسيطرت على المنطقة بعد خروج جماعة «أحرار الشام» منها.
وسافر العياشي إلى سوريا عام 2013، وهو العام نفسه الذي قتل فيه ابنه عبد الرحمن أثناء العمليات القتالية هناك. وقبل عامين، فقد الشيخ بسام إحدى ذراعيه بانفجار لغم في سيارة كان يستقلها في إحدى المدن السورية. وفي فبراير (شباط) 2015 نشرت وسائل إعلام بلجيكية صورة لشخص عجوز فقد ذراعه اليمنى وقالت إنها للعياشي، ووصفته بأنه أكبر المقاتلين البلجيكيين سناً في صفوف الجماعات المسلحة في سوريا.
من جانبه، أكد محاميه في بروكسل سباستيان كورتوي فقدان الشيخ بسام لذراعه في حادث تفجير. وقالت صحيفة «ستاندرد» البلجيكية اليومية على موقعها الإلكتروني، إن الحادث وقع في منطقة قريبة من مدينة إدلب.
وقتل عبد الرحمن العياشي (38 عاماً، وهو بلجيكي من أصل سوري) خلال تزعمه مجموعة لفصيل «صقور الشام» خلال مواجهات ضد قوات النظام السوري قبل سنوات. وجاء الإعلان عن وفاته في تصريحات أدلى بها والده الشيخ بسام للإعلام البلجيكي في أواخر يونيو (حزيران) 2013. وكان عبد الرحمن ورجاله يخوضون معركة ضد قافلة لقوات النظام قرب إدلب. وقال الشيخ بسام آنذاك في تصريحات سابقة: «أرسلت ابني للقتال بدلاً عني في سوريا وأريد أن أموت ميتة هادئة». وأضاف: «أنا لا أرسل مقاتلين بلجيكيين إلى سوريا والذين ذهبوا ينتمون إلى جماعة الشريعة لبلجيكا، وإن كان آخرون قد ذهبوا فمن أجل أن يغامروا على طريقة رامبو».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.