«الائتلاف» السوري يطالب مجلس الأمن بتصنيف «الاتحاد الكردي» تنظيماً إرهابياً

شرطي روسي يراقب قيام عنصرين من النظام بتفتيش سيارات في غوطة دمشق أمس (قاعدة حميميم الروسية)
شرطي روسي يراقب قيام عنصرين من النظام بتفتيش سيارات في غوطة دمشق أمس (قاعدة حميميم الروسية)
TT

«الائتلاف» السوري يطالب مجلس الأمن بتصنيف «الاتحاد الكردي» تنظيماً إرهابياً

شرطي روسي يراقب قيام عنصرين من النظام بتفتيش سيارات في غوطة دمشق أمس (قاعدة حميميم الروسية)
شرطي روسي يراقب قيام عنصرين من النظام بتفتيش سيارات في غوطة دمشق أمس (قاعدة حميميم الروسية)

طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، مجلس الأمن الدولي بتصنيف «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب» المدعومة من واشنطن: «تنظيما إرهابياً»، مشيرا إلى تعاون «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «وحدات الحماية» الكردية، مع قوات النظام جنوب الرقة.
وجاء في المذكرة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نصها أمس: «رغم سطوة ووحشية تنظيم داعش في محافظتي الرقة ودير الزور خاصة، لم يحدث يوما أن رحَّب أحد من الأهالي والمدنيين في هذه المدن بقوات سوريا الديمقراطية، وذلك لأنها مُشكَّلة على أساس عنصري وإرهابي، عبر حزب العمال الكردستاني؛ والمصنف أميركيا على قائمة الإرهاب؛ وفرعه في سوريا الاتحاد الديمقراطي الكردي وقواته العسكرية ممثلة بوحدات حماية الشعب الكردي؛ والتي تستمر بارتكاب الجرائم، والانتهاكات الجسيمة بحق الشعب السوري في مناطق سيطرة قواتها؛ ضمن سياسة ممنهجة ترقى إلى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وبخاصة جرائم القتل، والاعتقال، والتطهير العرقي، والإخفاء والتهجير القسري والتجنيد الإجباري».
وتابع بأنه «منذ شهر رصدنا عمليات تهجير واسعة تقوم بها هذه الميليشيات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية شمال سوريا؛ وذلك في إطار معركة الرقة التي ما زالت تخضع لسيطرة تنظيم داعش، إذ شرد نحو 10 آلاف سوري عربي من قراهم خلال هذا الشهر فقط شمال سوريا، في وقت قالت فيه الأمم المتحدة إن عدد النازحين من قراهم في شمال سوريا بلغ 200 ألف نازح، أغلبهم لا تتوفر لهم مخيمات، في وقت عاد عدد قليل منهم إلى قراهم بعد طرد التنظيم منها، وسماح الميليشيات الكردية لهم بالعودة»، مشيرا إلى أن «الحكومة الأميركية، التي تعد الداعم الأكبر للميليشيات الكردية المسؤولة عن تهجير هؤلاء، لا تتخذ أي إجراء لحماية النازحين ومنع تهجير الأهالي. إذ تقوم الطائرات الأميركية أولاً بقصف القرى التي يسيطر عليها التنظيم، لتبدأ عملية الزحف على الأرض من طرف القوات الكردية، وبعد طرد عناصر التنظيم تقوم الميليشيات الكردية، وتحت تهديد السلاح، بطرد أهالي تلك القرى العربية، وتمنع تلك القوات العوائل العربية من العودة إلى منازلهم وقراهم بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش، مشترطة عليهم إحضار كفيل محلي، في ممارسات عنصرية وتمييزية تنفذها الميليشيات الكردية».
