قاض أميركي يوقف ترحيل أكثر من 1400 عراقي

TT

قاض أميركي يوقف ترحيل أكثر من 1400 عراقي

أوقف قاض اتحادي في ميتشيغان ترحيل أكثر من 1400 مواطن عراقي من الولايات المتحدة، في أحدث نصر قانوني للعراقيين الذين يواجهون الترحيل في قضية تجري متابعتها عن كثب.
وأصدر القاضي مارك جولدسميث أول من أمس أمرا قضائيا أوليا طلبه محامون بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية، قالوا إن المهاجرين سيعانون اضطهادا في العراق؛ لأنهم من الأقليات العرقية والدينية هناك. ونقلت وكالة «رويترز» عن جولدسميث أن الأمر القضائي يتيح للعراقيين متسعا من الوقت للطعن على ترحيلهم أمام محاكم اتحادية. وأضاف أن كثيرين منهم سعوا بشدة لمساعدة قانونية، بعد أن بدأت الحكومة الأميركية فجأة في تنفيذ أوامر طرد صدرت منذ سنوات.
وأضاف جولدسميث في وثيقة الأمر القضائي التي تقع في 34 صفحة، أن الوقت الإضافي يضمن أن «أولئك الذين قد يتعرضون لأذى خطير وربما الموت، لن يتم إخراجهم من هذا البلد قبل أن تتاح لهم الفرصة كاملة أمام القضاء».
ويعني الأمر القضائي فعليا أنه لا يمكن ترحيل أي عراقي من الولايات المتحدة لشهور. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة الأميركية ستطعن على القرار. ولم يتسن الحصول على تعليق من ممثل مكتب وزير العدل في ديترويت.
وكانت أوامر نهائية قد صدرت بترحيل 1444 عراقيا من الولايات المتحدة، غير أن سلطات الهجرة احتجزت نحو 199 منهم فقط في يونيو (حزيران) ضمن حملة تشنها في أنحاء البلاد. وأقام الاتحاد الأميركي للحريات المدنية دعوى في 15 يونيو لوقف الترحيل، قائلا إن العراقيين قد يواجهون اضطهادا أو تعذيبا أو حتى الموت؛ لأن كثيرا منهم من الكلدانيين أو السنة أو الأكراد، وإنهم قد يعانون سوء معاملة في العراق.
وقالت الحكومة الأميركية، إن من احتجزتهم سلطات الهجرة صدرت ضدهم أوامر بالترحيل، وإن كثيرا منهم مدانون بجرائم خطيرة، مثل القتل وجرائم الأسلحة والمخدرات.
وكان جولدسميث قد أيد طلب الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، وقرر في 26 يونيو توسيع نطاق أمر سابق بعدم ترحيل 114 محتجزا من منطقة ديترويت، بحيث أصبح يشمل مجموعة العراقيين التي تضم 1444 مواطنا في أنحاء البلاد. وجاء الأمر القضائي الذي أصدره جولدسميث أول من أمس قبل ساعات من انتهاء أمد الأمر السابق.
وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، إن كثيرا من المحتجزين العراقيين وجدوا صعوبة في الحصول على وثائق رسمية لازمة للطعن على قرار ترحيلهم، كما أن الحكومة نقلت عددا كبيرا منهم إلى منشآت في مناطق متفرقة بالبلاد، مما حال دون اتصالهم بمحاميهم وذويهم. ويقضي الأمر القضائي الذي أصدره جولدسميث بأن تمد سلطات الهجرة الاتحاد الأميركي للحريات المدنية بتقارير كل أسبوعين عن كل عراقي، وأن تتضمن مكان الاحتجاز.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.