وتابع «الائتلاف» بأن ممارسات حزب «الاتحاد الديمقراطي» في بعض مناطق الجزيرة السورية وعفرين وغيرها من المناطق الكردية، أثارت مخاوف تنفيذ دعوات انفصالية، وزاد من تلك المخاوف، إقامة الحزب إدارته الذاتية، قسّم فيها مناطق سيطرته إلى ثلاث كانتونات، لكل منها حكومة، واعتبر مدينة القامشلي عاصمتها، وبات للإدارة التي شكلها مقومات الدولة، من حكومة وبرلمان وجيش وشرطة، ودستور خاص، فضلاً عن علم خاص، بعد أن أنشأ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ما سمي «مجلس شعب غرب كردستان» وشكل «قوات الحماية الشعبية»، وشكّل أيضا شرطة معروفة باسم «أسايش».
كما أشار إلى «علاقة بين نظام الأسد وهذه الميليشيات الكردية للعلن وبشكل رسمي، حيث بدأت قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأسد، تطبيق بنود اتفاق العكيرشي الموقع في 20 يونيو (حزيران) 2017، القاضي بتسليم مناطق في ريفي الرقة الجنوبي والشرقي لقوات النظام، ووقع الطرفان الاتفاق خلال اجتماع سري في بلدة العكيرشي شرق مدينة الرقة، التي سيطرت عليها (قسد) مؤخراً، وحضر الاجتماع نحو 10 أشخاص، 3 منهم يمثلون قوات النظام، فيما تمثل البقية قيادات كردية منضوية في (قسد)».
ونص الاتفاق، بحسب «الائتلاف» على سماح قوات «قسد» لقوات «مقاتلي العشائر» التابعة للنظام بقيادة تركي البوحمد، بالدخول إلى بلدة العكيرشي ومنطقة الدلحة، قادمة من حقل العبيد النفطي جنوب الرقة، بعدما سيطرت عليه مؤخراً قوات الأسد. وتضمن عدم التعرض لـ«مقاتلي العشائر»، تمهيداً لتقدم قوات النظام شرقا باتجاه مناطق سيطرة تنظيم داعش في ريف الرقة الشرقي. وشمل الاتفاق أيضا، السماح لـ«قوات مقاتلي العشائر» وقوات النظام، بالتقدم في ريف الرقة الشرقي، تحت غطاء جوي من الطيران الروسي، بهدف السيطرة على قرى الدلحة والمقلة وزور شمر والصبخة، وصولاً إلى قرية البوحمد شرق الرقة، ثم ربطها بطريق بري مع قوات النظام التي تتقدم عبر البادية الجنوبية لمحافظة الرقة، باتجاه مدينتي السخنة ودير الزور، عبر الطريق الدولي الجديد «المدحول».
إن «الاتفاق جاء برعاية روسية، ويستكمل بعد إنجاز مرحلته الأولى في ريفي الرقة الجنوبي والشرقي، ليشمل مناطق في ريف دير الزور الغربي (الشامية) التي من المحتمل أن تكون من نصيب قوات النظام أيضا».
وبحسب الاتفاق، فإن 400 مقاتل من «قوات مقاتلي العشائر» وعناصر قوات النظام، سيستكمل إدخالهم إلى بلدة العكيرشي، خلال ثلاثة أيام، مزودين بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة، من دبابات وراجمات صواريخ وكاسحات ألغام ومضادات طيران من مختلف العيارات. ويعتبر اتفاق النظام مع «قسد»، وهي أكثر الجهات المدعومة من الولايات المتحدة، تنازلاً ضمنياً من أميركا عن الجهة الجنوبية لنهر الفرات لصالح النظام وشركائه.
وعليه، طالب «الائتلاف» بـ«تشكيل لجنة تحقيق خاصة للكشف عن الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها حزب الاتحاد الديمقراطي، وميليشياته وأذرعه المسلحة، ووقف عمليات التهجير الممنهج والمجازر التي يرتكبها بحق السكان العرب وباقي المكونات السورية الأخرى، في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحزب وقواته»، إضافة إلى «تصنيف حزب الاتحاد الديمقراطي، وميليشياته كتنظيم إرهابي، كونه فرعا لحزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا، في ظل ما يقوم به من ممارسات انفصالية وانتهاكات ممنهجة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ووقف الدعم الدولي له، والاعتماد في محاربة الإرهاب على أبناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.